منى سلمان
ذكريات يوم حزين
عدت للبيت وهيأت طعام الغداء فقد كانت الوفاة بعد صلاة الظهر مما يعني ان اهل البيت لن يستطيعوا ان يطعموا ضيوفهم .. الكثير من الجارات فعلن مثلي .. ذهبن لبيوتهن وعدن بما يسره الله لهن .. الله ما اجمل تكاتف السودانيين في اتراحهم ..
عدت في العصير للبيت وقد عاودتي الالام والسخانة لا تطاق لانقطاع التيار طوال اليوم .. حملت فرشة ووضعتها في الحوش تحت
ظل الحيطة وتمددت منهكة وقد ملأ الجو اصوات النواح والنحيب مع كل وصول لجموع المعزين .. وفجأة سمعت صوت مايكرفون يجهز بالنفخات المعهودة قبل ان ينطلق صوت مغنية في حفل صبحية نهارية في الشارع الخلفي .. استمر الغناء والهجيج والزغاريد في التمازج مع صوت النحيب والحي ووب بصورة غريبة .. تغني المغنية وصفا لعروس الهناء والمشتلة ندمان الما عرس هنا .. المشتلة كسبان العرس بتنا .. بينما تتخللها اصوات النواح تصف حال المرحومة التي لم تمهلها الاقدار لتتهنى في بيت الهناء وغادرت لتترك خلفها الاحزان والسواد .. مفارقة عجيبة جعلتني اهز رأسي واتذكر حكمة امي الحبيبة عليها رحمة الله
خربانة ام بنايا قش
منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]
فعلا دنيا زائلة
تصوير لفظي بليغ للكاتبة يغني القارئ عن مشاهدة هذه الأحداث … ويرسم له صورة حية لمن لم يره واقعاً