منى سلمان

ذكريات يوم حزين

ذكريات يوم حزين
صباح الامس حاولت مقاومة وعكة صحية اصرت على الاقامة غير مرحب بها بين مفاصلي وخرجت لاؤدي بعض حقوق الجيرة .. باركت لنفساء وتمنيت أن يتمه الله بالخير لمن تم عقد قرانها وثالثة تمنينا لها السعادة والزيادة فقد تم زفافها مؤخرا .. وفي طريق عودتي فوجئت بصراخ ونواح .. شق جيوب ولطم خدود لبنيات جارتي لتصيبني الخلعة الشديدة وذلك لان ابنة جارتي في المنزل المقابل توفيت فجأة وهي شابة حديثة الزواج .. توجهت لاؤدي واجب العزاء مسرعة .. بكيت ما شاء الله لي البكاء وتذكرت احزاني القديمة والجديدة ونكأت جراح فقد احبة لن يبريها الزمان ثم عدت لنفسي وتذكرت وصية المصطفى صلوات الله عليه لاهل بيته ان يصنعوا طعاما لال جعفر لان الاحزان قد شغلتهم عن انفسهم ..
عدت للبيت وهيأت طعام الغداء فقد كانت الوفاة بعد صلاة الظهر مما يعني ان اهل البيت لن يستطيعوا ان يطعموا ضيوفهم .. الكثير من الجارات فعلن مثلي .. ذهبن لبيوتهن وعدن بما يسره الله لهن .. الله ما اجمل تكاتف السودانيين في اتراحهم ..
عدت في العصير للبيت وقد عاودتي الالام والسخانة لا تطاق لانقطاع التيار طوال اليوم .. حملت فرشة ووضعتها في الحوش تحت
ظل الحيطة وتمددت منهكة وقد ملأ الجو اصوات النواح والنحيب مع كل وصول لجموع المعزين .. وفجأة سمعت صوت مايكرفون يجهز بالنفخات المعهودة قبل ان ينطلق صوت مغنية في حفل صبحية نهارية في الشارع الخلفي .. استمر الغناء والهجيج والزغاريد في التمازج مع صوت النحيب والحي ووب بصورة غريبة .. تغني المغنية وصفا لعروس الهناء والمشتلة ندمان الما عرس هنا .. المشتلة كسبان العرس بتنا .. بينما تتخللها اصوات النواح تصف حال المرحومة التي لم تمهلها الاقدار لتتهنى في بيت الهناء وغادرت لتترك خلفها الاحزان والسواد .. مفارقة عجيبة جعلتني اهز رأسي واتذكر حكمة امي الحبيبة عليها رحمة الله
خربانة ام بنايا قش

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]

‫2 تعليقات

  1. تصوير لفظي بليغ للكاتبة يغني القارئ عن مشاهدة هذه الأحداث … ويرسم له صورة حية لمن لم يره واقعاً