أداء القسم.. مفاجآت وتعديلات
عند وقوفنا على باب الرئيس في انتظار قدوم النائب الأول بكري حسن صالح لتأدية القسم، حضر الرجل في كامل تأنقه والقى التحية ثم قال: «من بكرة ناس الأمن بدفروكم».. أي إشارة إلى البروتكول الذي سيقيد حركة الرجل المشهور بالبساطة والتواضع والتي كانت بادية عليه حتى بعد أداء القسم.. المهم في لقائه بالرئيس أن البشير وصاه أن يشد حيله ودعا له بالتوفيق، وبالقطع مهمة صعبة تنتظر بكري.
نائب الرئيس.. حسبو كم؟بعد أداء نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن للقسم ووفقاً للبروتكول وترتيبات المراسم قدم الرئيس كلمة ترحيب بحسبو بحضور النائب الأول، رئيس القضاء ووزير الرئاسة، الرئيس رحب في مفتتح كلمته بحسبو وكعادته في خلق جو مملوء بالأريحية والبساطه قال لنائب الرئيس: «حسبو.. حسبو كم؟»
ومع أن الأمر طرفة إلا أن «حسبو» مطالب أن «يحسب» خطواته جيداً منذ الآن وهو الرجل الثالث في الدولة وينتظره جهد كبير خاصة في إحلال السلام وسط أهله في دارفور، ولعله لم يفت على عبد الرحمن ذلك حيث تناول المسألة لدى مخاطبته الصحفيين، وهي المرة الأولى التي يخاطب فيها مسؤول رئاسي الصحفيين عقب أدائه القسم ويبدو أن حداثة الرجل بالقصر وراء ذلك.
وزير سابق مع الحكومة بالدعاء
اصطادت كاميرا آخر لحظة مساعد الرئيس البروفيسور إبراهيم غندور مع الوزير برئاسة الجمهورية السابق إدريس محمد عبد القادر بباحة القصر بحضور وزير الصناعة السميح الصديق، قال إدريس لغندور: «ح نكون معاكم بالدعاء»، غندور رد عليه: «الدعاء وحده لا يكفي».. خروج المفاوضين البارعين إدريس ود. أمين حسن عمر «وزيرا الدولة بالرئاسة» كان مفاجأة، خاصة أن أمين يدير ملف دارفور المليء بالتعقيدات والمطبات.. زهد أمين في المنصب معلوم للجميع وقد غادر البلاد يوم الخميس الماضي لتمضية إجازة بفرنسا افتقدها لسنوات بعد أن أخذ الإذن من الرئيس.
سعادتو «جااااهز».
أبرز وزراء الدولة في الحكومة الحالية هو الوزير بالدفاع اللواء يحيى محمد خير الذي احتفى به الطاقم العامل بالقصر بشكل خاص، حيث كان قائداً للحرس الجمهوري.
السكرتير الصحفي لرئيس الجمهورية عماد سيد أحمد تعامل بذكاء عندما دعا يحيى لمخاطبة الصحفيين، وقد أصاب يحيى الذي كان في معنويات عالية كما الجيش هذه الأيام الذي يتقدم في عدة محاور.. سعادتو عمل بقاعدة «ما قلّ ودل».. وعندما خلص من حديثه قال «جاهزين لأي سؤال».. كثير من العسكريين سواء في الخدمة أو بالمعاش نظروا بعين الرضا لتدعيم الدفاع بمنصب وزير دولة خاصة بعد الجدل حول شخصية الوزير عبد الرحيم الذي توقع كثيرون مغادرته.
ياسر يوسف.. وزير حافظ «لوحو»
لم يخل تشكيل وزاري قريب من الصحة أو مضروب سواء في الصحف أو «الواتساب» من اسم أمين الإعلام بالوطني ياسر يوسف الذي أدى القسم أمس وزيراً للدولة بالإعلام، ذلك المنصب الذي يناسبه تماماً.. ياسر وعقب مخاطبته للصحافيين غادر القاعة وأدى صلاة الظهر بجانب البرلماني الوزير بالرئاسة د. الرشيد هارون وآخرين ولحق بهم نائب الرئيس.. تجاذبت أطراف الحديث مع ياسر عقب فراغه من صلاته وسألته عن شأن يخص الحزب وقال وهو يتبسم: «نحن هنا ناس حكومة لما نمشي دار الحزب وانت طولت ماجيتنا»، ولعلها رسالة لقيادات حزبه الذين يصرحون في كل شيء، الذين يتوقع أن يطال تعليقاتهم تسجيلات المريخ المعطوبة بعض الشيء.
قصة «أميرة» ليست «وزيرة»عندما رافقت المصورين إلى مكتب الرئيس قال رجل المراسم النشط والإعلامي مجدي عبد العزيز وبصوت أسمع الجميع: «يا جماعة ما عاوزين عملاء مزدوجين». حيث كان مسموحاً فقط للمصورين.. لكن الدخول إلى قاعة أداء الوزراء للقسم جعلنا نلحظ حضور تسعة وزراء وتفحصنا الوجوه، حيث غاب وزير النفط مكاوي محمد عوض وعلمت بوجوده خارج البلاد، وعندما حضر وزراء الدولة الـ(13) لاحظت غياب أميرة السر رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية بالبرلمان التي عينت وزيرة دولة بالسياحة، وذكرها د. نافع علي نافع في مؤتمر حزبه وسألت عنها إلا أن المفاجأة الكبيرة عندما علمت أن الشخصية الغائبة هي الوزير بالخارجية كمال إسماعيل الموجود ضمن بعثة السودان بنيروبي، وأن أميرة ليست بوزيرة وغير موجودة بالكشف وحاولت الاستيثاق من المحررة البرلمانية الزميلة ثناء عابدين التي أكدت أن رئيس البرلمان المنتهية ولايته مولانا الطاهر قال إن أميرة وزيرة.
المفاجأة الثالثة أن د. عبيد الله محمد عبيد الله الذي سميّ وزيراً للدولة بالتجارة أدى القسم وزيراً للنفط وأصبح بالوزارة وزيرا دولة، وجيء بشاب مغمور اسمه جهاد حمزة حامد بديلاً له في التجارة.
الارتباك وسط وزراء الدولة بان حتى في زي الوزير بالصناعة محمد أحمد عجب الله، الوحيد بين كل إخوانه جاء مرتدياً «لبسة سفاري وينتعل مركوب نمر».
صحيفة آخر لحظة
تقرير : أسامة عبد الماجد
ت.إ[/JUSTIFY]