ام وضاح : عايزين توصلونا وين ؟

وكأن السيد كمال عمر «يضن» على الشعب السوداني بـ42 ساعة فقط يقضيها آملاً في أن التغيير بالفعل قصد به التغيير في السياسات والمسار قبل أن يكون تغييراً في الأسماء والوجوه!.. وكدي خلوني أمنطق كمال عمر بالمنطق والحجة ولنفترض أن المؤتمر الوطني بلجانه التي انعقدت للتشاور في القادمين الجدد قد انقلب فعلاً على كباره داخل الحزب وهم بوزن شيخ علي ودكتور نافع.. أليس في هذا بعض من إشارة إلى أن الحزب يمارس الديمقراطية في داخله بالقدر الذي تفتقده الأحزاب الأخرى وغيره ما قادر يحرك تربيزة من محلها إلا بعد عودة الزعيم من الخارج.. ولو كان الأمر شورى وديمقراطياً كما تنادي المعارضة لطبقت ما تنادي به على نفسها وأكدته ولو حتى على أضيق نطاق بالقدر الذي يجعل المواطن يثق في أنها ستطبق هذه الديمقراطية حال وصولها للحكم.. وبمناسبة وصولها للحكم هذه لا زال المؤتمر الشعبي مصراً على أنه لن يخوض الانتخابات القادمة تشكيكاً في مصداقيتها دا السبب المطروح لكن مؤكداً أن المتابع والمراقب يعلم تماماً أنه لا أراضي ولو بمساحة كف اليد للأحزاب المعارضة في أوساط الشارع.. مش لأن حكومة المؤتمر الوطني سمن على عسل ونفايات المواطنين بقايا بيتزا وهوت دوغ.. ولكن لأن المواطن فاقد الثقة في هذه الأحزاب ويعلم أنها بلا رؤى ولا برامج ولا مشاريع وحتى الآن لم تقدم طرحاً اقتصادياً حقيقياً تتحدى به الحكومة بالخروج من عنق الزجاجة.. وحتى الآن هي بالنسبة للشارع أحزاب مبهمة ليس هناك وضوح في رؤيتها للعلاقات الخارجية أو حتى للمشاكل الداخلية التي أرهقت الخزانة أموالاً وأرهقت عيون الأمهات والثكالى دموعاً وحزناً! لكل ذلك أقول ليت الجميع اتجه لفعل إيجابي وحراك نحسب أنه من صالح المواطن والوطن!!.. ليت الجميع ترك تقييم الآخرين وتفرغ لتقييم نفسه!! ليت الجميع عدلوا من صورتهم وجملوه! بدلاً من «تشنيف» ما يرسمه الآخرون والإساءة إليه يعني بالواضح كدا أقول للأحزاب المنتظرة على الرصيف أن تأتي السلطة «كاستر بارد في صحن صيني» يقدمه المتظاهرون والمحتجون ممن يدفعون التمن كما دفعوه في المرات السابقة.. إنها لن تأتي بهكذا طريقة ومن يبحث عن السلطة دون برامج ودون أفكار سيضل الطريق إليها طويلاً!!

مثل ما أن المسؤول تمنحه الصحافة الإشادة والمديح إن أنجز.. فإنه لا ينجو من التقريع والنقد إن أخفق لكنني اليوم أود أن أشيد بشاب محترم هو أيضاً مسؤول بما يليه من مسؤوليته ومهام.. ذلكم هو الشاب شريف أحمد الأمين مسؤول الإعلام بمحلية الخرطوم الذي لا يترك فعالية تخص المحلية إلا ويحرص على دعوة الإعلاميين لها لكن الأهم أنه رجل بشوش ومحترم يقدر الإعلام والعاملين فيه.. لا يضيق صدره عن سؤال أو استفسار ليت محلية الخرطوم كرمته في يوم الخدمة لأنه مثال للموظف الخلوق.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ
[/JUSTIFY]