ما بين خطاب المشير في ( قري ) وحديث الاستاذ علي عثمان في برنامج في الواجهة
نعم في مدينة ( قري ) شمال الخرطوم والمشير البشير يضع نقاطه فوق حروفه بوضوح وقسم مغلّظ ان لا خلاف في كابينة قيادة المؤتمر الوطني علي الاطلاق ، بل اقسم وكرر ان الاستاذ علي عثمان محمد النائب الاول لرئيس الجمهورية كان بنفسه هو ( رأس حربة ) هذا التغيير الذي حدث ، مما ادى للتنازل الطوعي لمجلس رئاسة حزب المؤتمر الوطني وكل او معظم قيادات الصف الاول من اجل اعادة ترتيب البيت الداخلي لكل السودان اولاً ، ولحزب المؤتمر الوطني ثانياً ، ساعتها لم ينس المشير البشير ان يعيد ويكرر الاستهداف المستمر والمدروس والاستراتيجي للامبريالية والصهيونية العالمية مدعومة ببعض بني جلدتنا من العرب والافارقة وبعض ( المخدوعين المغرر بهم ) من ابناء الشعب السوداني … نعم قالها بصراحة غير مملة ، انهم يستهدفون عقيدة الشعب السوداني ( الاسلامية ) متذرعين في الفترة الاخيرة بكثرة الطرق علي شعار ( الاسلام السياسي ) الذي يجعلهم بعيدين عن المواجهة المباشرة بينهم وبين الشعب المسلم في السودان، اذا اعلنوها صراحة انهم يستهدفون اسلامه … انها دعوة الحق التي اريد بها باطل … لماذا لا يقدمون لنا تجربة الاسلام الرائدة في حكم اسلامي راشد وعادل … لقد مللنا من حديث ( الجماعة اياهم ) ان الدين شئ مقدس يجب ابعاده عن السياسة ، حتى لا يتلوث … واشطرهم علي الاطلاق والذي اصبح الان ( في ذمة الله ) قالها بدون مواربة او حياء انه لا توجد في الدنيا ( دولة تذهب للجامع ) …!!!
واذا قرنا خطاب المشير البشير في مدينة ( قري ) ، شمال الخرطوم ، بحديث وحوار النائب الاول لرئيس الجمهورية ( السابق ) ، علي عثمان محمد طه في حوار جرئ وواضح ، لا لبس فيه ولا غموض ، مع الاستاذ احمد البلال في برنامجه (المشاهد ) بنسبة عالية جداً ،( برنامج في الواجهة )، وهو يوحي بشئ اقرب الى ذلك ، مما استدعى كابينة القيادة العليا للدولة ، او فلنقل للمؤتمر الوطني ، الترجل ليس كما يرى قاصري النظر وقاصري ( النظرة اليمامية ) للاشياء … فالاستاذ علي عثمان ومن شابهه من وطنيين خلص ، ابرار بوطنهم ، هم كما قال اضخم روائيي العالم نجيب محفوظ ( لا يرون وطنهم الا بعدسات نظر سميكة ) و ( لا يسمعون عن وطنهم الا بسماعات كبيرة ) !!! نعم ترجلوا لاعادة ترتيب البيت الكبير اولاً ( بيت السودان ) الكيان ، وثانياً البيت الصغير بيت ( المؤتمر الوطني ) … نعم نتفاءل كثيراً لو قرأنا ما بين حروف الاستاذ علي عثمان ، ان هناك حراكاً ضخماً من اجل توحيد اصحاب ( البرنامج ) و ( التوجه ) الواحد ، في جبهة واحدة ، قوية وصلبة ، تمثل حائط الصد الضخم للسودان .
نعم آن الآوان لنترك ( افلاطونية السياسة ) المستحيلة … من الاستحالة بمكان اصطفاف كل الوان الطيف السياسي السوداني في جبهة واحدة ، ولكن من السهولة بمكان ان نقدم الانموذج الافضل ، والنبراس الهادي لكثير من شعوب العالم البائس ، والضائع والمشتت … نعم نستطيع ان نثبت ان اصحاب البرنامج الواحد ، قادرون علي صنع ( الحلم الواقعي ) ، السودان الدولة المفخرة … والمثال ..!!!
نعم نمتلك الشجاعة الكاملة ، في ان نضمن دستورنا القادم مادة واضحة ومقروءة لا لبس فيها ولا غموض ، نقول فيها الاتي : بداية سريان دستور السودان الجديد ، تصبح قيادة القوات المسلحة السودانية ، ركناً اصيلاً وشريكاً مباشراً لاركان سيادة الدولة السودانية ، بحيث تصبح الحامية ( للتجربة الاسلامية ) او حماية (العقيدة الاسلامية ) في السودان ، يمنع منعاً باتاً النكوص عنها ، نعم تماماً كما حدث في تركيا التي يحمي جيشها ( تجربته العلمانية ) …!!
نعم ساعتها فقط يكون الصداع المزمن ، هو الشك والريبة لتدبير اي انقلاب عسكري عن طريق مجموعة من قيادات القوات المسلحة المتمردة ، علي قيادتها في حكم المستحيل ، وتطبق عليها اقصى العقوبات ، التي تصل لحد الاعدام … ولو قدر لمشروع كهذا ان يطرح في استفتاء مفتوح ، لابناء الشعب السوداني ، لحاز اعلى نسبة ( نعم ) لدستور سوداني شهده السودان …!!!
ثم تخيل اذا توافق اصحاب البرنامج الواحد علي هذا الدستور ، مدى الاستقرار والاطمئنان والسكينة ، التي سيعيشها الشعب السوداني … ساعتها تتحول القيادات التاريخية القديمة ، في احزاب البرنامج الواحد لمجلس استشاري ضخم مهمته ان يكون بمثابة المرجعية التي يرجع اليها اهل الحكم في هذا الكيان الجامع ، تخيل مجلس استشاري يحمل تراكم خبرات ضخمة هو الداعم والضامن لغلبة حزب اصحاب البرنامج الواحد !! هذا بالتأكيد ليس فيهم اي رائحة لاقصاء زيد او عبيد ، ولا رائحة عروبية مقابل افرقانية وحقوق الاقليات المسيحية مستصحبة في التجربة ، ولكن واقعية السياسة تحتم لاصحاب التوجهات والبرامج الواحدة ، التي لا تختلف في جوهرها ان تتوحد في كيان واحد ، وللاخرون وهم بلا شك اقلية مطلق الحق والحرية في ممارسة حراكهم السياسي ، من اجل استقطاب الاخرين لدعم خطهم السياسي الذي يريدونه …!!!
( رسالة لمن يهمهم الامر ) …!
السادة المحترمون ( السيد عمر حسن احمد البشير السيد محمد عثمان الميرغني السيد الصادق المهدي السيد حسن عبد الله الترابي السيد ابراهيم السنوسي السيد عثمان عمر الشريف السيد احمد سعد عمر السيد نافع علي نافع السيد مصطفى عثمان اسماعيل السيد عوض احمد الجاز السيد علي محمود حسنين السيد الحاج ادم يوسف ( وما زالت المساحة تسع ) : )
نعم ايها السادة الكرام هل تقبلون ان تكونوا المجلس الاستشاري الضخم ، صاحب المرجعية التاريخية والخبرات المتراكمة ، تناصحون فيه حكومتكم القادمة التي ستحمل فيها القوات المسلحة السودانية ( اسلامية الدولة ) …!!!؟
( رسالة لمن يهمهم الامر ) …!
( السيد علي عثمان محمد طه السيد غازي صلاح الدين العتباني السيد ابراهيم غندور السيد احمد الدعاك السيد حاتم السر السيد ابراهيم الميرغني (غريبة ناس الحزب الاتحادي ديل مشوا وين !!!؟ ) السيدة مريم الصادق المهدي السيدة سناء حمد العوض السيدة اشراقة سيد السيد نجيب الخير السيد حسن اسماعيل السيد مبارك الفاضل و السيد كمال عمر ( رغم المرارات من اجل السودان كلوا يهون ) السيد عبد الرحمن الصادق المهدي السيد حسين خوجلي السيد محمد محمد خير السيد …. الخ ( مازالت المساحة تسع ) .
السادة المحترمون هل تقبلون تدشين تولي سيادتكم لحكومة ( حزب البرنامج الواحد ) …!!! ؟؟؟
ياسر محجوب محمد بابكر: صحيفة أخبار اليوم
[/JUSTIFY]