رأي ومقالات

صراع الغابة .. الفكرة .. والقبيلة

[JUSTIFY]ذات مرة قال باقان أموم في أسمرا في ندوة مفتوحة أقامها التجمع الوطني حول صراع الهوية قال باقان بالحرف الواحد (إنني أشهر بولائي لكوبا أكثر من ولائي للسودان)، قال باقان ذلك بمنتهي الصدق والتصالح الفطري مع نفسه وسط إحساس عميق بالحرج من الذين كانوا معه علي المنضدة من قادة التجمع الشماليين فما قال به باقان ينسف كل الجهود النظرية لبيئة تعايش تنشأ عبر مصهر ثقافي اجتماعي ديمقراطي يفضي لركائز التعايش المستدام من خلال الحقوق المتساوية والمواطنة وتجريم الكراهية دستورياً.

بعد اتفاقية السلام ظل باقان يعير عن هذا الهوى الكوبي من كل شئ، عناده، صلفه، وقاحته وزياراته لبعض رجال الطرق الصوفية كسائح كوبي يمثل أطروحات اليسار الجديد.

في الضفة الأخرى كان سلفاكير بمنهجه الاستخباري يراقب المشهد بثقافة الغابة، فهو ابنها وشجرها، وسرها الغامض، وأحد ثعابينها التي تكمن لتنقض دون تحديد موعد لذرف السم.

ينحاز سلفا تارة لباقان بما يفريه للكشف عن هويته الكوبية علنا، ثم ينكمش سلفا تارة لينكشف باقان تماماً.
اتبع سلفا هذا التكتيك ليس انحيازاً لفكرة باقان التي أنكرت هويتها الوطنية، ولكن لطمع في أن يحول باقان لداعية انفصال دون أن يكلف سلفا نفسه رهق تلك المهمة، ففاجأ باقان قطاع الشمال بدعوته الصريحة للانفصال وقاد حملته في كل اصقطاع الجنوب، وقع باقان في شرك الغابة، وفي دهاء الاستخبارات، فأضاع بنفسه شعار “السودان الجديد”.

قصد سلفاكير عمداً أن يفرغ اليسار الجنوبي من الحمولة الايديلوجية الزائدة وأن يحصرهم جغرافياً في جنوب السودان، وأن يحرج اليسار الجنوب مع اليسار المركزي في الشمال بانحيازه للانفصال، وهو ليس خيارهم، هو خيار القوميين الجنوبيين من طلائع القبائل الكبيرة ومن عرف أسرار الغابة شجراً وعشباً وثمراً يانعاً ومتخثراً.

باقان وغيره من اليسار الجنوبي الكوبي ليس لهم تلك الدربة والدارية بأسرار تلك الأدغال، هم اسري الشعار وليسوا خزنة الأسوار.

استمر سلفا في نصب فخاخ شراكه فأسند مهمة التحاور مع الشمال لباقان وهو يعلم أنها ستنتهي لطريق مسدود فبرع باقان في أظهار الحقد والإعراب عن الكراهية وتسيل الضغائن وإطلاق التصريحات المدمرة، كان لا ينشط “إيجابياً” إلا في العمل “السلبي”.

الصراع بين سلفا وباقان الآن يتخذ شكل صراع الغابة في مواجهة الايديلوجيا، وصراع القبلية في مواجهة الذات المنبتة وطنياً، تلك التي تحس بالولاء لكوبا أكثر من السودان قبل الانفصال ويتضاعف ذلك الإحساس للسودان بعد الانفصال.

ليس لباقان الآن سند غربي فذلك غطاء أزيح وليس له سند قبلي لأنه كوبي، وليس له عمل مباشر مع روجرز ونتر لأنه ضد سلفاكير، وقريباً سنري باقانين آخرين في نفس خانته الجديدة.

صحيفة السوداني
محمد محمد خير
[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. باقان ولا مشار ……. كلهم سواء …… السودان لا يتشرف بهم … لكن المقال يقول باقان .. والعنوان والصورة تقول مشار .. آيه اللخبطه دي يا ناس حيرتونا ؟؟ !!

  2. في غفلة من الزمن وصراعات الاحزاب حول الحكم وحرب الجنوب ومساحة السودان الواسعة ودول متخلفة تحيط بالسودان تغلغلت قبائل كالزغاوة والفلاتة والاحباش في الكيان الشمالي والان اصبحت العدل والمساواة واصبح لهم جيل ثاني وثالث ولد في السودان وبتواجد غير شرعي واوراق مستخرجة بطرق ملتوية حقيقة لن ينصلح حال السودان الا بتصفية كل هذة الامور وحسم مطالب كل الاقاليم المتمردة حتي ولو فصلت لان الواضخ اصبحت ورقة رابحة للفوضي للاسلام والعروبة والتنمية يستغلها الصهاينة والغرب والشيوعيين الشماليين