قير تور
اللوم النبيل
ما أود توضيحه للأخ كمال وغيره من القراء حتى للذين يطالعون صحف سودانية أخرى، ليس بيدنا أن تغيب ما نكتبه لكن كثيراً ما تغيبت المادة المكتوبة رغم وجودنا بالسودان أفليس من الأفضل أن نمسك بحجة (السفر) لعلنا لا نلقي ضعفنا على آخرين؟.
عرفت بعد وصولي أن بلجيكا بها ثلاث من اللغات الرسمية هي: الفرنسية والألمانية والهولندية أي واحدة منها معرفتي بها كمثل معرفة الثعلب لتسلق الأشجار والسباحة. ورغم ذلك فلم يكن التجوال صعباً لأن الشعب البلجيكي الذي تعاملنا مع بعضهم خلال ايام زيارتنا القصيرة له جوانب تشبه الشعب السوداني فعندما تلتقي أحدهم يبتسم أمامك ناطقاً بعبارة فرنسية تعني (صباح الخير او مساء الخير) حسب الزمن الذي إلتقيته فيه… أو ينطق بكلمات لا تفهمها لكنه عندما يدرك بأنك تتحدث الإنجليزية يتجاوب معك ويتحدث اللغة الإنجليزية ولم نجد صعوبة في الوصول لأي مكان لا نعرفه فهم متعاونون كما يفعل أهلنا في السودان فإرشاد الغريب متوفر، وأكثر من ذلك فالمتحدثون باللغة العربية كثيرون فهناك الكثير من المغاربة والتونسيين.
طبعاً المقصود بالتشابه بين الشعب البلجيكي والشعب السوداني هو أنهم يرشدون الغريب وكذلك فهناك من يرمون عقاب السجائر على اطراف الطريق لكنك لا ترى أوساخاً كثيرة فتأتي إلى البال مباشرة المقارنة ما بين محلياتنا والبلدية هناك فالعمال يعملون بهمة ونشاط لجمع الأوساخ وليس هناك من يطارد باعة متجولين رغم أن هناك سوق العرب وهناك ايضاً حي كامل يقطنه الأفارقة اغلبهم من الكنغو وإسمه (موتونقو).
ورغم هذا كله فكان لدي صعوبة جداً في التعامل مع الأجهزة الإلكترونية خاصة الحاسوب فلم أقدر على مراجعة بريدي الإلكتروني ناهيك عن المراسلة وذلك بسبب ان الأجهزة مصممة باللغات (ألمانية فرنسية هولندية) ونادراً ما تجد مكاناً يتعامل باللغة الإنجليزية، أما اللغة العربية فلم أجدها في قهاوي الانترنت.
ما أعجبني اكثر في بلجيكا أكثر من سلوك الشعب الحضاري سلوك كلابهم فطوال ايامي هناك وعدد الكلاب تكاد تنافس عدد البشر لأن الخواجات مولعين بتربية الكلاب وتجد الكلب ذا الحجم العائلي تخيفك رؤيته… طوال تلك الأيام لم يصادفني وهو يتعارك مع زميله الآخر ولا اعرف السر في ذلك بالمرة ولولا إنعدام النقود لكنت أستوردت عدداً من نوعية تلك الكلاب المسالمة والوديعة، وليس الأمر هنا فقط بل إن تلك الكلاب لها أماكنها المخصصة لـ(التبول والتبرز) عليها علامة توضح ذلك من خلال الصور.
على كل حال لم نكن نملك جهاز كمبيوتر خاص بنا يسمح لنا بمواكبة التكنولوجيا اينما كنا وهذا ببساطة لأننا نظل نقول نحن سودانيون.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني-العدد رقم 919 – 2008-06-4