القيادي أحمد عبد الرحمن يكشف اسرار حول لقاء البشير والصادق
حدثنا حول اللقاء السابق بين الصادق المهدي والرئيس البشير؟
المشكلة في السودان ليست كبيرة.. وهذا التمسته من خلال تجربتي وزيارتي الاخيرة لمصر. اشعر ان السودان بلد (محفوظ جدا) والآن الشقة ليست كبيرة بيننا وبين القوى السياسية التي تعمل في المجال السياسي.. والنعمة التي نعيشها الآن ان هنالك تواصل اجتماعي بين القوى السياسية حيث هنالك تواصل سواء في (الافراح او الاتراح). هذا التواصل الاجتماعي يطغي على كل المناشط السياسية.. اردنا ام لم نرد سنقابل القوى السياسية الاخرى وان اختلفوا معك.. هذا التواصل الاجتماعي ينزع كثير من الغبائن.. مثل هذا التواصل غير موجود في كثير من البلدان.. وحتى في مصر لا توجد صلات اجتماعية بين القوى السياسية الموجودة بل على العكس من ذلك هنالك استقطاب سياسي حاد وهو ابرز العناصر السالبة التي وقفت امام حكم الاسلاميين لمصر.. كل القوى السياسية في مصر ترى ان كل من لا ينتمي لها سياسيا هو عدوها الاول.
بعيدا عن التواصل الاجتماعي هل لقاء الرئيس بالصادق المهدي يمهد الى ان حزب الامة يشارك في الحكومة في مرحلة بوزنه السياسي؟
ارد على حديثك هذا بسؤال طرحه احد الاخوة على بأن كل القوى السياسية مشاركة ماعدا البعثيين والشيوعيين. كل باقي القوى السياسية موجودة من حيث المشاركة لا يوجد حزب لم يشارك في هذه الحكومة ما عدا اليسار والبعث. واستطرد قائلا : الآن من يريد الحديث حول المشاركة كل القوى والتيارات السياسية مشاركة وبالتالي ينطرح سؤال ماهو الامر الناقص في امر المشاركة والاجابة هي انني لا اعتقد ان كل اهل السودان سيدخلون للمشاركة في الحكومة ممثلين في احزابهم.. ومثل هذه الامنيات لا ينتظرها احد في العمل السياسي.. كل الاوضاع السياسية تقوم على ان هنالك اغلبية حاكمة ومعارضة تننظر دورها في الحكم.. وكل الاطراف وجودها مهم وعليهم ترتيب اوراقهم السياسية.. والعنصر الغائب من اي طرف اذا دخل في الحكومة ان تكون له مشاركة سياسية فاعلة في الحكومة هذا ما ينقص الآن.. حتى تكون هنالك فاعلية. والواقع السياسي يؤكد على ان كل القوى السياسية ممثلة في هذا النظام القائم الآن.. ولا يوجد عاقل يمكن ان يقول ان القوى السياسية غير مشاركة في الحكومة الحالية.. ولكن رغم ذلك يمكن ان نطرح اسئلة.. هل هذه المشاركة حقيقية؟ وهل هي مشاركة بفاعلية؟ يمكن ان نبحث الاجابة حول هذه الاسئلة من القوى السياسية التي دخلت الحكومة او الاحزاب التي تم استيعابها.. وهذا امر ناقص الآن في السودان.. ثالثا انا لا اتصور هذه القيادات الموجودة وحتى اليسار لا اتصور انه ليس له قواسم مشتركة معنا في قضية هوية البلد.. انا اشك في الحزب الشيوعي السوداني اذا قلنا له لا نريد هوية اسلامية ان يقول انه لا يريد هوية اسلامية لانهم يدخلون في النسيج الاجتماعي وغير بعيدين عن كل ما يجري في البلد.. الحزب الشيوعي السوداني امتاز عن غيره من الاحزاب الشيوعية انه استطاع ان يكون جزء من النسيج الاجتماعي.. والشاهد ان الغائب هي الفعالية التي تلقي بنفسها بفعالية مباشرة على الاحزاب المعارضة اوالمشاركة هل حقيقة لديها اقتناع ان هنالك حزب لديه برنامج دخل بموجبه المعارضة التزاما بقواعد المعارضة التي كتبت في كثير من المواثيق بأن تكون لديه حرية كاملة في برامجه وفي تنظيمه واستحقاقه في تنظيم نفسه ومعارضته للحكومة.
وردد حديثه قائلا : حتى الاحزاب المشاركة في الحكومة هل لديها برامج ومساءلة للقاعدة كل هذه الحقائق تبرهن على ان السودان ليس لديه علمانية شرسة مثل ما حدث في مصر.. العلمانية الشرسة في مصر تكاد تخرج من اطار القيم الدينية او تكاد تعادي الدين ممثلة في كثير من الرموز السياسية والاعلامية في مصر.
وبعد عودتي من مصر قلت لبعض الاخوان ان قضيتنا في السودان مقدور عليها.. ودليلي على ذلك اخر اجتماع عقده السيد الصادق مع الرئيس البشير. وهذا اللقاء تم اعلانه وهنالك شئ مهم.. لا اعتقد ان وجود ابن الصادق المهدي كمساعد لرئيس الجمهورية كل العاملين في العمل السياسي يعرف ان هذا مضمونه رسالة من الحكومة (تقديرا من مسؤوليتنا ان لا نبعد عن المشاركة في الحكم بالسودان في اي مرحلة من مراحل الحكم بالسودان حتى لو كانت لدينا تحفظات حول عدم المشاركة الكاملة.
واستطرد قائلا في بعض المرات جاءني بعض الخواجات وقلت لهم ان مساعد رئيس الجمهورية هوابن الصادق المهدي.. ولا اعتقد انه في قيمنا الدينية والابوية انه دخل في هذه المشاركة دون رضا والده.. مثل هذا الكلام لا يقبله العقل السياسي السوداني او الاوربي.. وهو مازال عضوا في حزب الامة ولم ينضم للمؤتمر الوطني.. هل مشاركته تجئ ضمن (المستقلين) هذا امر واضح وكذلك ينطبق الامر على وجود ابن السيد محمد عثمان الميرغني كمساعد لرئيس الجمهورية في هذه المرحلة التاريخية.. كل الدلائل تؤكد على ان هذه المشاركة قناعة منهم بأن السودان يواجه مشاكل كبيرة جدا في هذه المرحلة لا يمكن ان يكونوا بعيدين عنها، لذلك تجئ مشاركة جعفر الميرغني في ذلك السياق.
ماهي ابرز القضايا في لقاء البشير والصادق؟
لقاء الصادق المهدي والرئيس البشير سيدور في نفس القضايا التي يمر بها السودان.. ولا اعتقد ان هذه القضايا الرئيس البشير يمتلك لها الحل الكامل وهو محتاج ان يسمع الرأى والرأى الآخر.. والسيد الصادق المهدي هو رجل ربنا اعطاه قدر كبير من العقل والحكمة وله تجربة كبيرة، وله علاقات واسعة جدا. وفي نفس الوقت هو يتميز عن غيره من السياسيين انه يقرأ ويعيش عصره ويمكن يكون له عطاء.. اعتقد ان السيد الصادق المهدي ومولانا الميرغني والشيخ الترابي تقدمت بهم السن وكلنا كذلك وتقدم السن تسهل في الوصول لرؤية بضرورة مشاركة العناصر الشبابية امثال عبد الرحمن الصادق المهدي وجعفر الميرغني.
حوار : عبد الرازق الحارث:صحيفة المجهر السياسي
[/JUSTIFY]