حوارات ولقاءات
عبد الله دينق نيال: نتمنّى ألا نعود لنقطة الصفر
بحثنا عن أحد رموز الأحزاب السياسية بالجنوب عبد الله دينق نيال لنتحقق منه الأوضاع فوجدناه خارج أرض الدولة الوليدة، ولكنه بدا متأسفا على ما وصلت إليه الأوضاع، محملا الحزب الحاكم خطورة الأمور، مطالبا بالعودة للحوار ونبذ العنف من أجل سلامة واستقرار المواطن الجنوبي الذي عانى كثيرا. وفي ما يلي نص الحوار.
سيد نيال، أين أنت الآن؟
– أنا خارج جنوب السودان.
* هل خرجت بعد ما حدث معك في جوبا؟
– هذا موضوع تجاوزته الأحداث ولا أحب أن أتحدّث فيه.
* حسنا؛ ما هو تعليقك على ما يحدث بجوبا الآن؟
– ما يحدث هو مؤشر للتنافس على السلطة، وهو مؤشر خطير، وكنا نرى فيه أن يرتفع الخصوم للمسؤولية، ولكن للأسف حدث ما حدث.
* هل يمكن أن تشرح لنا ما حدث من واقع قربك للأحداث؟ ولماذا انفجرت بهذه الصورة؟
– كان هناك نوع التجاذب من أطراف داخل الحزب الحاكم منذ فترة مما أدّى إلى ذلك.
* في تقديرك؛ هل ستؤثر هذه الأحداث على مستقبل الاستقرار السياسي بالجنوب؟
– نعم سوف تؤثر تأثيراً كبيراً، وكذلك ستؤثر على كل مناحي الحياة والأمن، والاستقرار يحتاج إلى زمن لإعادته من جديد، ونتمنّى أن نتجاوز هذه الأحداث بصورة عاجلة، من أجل الأبرياء العزل، الذين طالت معاناتهم.
* هل تعتقد أن ما حدث له أبعاد قبلية أم أنه مجرد صراع سياسي؟
– أساساً هو داخل الحزب الحاكم كما تتابعون، وبالتأكيد ما يحدث داخل الحزب الحاكم يؤثر على الحياة بأكملها داخل الجنوب، وسوف يلقي بظلاله كثيرا على الأوضاع، ولكن الواضح الآن أنه أخذ طابعا قبليا، فقد حدثت تكتلات أدت إلى صراع داخلي.
* وهل يمكن أن يؤدي ذلك إلى حرب أهلية؟
– هي الآن حرب أهلية، وما داموا استخدموا العنف، إذن هناك قتال بين أبناء الوطن الواحد، ونحن من جانبنا ننبذ هذا العنف، ولابد أن يتقدم العمل السياسي إلى الأمام، لأنّ ما يحدث سيخلق ظواهر كثيرة، ولابد أن تتّجه الأمور للرشد وهذا لن يتأتّى إلا بوقف العنف.
* هناك من يرى أن ما حدث ليس انقلاباً؛ ما هي قراءتك للمشهد؟
– كل اتجاه يصف حسب رؤيته، وأيّاً كان الوصف، فقد حدث ما حدث، وكنا نتوقّع حدوثه حسب المؤشرات، والتصريحات والتصريحات المضادة، فكنا نتوقع حدوث احتكاك من تصريحاتهم وصراعهم داخل الحزب الحاكم.
* هل تعتقد أن هناك أيادي خارجية في هذا الصراع؟
– أنا دائما أصدق أنّه لا يوجد بلد بالعالم معزول سواء على المستوى الإقليمي والدولي، فهناك دائما مصالح متضاربة.
* هل تود أن توجه رسالة؟
– رسالتنا لابدّ من المصالحة والرجوع للعمل السياسي، لأن استخدام العنف لن يؤدّي إلى شيء، ونناشد كل الأطراف بأنّه ليس هناك مكسب من وراء العنف إلا الدماء، ونناشد الجميع أن يعودوا للحوار، فنحن جرّبنا الحرب وعرفنا نتائجها.
* أخرى للرئيس سلفاكير؟
– الرئيس دائما له اليد العليا، ولابد أن يبادر ويتجاوز المحنة والمرارات، فهو رئيس للجنوب كله، وأن يبادر للم الشمل، ونطالبهم جميعا بأن يعودوا إلى رشدهم، ويصلوا لصيغة سياسية.
* هل يمكن أن تلعبوا دوراً في هذا الصراع؟
– بالتأكيد لسنا بمعزل عما يحدث، ونناشد بكل الوسائل اللجوء إلى العقل والحكمة، ولكن ليس لدينا طريقة الآن للقيام بدور حقيقي على الأرض، سوى المطالبة بوقف القتال، والوصول لحلّ القضايا، هذا دورنا من أجل المصلحة العامة، ومن أجل المواطن الذي عانى كثيراً.
* هل لديكم معلومات عن آخر ما وصلت إليه الأوضاع داخل الجنوب الآن؟
– الأخبار شحيحة جداً، فأنا آخذ معلوماتي من وسائل الإعلام وآخرين.
* (مقاطعة).. ألا توجد معلومات لديكم من كوادر وقواعد حزبكم الموجودة بالداخل الآن؟
– بالإمكانات المتاحة لا يستطيع الحزب أن يعطي معلومات دقيقة عن الوضع الآن، فوسائل الإعلام الكبيرة ومراسليها بكل إمكاناتها لم تصل حتى الآن إلى الصورة الحقيقية للأحداث.
* هل لديك رسالة تود توجيهها للخارج للمساعدة في حل الأزمة؟
– أناشد الأمم المتحدة على وجه الخصوص، لأنها موجودة بالجنوب، ومواطنونا يعانون من الهجرة، ونطالبها بدور أكبر لحماية الناس والمواطنين العزل لإعادة الاستقرار.
* وكلمة أخيرة؟
– ندعو الله أن يعود الأمن والسلام لهذا البلد الوليد، ولشعبه وأهله الذين كانوا يعانون لأكثر من نصف قرن جراء الحرب، ونتمنّى ألا نعود مرّة أخرى لنقطة الصفر وبؤر الصراع والدمار
الخرطوم- صباح موسى–اليوم التالي