منى سلمان

حول حلقة حكايات سودانية

حول حلقة حكايات سودانية
‫بسم الله نبدأ بـ (السلخ قبل الذبح) على طريقة اللمبي .. يعني سوف ابدأ بالنقد وحصر سلبيات حلقة (صحيتي في نفسي الوجود) قبل ان انتقل للايجابيات مع أن عاداتنا السودانية تقول على لسان البلابل:
لو كنتا داير تنسى الشقاوة .. جيب المحنة قبل العداوة
نقطة البداية كانت عندما اتصل بي الاخ جمال عبد الرحمن واحتج علي بأن الحلقة ستتجاوز الميزانية لكثرة الادوار واماكن التصوير فكان ان طرحت عليه فكرة ان يتم اختزال عدد من الادوار .. وهنا الوم نفسي لانني لم اطالب بأن يعاد الي السيناريو لاجراء التعديل المطلوب فقد قام طاقم العمل بسحب احدى الشخصيات المحورية في السيناريو وهي ابنة حاج على الكبرى وام احفاده الكبار وهي المحرك للمؤامرات التي اصطنعتها البنات لافشال زواج ابيهم .. خروج هذه الشخصية من النص اخل بالسياق لانه غير ترتيب الاحداث ومنطقيتها فالقصة من صميم واقع مجتمعنا المعروف بالاسر الكبيرة كثيرة الابناء لذلك جعلت للحاج ستة ابناء ثلاثة بنات وثلاثة ابناء .. وجعلت محور الصراع بين الثلاثة اخوات ومشروع الزواج ولكن سحب الابنة الكبرى بدون اعادة ترتيب الاحداث جعلت المشاهد يلتبس عليه كيف ان البنت الصغرى دلوعة ابيها العروسة حديثة الزواج والتي تدعواباها بـ بابا هي ام الاطفال بينما الشقيقة الوسطي لديها ابن واحد يفضل السباحة على زيارة جده !!
النقطة الثانية كانت في المشاهد الاضافية للفكي وجلسة الخالة معه فهذه المشاهد لم تكن ضمن السيناريو وفيها تركيز على منطقة لم اكن احب ان اتطرق اليها بينما اختزلت المشاهد التي تصف تنفيذ البنات لاوامر ووصفات الفكي والتي قادت ابيهم لان يطلب من ابنه ان يأخذ اخواته ويعيدهن لبيوتهن وليتركن الحركات التي يقمن بها لانه تخلى عن فكرة الزواج
النقطة الثالثة كانت اضافة مشهد زيارة وفاء لحاج علي في المستشفى وهي ايضا من المشاهد المستحدثة على النص ولكن تنفيذها اظهر الفجوة بين قيام وفاء غاضبة ورفضها لطلب البنات بالعودة لابيهن وزيارتها المفاجأة له والتي تسبب بشفائه (جك) يعني بصورة سحرية غير منطقية .. ودا راجع لان اخينا ابوبكر الشيخ كتّر المحلبية بشئ من المبالغة في تنفيذ مشهد مرض الحاج ثم نهوضه معافى تماما بمجرد رؤيته لوفاء وكان الاوفق ان يكون هناك حوار بين الابناء يوضح طبيعة ما حدث مع الاب مثلا بان الاب اصيب بصدمة انخفاض سكر نتيجة تناوله لعلاج السكري بدون اكل وهذه علاجها بسيط ويمكن ان يتعافى منها الشخص بسرعة ويعود لطبيعته بمجرد تركيب محلول وريدي به سكر وانسولين ..
النقطة الثالثة كانت في ضعف ظهور الابن الاصغر الذي اسندت اليه مهمة تحيرك النص واضافة عنصر خفة الروح ونوع من الكوميديا الخفيفة في مواقفه مع اخواته وخاصة شقيقته الصغرى وتنفيذه لطلبات مؤامرتهن .. اختزال تلك المشاهد وحذف بعضها افقد النص نسمة حلوة تكسر رتابة الجدية في الطرح
النقطة الرابعة التي احزنتني جدا _ صراحة _ هي عدم القيام بالبروفات بصورة كافية وعدم حفظ النص من بعض الممثلين مما جعل بعض المشاهد تبدو مهزوزة وغير واضحة المعنى بالاضافة لاعطاء المتابع الايحاء بانهم يقومون بتسميع نصوص في حصة مدرسة دون انفعال او مشاعر .. ومن ذلك ايضا الخطأ الغريب للخالة السنينة في لفظ مثل سوداني مشهور يقول (الضرة بي عويناتها ولا بناتها) ومعناه ظاهر وهو ان البنات يغرن على ابيهن عندما يفكر في الزواج مرة ثانية ربما اكثر من امهن ذاتها ولكن الخالة نطقته (الضرة بي ذاتا ولا عويناتا) وكان في الامكان اعادة المشهد لتصحيح الكلام ولا ادري لما لم يتم ذلك ..
النقطة الرابعة كانت الموسيقى التصويرية ففي الغالب نقلت الي الشعور بالحزن وأن المادة تأبينية لوفاة شخص ما ..
الايجابيات كثيرة ومنها الاداء المميز لمصطفى والشابة التي قامت بدور وفاء لم احفظ اسمها وصديق حاج علي وزوجته والبنت الصغرى مشاعر .. كلهم كانوا مميزين في الاداء
الاخ بكري كالعادة اضاف رمزيات وفنيات اضافت القا خاصا للحلقة وأهو خطوة خطوة نمد الخطاوي باذن الله وبكرة احلى لان هناك أمل في الدراما السودانية اذا تخطينا عتبة شح الامكانت وتكلف بعض الممثلين وكلفتت البروفات
بالمناسبة كيف يعني يكون مكتب وفاء في ادارة الاستثمار عبارة عن طرف الهول في المنزل الذي تم تصوير الحلقة به .. مش كان ممكن يتصور كما في مكتب الاستاذ المحامي بشير ؟ !!‬

منى سلمان
[email]munasalman2@yahoo.com[/email]

تعليق واحد

  1. الاستاذة / منى
    يشهد الله انى لم اقرا كاتب السيناريو
    ولكن فى دواخلى صوت يقول بانك الكاتبة
    صوت جعلنى اتابع بشغف الحكايه السودانية
    ومثلك لاحظت للسنينة وعوينات الضرة
    وفعلا الحزف بتر المعانى الجميلة
    كما أن الحل فى مرض الوالد كان ضعيفا
    هل لابد من يريد ان يحل معضلة زواجه ان يتمنى المرض وارتفاع السكر ؟
    كان تخلوا الحاج نصيحا صحيحا معافى
    وتلجأون للحوار المقنع
    وفعلا العروس كانت مقنعة فى دورها
    ولكن المكياج الصارخ والهتش فى المكتب ملن مباااااالغة
    كان من الافضل لبس بدلة بلون واحد ومكياج خفيف حتى نحس انها فى العمل
    وكان لابد من اطالة الزمن قليلا حتى يكةن كافيا للاثارة والتشويق
    رأى متواضع من متابعة فقط للدراما السودانية ومحبة لها
    التحية لقناة الشروق التى اكسبت برامجها رونقا واشراقا
    الحكايات السودانية تجربة نحو القمةواداء متميز