أصحاب مركبات: الجازولين انعدم منذ نهاية الأسبوع الماضي
سياسات خاطئة:
اعرب عدد من المواطنين عن استيائهم جراء انعدام سلعة الجازولين التي ادت الى زيادة ازمة المواصلات والتي تعاني منها ولاية الخرطوم لأكثر من عام. واكدوا ان الحافلات انعدمت بسبب انعدام الجازولين واضافوا، الغريب في الامر تصريحات المسؤولين التي باتت لا تسمن ولا تغني من جوع. وناشدوا الدولة بتوفير الجازولين لتخفيف المعاناة عن المواطنين الذين اصبحوا يصلون الى منازلهم في اوقات متأخرة من الليل، بسبب المواصلات. وقال عدد من المواطنين بميدان جاكسون، إن ازمة الجازولين اثَّرت على حركة المواصلات، مما ادى الى انعدامها نهائياً. مؤكدين أنهم يدفعون ثمن السياسات الخاطئة للدولة. واكد عدد من المواطنين بالمحطة الوسطى بحري ان انعدام الجازولين اثَّر بصورة كبيرة على وفرة المواصلات، وطالبوا الدولة بتوفير السلع الضرورية وعلى رأسها الجازولين والغاز. اما بالمحطة الوسطى ام درمان اكد مواطنون ان ازمة المواصلات ازدادت بسبب انعدام الجازولين، واضافوا أنهم اصبحوا يعانون من اشياء كثيرة وعلى رأسها تصريحات المسؤولين التي تتنافى تماماً مع الواقع.
نقص الكمية:
أقرَّ عدد من اصحاب الطلمبات بندرة الجازولين، واضافوا ان السبب هو نقص الحصص التي تُمنح للطملبات بولاية الخرطوم، واضافو ان الازمة بدأت منذ نهاية الاسبوع الماضي، مؤكدين انهم ليسوا طرفاً في انعدام الجازولين. وقالوا بعض المواطنين يوجهون اتهامات لأصحاب الطلمبات ويتهمونهم بأنهم وراء الازمة.
وفر بالتصريحات فقط:
على الرغم من اصطفاف العشرات من المركبات امام الطلمبات، إلا أن وزارة النفط على لسان مدير الامدادات وتجارة النفط الاستاذ هشام تاج السر اكدت انها دفعت بكميات اضافية من الجازولين الى شركات توزيع المشتقات النفطية بولاية الخرطوم لبث الطمأنينة في نفوس المواطنين بالولاية. واكد تاج السر توفر جميع المشتقات النفطية بما فيها الجازولين. وقال المصفاة تعمل الآن بكل طاقتها، وان المتوفر يكفي ويزيد. مشيراً الى ان هناك باخرة محملة بالجازولين وصلت ميناء بورتسودان، ومضى قائلاً الوزارة مستعدة لضخ الجازولين بأكبر قدر ممكن حتي يصبح في الامكان شراء اية كمية يحتاجها الناس.
ازمة ولكن!
ومن جهة اخرى اكد رئيس لجنة الشؤون الخارجية والامن والدفاع الوطني محمد الحسن الامين ان ازمة الجازولين التي تمر بها البلاد لا علاقة لها بأحداث الجنوب. واضاف انها مرتبطة بترتيبات في مجال الاستيراد فقط.
ومن جهته ارجع عمر آدم رحمة رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان الازمة الماثلة الى عدم تسلُّم الشركات لحصتها كاملة. وقال انها اخذت 30% فقط واكد ان الازمة في طريقها للحل. وقال رحمة ان الحكومة غير متخوفة من امكانية تأثُّر الامداد النفطي بما يجري في الجنوب.
من المحررة:
ما يقوم به المسؤولون داخل الدولة، هو تفسير الماء بالماء. فمدير عام ادارة الامداد وتجارة النفط بوزارة النفط اكد انه لا توجد ازمة وان الوزارة لديها ما يكفي حاجة المواطن وزيادة من المنتج محلياً والمستورد بينما اكد رئيس لجنة الطاقة بالبرلمان الازمة الماثلة الي عدم تسلم الشركات لحصتها كاملة. وقال انها اخذت 30% فقط. فما تبين تأكيد الوزارة لوجود النفط وبين اقرار البرلمان بنقص الكمية يقف المواطن حائراً في صفوف الطلمبات هل يوجد فعلاً جازولين، ام ان هناك ندرة؟ فلماذا اعتاد المسؤولون الاصرار على عدم وجود مشكلة رغم وجودها، فاذا افترضنا ان الهدف من التصريحات التقليل من حجم الازمة، فاصطدام المواطن بالواقع يشكل ازمة كبيرة لا يمكن تداركها ألا وهي فقد الثقة في تصريحات المسؤولين.
هنادي عوض بشير: صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]