رأي ومقالات

احمد الشريف : الصحافة.. أقلام «ملوثة» وحقوق ضائعة

[JUSTIFY]هناك أقلام صحفية «ملوثة» تتقافز كما الجراد الصحراوي.. وتتخبأ كما «أبو القنفذ» الذي منحه الله «فروة» شوكية أقلام تكتب السخف وتتقيأ «النذالة» في زمان الانحدار الأخلاقي الذي يضرب قيمنا وأخلاقنا.. تلك الأقلام «المتحورة» شينة السلوك حملها «ناشرون» جهلاء وظلمة..«ناشرون» ولجوا سوق الصحافة لا من أجل التنوير وزرع الفضيلة.. «ناشرون» من صنف نافخي «الكير» وبائعي«زبالة» كمائن الطوب لا يعرفون الفرق بين الصحافة و «الجزارة» والكتابة والتجارة، «فبعض» الناشرين حسبوا أن الأقلام التي تبيع «البذاءة» وتهدم القيم وتأكل الأعراض بالشتيمة وفاحش القول وتعارض «بالعلن» وتأكل في «صحن» السلطة ليلاً.. هي أقلام نجومية.. هي أقلام صحفية تدر عليهم المال وتجلب لهم الشهرة «لدكاكينهم».. فهؤلاء «الناشرون» «الحانوتيون» هم من أسقطوا الصحافة في مستنقع السقوط، فالصحافة السودانية في هذا الواقع القميء تكاد تسقط كلما أشرقت شمس.. «فالناشرون» بتكالبهم على المال وأكل السحت حولوا« بعض» الأقلام إلى ذئاب تعوي وتعض.. وهم من وراء هذا العواء يعلقون «عرق» الصحافيين الحقيقيين.. «الصحافيون» الذين يركضون ويلهثون وراء الأخبار والحوارات والتحقيقات.. هذا الصنف من الصحافيين لهم «الفتات».. و «كتبة» السخف يأكلون الجمل بما حمل… «فعلة» الصحافة ليست في الصحافيين وإنما في «الناشرين» و «بعض» رؤساء التحرير «المداحين» و «مكسري التلج» المسبحين بحمد الناشرين.. و «جلداً ما جلدك جر فوقو الشوك».. ومجلس الصحافة ضفدعة عمياء خرساء لا ترى ولا تسمع.. مجلس يطلق العنان للناشرين ما دام «خراجهم» يدخل بطن المجلس الذي يسمح لكل قلم لا يملك تصريحاً بالكتابة بأن يكتب.. فالمؤسسات الصحفية بلا عين تراقبها ولا يد تكبحها.. ففي هذه الأجواء الملبدة بالأتربة يتعطل دور الصحافة بوصفها مدرسة للتنوير ومنارة للإشعاع المعرفي.. فلا عجب أن يصعد على ظهر الصحافة قليلو الحياء وفاقدو الأخلاق والضمير.. فالناشرون بالقهر والاستكبار يأكلون حقوق الصحافيين.. فكم من «ناشر» يدعي العدالة أكل استحقاقات الصحافيين.. فعشرات الصحافيين من الذين انهارت صحفهم أو تركوها تحفت أرجلهم في المحاكم بحثاً عن حقوقهم الضائعة.. وخاصة استقطاعاتهم عند صندوق التأمينات الاجتماعية.. فهذا الصندوق وللأسف لا يلاحق الناشرين ولا يسألهم عن استقطاعات الصحافيين كأن هناك اتفاقية..«هدنة» بينه وبين الناشرين الذين يتباطأون في تسديد استحقاقات الصحافيين، فالناشرون في ظل عدم الملاحقة والمساءلة القانونية «ناموا قفا» نوم قرير العين هانيها، فبعض الناشرين بعد أن أثروا وامتلأت جيوبهم بالمال الذي هو من كد وعرق الصحافيين، أشهروا سيوفهم وسواطيرهم على رقاب الصحافيين فصلاً وتشريداً، فالمشهد الصحفي سجل إعدام ما يربو على «20» صحافياً دون حقوق.. مجزرة أشبه بمجزرة صبرا وشاتيلا.
نقطة أخيرة: أين هو صندوق التأمينات الاجتماعية من بعض المؤسسات الصحفية التي لا تسدد استحقاقات الصحافيين؟ لماذا يسكت الصندوق«السحري» ويصوم عن الكلام.. فالظلم من ظلمات يوم القيامة أيها الصندوق العجيب.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. وينك ياود الشريف ووين كتاباتك ومقالاتك”الرهيبة”؟ إفتقدناك كثيرا ؟