بيت لحم تطلق احتفالات أعياد الميلاد الأضخم منذ أعوام
وأطلقت بلدية بيت لحم هذا العام أحد أكبر الاحتفالات، إذ تشارك فرق أجنبية وعربية بعروض فنية ليلية، ستستمر نحو أسبوعين، بعدما ألقت الأحداث السياسية بظلالها على الاحتفالات في الأعوام القليلة الماضية. وقالت فيرا بابون، عمدة مدينة بيت لحم لـ«الشرق الأوسط»: «سنرسل لكل العالم رسالة محبة وسلام». وأضافت: «سنصلي من وسط الحصار لسلام كل العالم». وتحاصر إسرائيل بيت لحم، ببوابات إلكترونية وجدران تخنق المدينة من كل صوب. وفتحت إسرائيل أمس بوابة ضخمة في الجدار للسماح بمرور موكب البطريرك طوال. وشق موكب البطريرك طريقه مقبلا من القدس عبر مسار تقليدي يبلغ طوله ثمانية كيلومترات، تحت حراسة إسرائيلية في القدس وفلسطينية في بيت لحم، حتى وصل ساحة كنيسة المهد.
وقال طوال عند وصوله ساحة المهد؛ حيث ترجل قبل نحو 100 متر من بوابة الكنيسة الأشهر: «سنصلي اليوم من أجل أن يحل السلام العادل الشامل ليس في فلسطين فحسب، وإنما في المنطقة العربية التي يعاني بعضها من الويلات». وأضاف: «بيت لحم اليوم جميلة في ظل هذه الأجواء الرائعة التي تعمها المحبة، آملا أن تخرج من حالة الحصار الذي تعيشه وأن تكون مفتوحة دائما أمام زوارها».
وفي ساحة المهد، حيث يتجمع الآلاف، كان ثمة حضور لافت لمئات المسيحيين من غزة، الذين سمحت لهم إسرائيل بالوصول إلى بيت لحم. وقالت إسرائيل إنها أعطت 800 مسيحي من غزة تصاريح لحضور الأعياد في الضفة الغربية. ومن المفترض أن يكون طوال، ترأس أمس، قداس منتصف الليل وألقى رسالة أمل وسلام بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس وزرائه رامي الحمد الله، ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، ووزير الخارجية الأردني ناصر جودة، وقناصل دول أوروبية.
وعادة يلقي طوال في القداس، الذي يبث مباشرة لكل العالم، رسالة سالم ومحبة ثم يبدأ العيد رسميا عند الطوائف التي تسير على التقويم الغربي.
وستستمر الاحتفالات بالأعياد الميلادية في بيت لحم حتى منتصف الشهر المقبل؛ إذ يحتفل المسيحيون الذي يسيرون وفق التقويم الشرقي بميلاد المسيح في السابع من يناير (كانون الثاني)، وتتكرر طقوس حضور البطاركة واستقبالهم في ساحة المهد.
ووصف إبراهيم فلتس، وكيل عام حراسة الأراضي المقدسة، أعياد الميلاد بمناسبة قومية كبيرة. وقال: «سنصلي في هذا العيد من أجل أن يحل السلام في منطقة الشرق الأوسط بالكامل، في سوريا والعراق ولجميع المظلومين أينما كانوا». ويستغل الفلسطينيون فترة الأعياد لدفع اقتصاد المدينة التي تعتمد على السياحة. وينتظرون موسما هو الأفضل على صعيد الزوار المسيحيين. ويشارك بحسب إحصاءات رسمية نحو 50 ألف سائح أجنبي في احتفالات الميلاد.
وتوقعت وزيرة السياحة والآثار الفلسطينية رولا معايعة، أن يصل عدد السياح إلى مدينة بيت لحم في هذا العام (2013)، إلى مليونين ونصف مليون سائح، موضحة أن هناك زيادة في عدد السياح للموسم الحالي بنسبة وصلت إلى 14 في المائة عن الموسم الماضي.
وكان الرئيس عباس دعا في رسالته بمناسبة عيد الميلاد الحجاج في العالم إلى القدوم للأراضي المقدسة بمناسبة زيارة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان المتوقعة للأراضي الفلسطينية في مايو (أيار) 2014.
وقال عباس في رسالته الموجهة من بيت لحم: «في الوقت الذي نبدأ فيه التحضيرات لزيارة الحبر الأعظم البابا فرنسيس العام المقبل، فإننا نتوجه بالدعوة للحجاج من كل أرجاء العالم لزيارة فلسطين وأماكننا المقدسة».
وأضاف: «نحن نتطلع لأن تشكل زيارة قداسة البابا فرنسيس فرصة جيدة للمسيحيين من كل أنحاء العالم، ليتقربوا من أشقائهم في فلسطين، وأن ينشر قداسته رسالة العدل والسلام للفلسطينيين ولشعوب العالم أجمع».
الشرق الأوسط
م.ت[/JUSTIFY]