منى سلمان

العيش في نص الضل المظلل !!

[ALIGN=CENTER]العيش في نص الضل المظلل !![/ALIGN] رغم ما يشاع عن انتشار ظاهرة زواج (المسيار) كـ تقليعة جديدة، تلجأ لها قليلات الحظ في الزواج من النساء، للحصول على نصف (ضل راجل) ولو كان الثمن الذي يدفعنه مقابل ذلك أن يعشن في ظل الخفاء .. فكما هو معلوم فأن زواج المسيار يقوم على تخلي الزوجة طائعة عن حقها في المبيت وتكتفي من الزوج بـ لحظة من عمر الزمان يخصصها لزيارتها في الخفاء اثناء ساعات اليوم.
رغم انتشار تلك الظاهرة مع ازدياد معدلات دخول البنات في شباك العنوسة بسبب عزوف الشباب عن الزواج وخوف المتزوجين من عيشة الارنب بين الكلبين، إلا ان هذا النوع من الزواج كان معروفا من زمن (جدودنا الزمان)، وان اختلف في تفاصيله الصغيرة .. فمن المعروف أن ظروف التنقل بين المدن التي يقتضيها السعي لكسب الرزق بالتجارة وغيرها، جلعت الرجل منهم يلجأ مضطرا للزواج لتبير شئون حياته اثناء غربته بين المدن، وبالتالي غالبا ما يكون له (في كل بلد ولد) .. وتكون امهات هؤلاء الاولاد بقناعة بنات اليومين دي، حيث (تقنع) الزوجة الاسبير من الزوج ببضعة ايام يقضيها في صحبتها وابنائه منها قبل أن يسافر ويقول (عدّو لي) ..
لم تكن هناك عائلة تخلوا ممن تزوج اكثر من مرة بعيدا عن سمع زوجته، فقد ظل زوج احدى قريباتي يعمل في التجارة باحدى المدن البعيدة حتى اقعده الكبر والمرض، بعد مرور قرابة الثلاثين عاما قضاها في السفر بين تلك المدينة البعيدة وبين بيته وابنائه .. ولكن كانت مفاجأة زوجته وابنائه القوية، عندما عاد من احدى سفراته بإبنتين في سن الزواج بعد وفاة امهم وتخليه هو عن تجارته في تلك المدينة.
كذلك كان حال اسرة من معارفنا، فقد كان ابيهم يمتلك شاحنة (قندراني) يسافر بها بين البلدان حيث يعمل في نقل وبيع المحاصيل، وعندما اقعده الكبر ايضا عن (المزازة) بين البلدان كانت مفاجأة اسرته كمفاجأة اسرة قريبتي .. فعندما طال انقطاعه عن السفر، دفع الشوق بابنائه من زواج الغربة، للحضور للخرطوم و(بل) شوقهم لابيهم .. وان اختلفت ردة الفعل بين الاسرتين .. فبينما احتوت اسرة قريبتي بكرم اهل الجزيرة المعلوم ابنتي زوج بنتهم وزوجوهم احسن زيجات، كان حظ الآخر (مهبب) كهباب عادم القندراني .. فقد ثار عليه ابنائه ورفضته زوجته، فعاش ما تبقى له من الايام منبوذا ومتنقلا من ضل لـ ضل حتى توفاه الله وهم عليه غاضبون.
ربما كان اجدادنا الكبار اكثر براعة وحرفنة من المردفين بالدس في هذه الايام ، فقد كان سر الزوجة الثانية يظل في طي الكتمان، حتى يكشفه الزوج بكامل ارادته وهو على فراش الموت، وقد يفضل ان يموت بسره تاركا هم الشكل ومشاكل الورثة لابنائه من بعده .. لا أدري أن كان تزايد (شفتنة) النساء وتطور قرون استشعارهن، أم هو قلة حرفنة رجال اليومين دي وفشلهم في اللعب بـ ذيولهم من وراء ظهر الزوجات .. فكلما اجتهد الزوج في اخفاء فعلته، زادت مقدرة الزوجة على كشف الدور وسارعت بـ (جيب خبرو).
0 اجتمع زميلات (أماني) وزملائها في المكتب واتفقوا على مصارحتها بسر زواج زوجها، والذي ظل في طي الكتمان لاكثر من عام، ولكن تأنيب الضمير وشيء من محبة الشمشرة دفعهم لكشف سر زوجها العزيز وزميلهم ايضا في نفس الشركة وان كان في ادارة مختلفة.
رفضت (أماني) ان تصدق الخبر، فقد اخبرتهم بأنها لا تفارق زوجها ولو للحظة طوال ساعات اليوم، حيث يحضران معا للعمل بنفس الترحيل ويعودان به في نهاية اليوم، وفي المساء كانت تحركاتهم معا على طريقة (الحجل بالرجل) .. فمن اين يمكن ان يجد وقتا ليلعب بذيله خارج حصيرتها ؟!!
أجابوها لدهشتها بأن: (أييي ..لقى طريقة وعملا فيك) .. فقد سألوها:
(كل يوم قاعد يفطر معاك؟) فنفت ذلك حيث انه يخرج للفطور خارج الشركة في مطعم رخيص وقريب كما اخبرها .. فاجابوها بأن (المطعم) ده ياهو العروس الجديدة.
انتظرت (أماني) بفارغ الصبر حتى غادر زوجها الشركة للفطور ! فغادرت خلفه .. تبعته من على البعد عبر شوارع الحي المجاور لمقر الشركة، حتى (انقشط) داخل احد البيوت دون ان يتلفت او يطرق الباب .. انتظرت بضع دقائق قبل ان تدخل خلفه لتجده يجلس (متوهطا) في نص السرير (يهشك) في طفل رضيع، بينما تناهى لسمعها من بعيد صوت انثوي ناعم ينادي الصغير قائلا:
جاياك يا حبيبي .. بس اسوي الفطور لـ ابوك واجيك هسه !!

لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com

‫13 تعليقات

  1. الحكاية شنو يااستاذه اليومين ديل دا ما ياهو نفس موضوع الامس ونفس المضمون سيد الاسم عملها ولا شنو المطشش بيك .

  2. التحيه لك إبنتي مني ومزيدا من الإبداع فقد ادمنت قراءة مقالاتك والتي تعطيني صوره القلم النسائي الجميل الشفيف0
    حيث أصبحت بعض الأقلام النسائيه والله يحفظنا واهلنا لا يمكن من حروفها تحس ان كاتبتهاإمرأه0
    ولكنك كنت سيدتهم هذه الأيام وبعد الشر من سيده
    إحترامي وتقديري وإلي الأمام وفقك الله0
    ( ابوهاني) المملكه العربيه السعوديه- مكه المكرمه
    :rolleyes:

  3. أستاذة منى مني ليك ألف تحية و يعطيك ألف عافية
    أنصفت الحبوبات و الأمات يا منى و شكراً ليك
    عزو من الرياض

  4. إنني لا أعرف ما الذي تعنيه الأخت منى تحديداً من استخدام عبارة (أرنب بين كلبين ؟) في مطلع قصتها هذه … هل الأرنب المعني هنا هو الرجل .. والكلبين هما الزوجتين ؟!! هل لأن الرجل الذي يتزوج بامرأة أخرى في السر ويخفي ذلك عن زوجته وأقاربه يكون بمنزلة الأرنب المعروف عنه الجبن ؟! وهل الكلبين هنا بمعنى نباح الزوجتين على هذا الأرنب الضعيف والجبان من جهة وعلى بعضهن البعض من جهة أخرى؟ !! …
    الجميل في هذه القصة أنها تعيد للأذهان التفكير في مسألة تعدد الزوجات وأسبابها.. وفي نظري أرى أن تعدد الزوجات أمر أصبح له مبرراته سواء بعد استشراء ظاهرة العنوسة وكثرة الفتيات وعزوف الشباب عن الزواج بسبب التكاليف أو بسبب غلاء المعيشة، لكن هناك بعضا من الرجال المتزوجين يعيشون حياة تخلو من الحميمية وتخلو من الزوجة المطيعة وحسنة المعشر… وحسنا أن اولئك الرجال يتزوجون بطريقة شرعية ولو في السر… إذ إن بعض المتزوجين يلجأون إلى العلاقات غير الشرعية لاشباع فحولتهم أو إشباع شخصياتهم التي تبحث عن امرأة تحسسهم برجولتهم وهيبتهم… وحقيقة هناك عدد لا يستهان به من الفتيات المتزوجات لا يقمن بواجبهن تجاه الازواج من ناحية ولا يهتمين بمعرفة طبيعة الرجل الذكورية من ناحية اخرى فتعامل الواحدة منهن زوجها كما يقول المثل (الرأس بالرأس معاملة الند بالند) وتجد زوجات أخريات (نقاقات) وكلامهن كثير… ودائماً تسارع إلى انتقاد زوجها.. لاتفه أوجه الاختلاف… وبعض الزوجات ترى في بسط نفوذها على البيت الوسيلة الأنجع في الحفاظ عليه.. وهنا مربط الفرس.. فالكثير من الرجال لا يقبلون ان تستعلى عليهم المرأة… وإزاء هذا الاستعلاء لا يجد مناص من أن يتزوج بأخرى يجد فيها الأنوثة بشقيها الجسدي والكاريزمي … أنا شخصيا أفضل تلك المرأة التي تعرف كيف تجعل أنوثتها متقدة بشكل مستمر يسفه أي فتاة أخرى مهما بلغ قدرها من الجمال في نظر زوجها… وعن تجربتي الشخصية وجدت أن الجمال الحقيقي ليس في المظهر أو الشكل بقدر ما هو أن تظل الفتاة طفلة تحمل براءة الطفولة معها مهما كبرت في العمر.. وطفولة المرأة المستمرة هي من أكثر دواعي تثبيت أقدامها في بيتها دون ضرة….

  5. الموضوع شيق جدا جدا ويناقش مشكلة مهمة جدا وهي زواج المسيار او المتعه التي يمارسها السودانين في اسفارهم:وانا من المعجبين والمداومين علي قراءة كتابات الاستاذة مني سلمان;)

  6. استاذة منى – لكي مني كل السلام والمحبة والاحترام – شايف العائلة الكريمة كلها بدبل وفي السر كمان – يعني بلي راسك – الحلاقة منتظراك – عزيزك الغالي شكله حا اعمل عملة – مع انونحن نرفض لك ضرة ولكن العرق دساس – ولك كل السلام……:cool:

  7. ما شاء الله عليك يا بت سلمان ، القضية كبيرة ولابد من هدنة ووقف اطلاق النار ، لانصاف الارنب البين الكلبين ، حتي نستطيع زيادة عدد الارانب لمواجهة جيوش العانسات، لكن في واحد محسي أظنو حسم القضية دي ما عارف هل هو مفوض من الرجال ولا لا ، المهم انا ما فوضته ..

    قال شنو

    الراجل المابيهاف من مرتو أصلو ما راجل

    شكرا

  8. الاستاذة منى ما تخمينا انا وطارق مفتحين وما طاشين والموضوع من جزئين يكتب عليه 1-1 2-2 وبيكون بنفس العنوان وتقبلى النقد كتقبل الاشادة وكل عام وانت وافراد اسرتك بخير الى اللقاء بعد العيد ان شاء الله 😉 😉 😉

  9. الاخت الفاضلة منى
    لك التحية والاحترام
    طبعا انا بقف بجانبك الموضوع ده يختلف تماما عن موضوع تعدد الزوجات لانه فيه تنازل عن حقوق ،نعم الزوجة بارادتها ولكن اين حقوق الاطفال؟؟؟؟؟؟؟

    نحن في انظار التعداد السكاني لمعرفة نسبة الاناث الى الذكور. حتى يتضح موقفنا من قصة الزواج المسيار.لانه لا تتخلى الزوجة عن حقها فقط بل توفر للرجل ضل يعني عدييييييل كده البحث عن العيش في (ضل إمراءة)

  10. اريد ان اسئل سؤلا للكاتبه من هو الخائن المره ولا الرجل ؟ الزوجه الثانيه دى جايه من القمر ؟ ما هى كمان مشتركه فى الحلال المحلل ولالكن تعودنا من بعض المتشدقات باسم الدفاع عن المراه وغيره يصبون جام غضبهم على الرجل لانو تزوج على مرتو وكأنه تزوج بدناصور او شىْ من كوكب اخر …………..هل ترضى الزوجه ان يسرح زوجها كل يوم مع واحده ويجيها اخر اليوم ويأكل عقلها ام يكون كل شى فى النور. بعدين ياخى انتى ليه ما تخلى ليه اى سبب يدفعو للزواج تانى انا بعتقد اى زوجه لو طبقت كل ما ورد فى السنه النبويه للحياه الزوجيه لما لجأ زوجها للزواج مره اخرى .

  11. فى سبيل رفع المعاناه عن كاهل بايركس السودان يجب على الرجال اللعب بى الضنب عشان مايغنى البايركس برجاك ياابشرا دايراك ودايرا افتوا معاك …. حتى تصل مرحله بختييييي بختييى انشاء الله راجل اختى

  12. الرجال ما يعرسوا كان دايرين يعرسوا .. فى وحدة عرسو فيها قتلها العرس .. فى النهاية خسرانين هم المبهدلين وحا يزيدوا بهدلة .. هى الواحدة فى تعب كمان اتنين .. والبعرسوها دى أكيد بايرة ودايرة تفك بورتها انشاء الله واحد ماشى بالعكاز المهم عرست وخلاص .