سنودن في رسالة تلفزيونية: يجب وضع حد للمراقبة الشاملة
وفي كلمة مسجلة بثت على «القناة الرابعة» البريطانية بمناسبة أعياد الميلاد، دافع سنودن، الذي كان وراء الكشف عن عمليات مراقبة أميركية واسعة، بشدة عن الحرية الفردية، وقال إن «طفلا يولد اليوم سيكبر من دون أي تصور لما هي الحياة الخاصة ولن يعرف أبدا ما يعنيه الحصول على لحظة خصوصية ولن تكون لديه فكرة غير خاضعة للتسجيل أو التحليل». وأضاف أن «هذه مشكلة، فالحياة الخاصة تتيح لنا تحديد من نحن ومن نريد أن نكون». وأكد سنودن في رسالته أمس: «معا، يمكننا أن نجد توازنا أفضل، ووضع حد للمراقبة الشاملة، وتذكير الحكومة بأنه إذا أرادت أن تعرف ما نشعر به، فإن السؤال عن ذلك يكلف أقل من التجسس» لمعرفته. وتابع: «في الآونة الأخيرة، عرفنا أن حكوماتنا، بالتشاور بينها، وضعت نظاما للمراقبة الشاملة في المستوى الكوني يتيح رؤية كل ما نقوم به». وأشار سنودن إلى مؤلف كتاب 1984 جورج ارويل الذي «حذرنا من مخاطر هذا النوع من المعلومات»، موضحا أن «نوعية المعطيات المجمعة التي قدمها الكتاب من خلال أجهزة استماع وكاميرات وشاشات تلفزيون تراقبنا، لا تقارن بالوضع الحالي». وأوضح «لدينا (الآن) أجهزة كشف في جيوبنا تتبعنا في كل مكان نذهب إليه».
وكان هذا الإعلان المسجل والقصير أول ظهور لسنودن على التلفزيون منذ وصوله إلى موسكو في يونيو (حزيران) الماضي. كما أجرى الشاب، البالغ من العمر 30 سنة، أول مقابلة له منذ لجوئه إلى روسيا، وقال لصحيفة «واشنطن بوست»، أول من أمس: «لقد انتصرت. ما إن تمكن الصحافيون من العمل، كل شيء كنت أحاول فعله نشر». وصرح في المقابلة الصحافية أيضا بأنه مرتاح لأن الرأي العام بات يعلم الآن عمليات التجسس على الإنترنت والاتصالات الهاتفية التي قامت بها الحكومة الأميركية على نطاق واسع.
وسرب سنودن لوسائل الإعلام، بينها صحيفتا «واشنطن بوست» الأميركية و«الغارديان» البريطانية، تفاصيل خطيرة عن عمليات مراقبة سرية، ثم فر من الولايات المتحدة ليتجنب توقيفه. وقد وصل إلى روسيا في يونيو وأمضى شهرا في مطار موسكو قبل أن يمنح اللجوء لمدة سنة. ورفع المدعون الفيدراليون الأميركيون دعوى جنائية ضده بتهمة التجسس وسرقة ممتلكات للحكومة.
وأجرى الصحافي في «واشنطن بوست» بارتون غيلمان المقابلة الصحافية مع سنودن بموسكو. وقال غيلمان إن «سنودن كان مرتاحا ومتحمسا خلال اليومين اللذين أمضيتهما معه لإجراء هذا الحديث». وأكد سنودن أنه لا يعد نفسه خائنا. وقال: «لا أحاول تدمير وكالة الأمن القومي، بل أحاول تحسينها. لا أزال أعمل لحساب الوكالة، لكنهم الوحيدون الذين لا يدركون هذا الأمر». وأضاف أن «النظام أخفق بشكل كبير وأخفق المسؤولون على كل المستويات في تحمل مسؤولياتهم ومعالجة هذا الأمر».
وأربكت المعلومات التي سربها إلى حد كبير إدارة الرئيس باراك أوباما بعدما كشف عن جهود تجسسية واسعة تقوم بها الولايات المتحدة، بما في ذلك على دول حليفة مثل ألمانيا ومستشارتها أنجيلا ميركل.
والجمعة، أعلن الرئيس باراك أوباما أنه يرحب بنقاش حول دور وكالة الأمن القومي، في حين كان يدرس إمكانية إجراء تغيير في صلاحياتها إثر الاستياء والاستنكار بشأن الحق في الخصوصية. وقال أوباما إنه «سيصدر بيانا نهائيا» في يناير (كانون الثاني) المقبل حول كيفية عمل وكالة الأمن القومي. وأوصت مجموعة خبراء في الاستخبارات والقانون اختارهم البيت الأبيض بالحد من صلاحيات الوكالة، واقترحوا 46 تعديلا، وحذروا بأن نشاطاتها في إطار الحرب على الإرهاب ذهبت بعيدا. وحذر قاض فيدرالي من أن نشاط الوكالة في التنصت على مكالمات كل الأميركيين مخالف للدستور.
الشرق الأوسط
م.ت[/JUSTIFY]