مقالات متنوعة
هدية تخريج..1..
وبما إنني الشخص المحظوظ الذي نال شرف وضع دبلته على إصبعها منذ كانت في السنة الثانية ، فأنا بالتالي المسئول عنها في كل شئ حتى تخريجها وإحتياجاته المعقدة التي لا داعي لسؤالي عنها … فكل فتاة يا
سادة تعتبر التخريج واجب مقدس وزواج أصغر يجب أن يتم على أكمل وجه وإلا فالويل والثبور … هي لا تمتلك أخوة ذكور ، فقط والدها ووالدتها وبالتالي صرت أنا مسئولا عن تجهيزها بالكامل لعرسها …. بعد حادثة المكنسة والإنتقام المزيف الذي تابعتموه صار تعاملنا أكثر نضجا ورصانة عن ذي قبل .. وحين أقول أكثر نضجا ورصانة فهذا يعني أنها صارت أكثر عنادا وأنا صرت أكثر قطامة لا أكثر ولا أقل ولا داعي ليذهب خيالك بعيدا … مثلا إتصلت بي في الثانية عشرة ليلا لتقول لي :
– أحمد … إنت نايم ؟
– والفتح ليك الخط ده مخدتي ؟ لا يا ستي صاحي
– بايخ … كنت عايزة أستشيرك في حاجة
قلت لها متثائبا :
– هاااااوم ، لو عايزة إستشارة بخصوص إنو فستانك البنفسجي ممكن ما يجي مع لون روب التخريج فأحسن تستشيري مي صحبتك
– الو .. أحمد صوتك بقطع وما سامعاك كويس .. لو سامعني عايزة أستشيرك في لون فستاني البنفسجي ممكن يجي مع لون روب التخريج ؟.. لا حظ إنو لونو أسود
قلت لها وأنا أنقلب مبتعدا عن سمع أخي الذي كان يتابعني بإستمتاع :
– سوسن … إنتي حتكوني لابسة روب تخريج … يعني لو لبستي جلابية أبوك معاهو ماف زول حيلاحظ
– أبوي ما قاعد يلبس جلاليب
قلت لها مذهولا :
– شنو ؟ أبوك ده مولود سنة ألفين وكم ؟
– تيت تيت تيت
أغلقت الخط … فأبتسمت وأنا أحسب في أصابعي … واحد … ستضغط على أسنانها .. أثنين ستخبط الحائط متمنية لو إنه رأسي … ثلاثة .. ستخبط رأسها لأن هذا هو إختيارها المهبب الذي جعلها تحبني .. خمسة .. ستعاود الإتصال من جديد … وينبعث صوت عاطف السماني وهو يغني لزهرة السوسن …
– ألو … أحمد أنا حيجيني ضغط بسببك
– ما تخافي يا حبيبتي ، ليك على كرتونة حبوب ضغط في الشيلة إنشاء الله
كلمة ( حبيبتي ) هذه كانت مثل الماء البارد الذي تم صبه على الحديد المصهور … حتى ولو جاءت مصحوبة بجملة مسيخة كالجملة أعلاه … إنخفض صوتها ، وتلاشت النبرة المتنمرة منه ، وسألتني :
– طيب حألبس أي حاجة … ممكن أستشيرك في أغنية التخريج ولا أقفل منقاري على ؟
– جدا جدا يا سوسن
– حأختار أغنية ( أحمد يا حبيبي )
إعتدلت في سريري مستنكرا حتى إن أخي أعتدل معي ليسمع أفضل ويتعلم ، وأنا أرد :
– سوسن .. (أحمد يا حبيبي) دي مدحة ما أغنية ، والمقصود بأحمد هنا الرسول صلى الله عليه وسلم
– لا ما مدحة ، دي أغنية وحأشغلها في التخريج
تخيلت منظري أمام أصدقائي وهم يسمعون هذه المدحة في تخريج خطيبتي … إن كنتم لا تعرفون من هم أصدقائي فدعوني أخبركم إن كفار قريش حين كانوا يجتمعون في دار الندوة ويتبادلون الشتائم و( التدوير ) ، كانوا أفضل ألف مرة من أصدقائي .. وتخيلت مشهد فتحي أبو دومة وهو يغني بهيام ويرفع يده اليسرى كأنه يمسك طارا ويردد بتناغم مع علي الأحمق ويوسف خستكة :
– أحمد يا حبيبي سلام عليك يا مسكي وطيبي سلام عليك نياهاههاهاهاهاهاه…. هع هع هع هع هع هع هع هع
ونفضت رأسي من الفكرة الرهيبة … أنا أعرف سوسن ولو قالت ستفعلها فستفعلها ، لذلك قلت لها متوسلا :
– سوسن … أنا آسف وتاني لو إتماسخت عليك أعملي فيني أي حاجة .. بس عليييك الله بلاش الفكرة دي …
قالت بحسم :
– قول والله
كدت أقسم لها ولكنني تراجعت في اللحظة الأخيرة … لو طلبت مني أن أكف عن التنفس لكان الأمر هين ، ولكن مستحيل أن أتخلى عن نمط حياتي ، ولاحظت هي صمتي فقالت بخبث :
– شايف ؟ طيب أنا حأغير الأغنية بس بشرط … هدية تخريجي عايزاها حاجة مبتكرة … مبتكرة يا أحمد .. يعني ما عايزة سلسل دهب ، ولا ساعة دهب ولا تذكرة سفر للبرازيل … عايزة حاجة جديدة .. جديدة
تنفست الصعداء وأنا أقول :
– ليييييييه كده يا سوسن ؟ كنت فعلا ناوي أجيب ليك الحاجات دي
ضحكت وهي تودعني قائلة :
– عارفة عارفة .. يلا باي تصبح على خير
– تصبحي على خير
وإنقلبت على الحائط مفكرا بينما أخي يسألني هامسا :
– أها حتجيب ليها شنو ؟
– حأجيب ليها طيارة إف 16 .. إنت الدخلك شنو؟ نوم نومك
ورحت أفكر … شئ جديد .. شئ جديد لم يهده خطيب سوداني لخطيبته من قبل .. ياله من حل سهل .. مهما قلتم عن الفكرة إنها مجنونة وغير عملية ولم تحدث أو تشاهد من قبل في السودان ، إلا إنني سأنفذها … سأهدي لها باقة ورد
(يتبع )
الكاتب الساخر : د.حامد موسى بشير
باقة ورد فى السودان ؟
مبااااالغة
ذى التلج بالضبط