حوارات ولقاءات

السبب «الوطني» بعيون المعارضة .. «2013» عام غير سعيد ..


[JUSTIFY]من الجيد أن نقرأ العام الذي تبقت سويعات على رحيله بعيون المعارضة. وذلك لأن قراءة المشهد السياسي لا يمكن أن تتم دون أحزاب الضفة الأخرى من النهر، بينما الضفة الثانية يقف فيها المؤتمر الوطني.. وقد قالت المعارضة إن «2013م» كان مليئاً بالإخفاقات السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية، ولذلك لم يظهر في حديثها ثمة تفاؤل بالعام المقبل.

أما إيجابيات العام 2014 برأي الساسة المعارضين فهي البشريات التي قالوا إن العام سيأتي بها من حسم وسقوط ووضع نهايات لحكم المؤتمر الوطني، آخذين في الاعتبار أن العام 2014 هو عام الاستعداد للانتخابات الرئاسية بالبلاد.

حزب الأمة.. عام غير سعيد:
يقول الناطق الرسمي باسم الأمانة العام لحزب الأمة القومي السفير النجيب الخير عبد الوهاب إن الحضارة الأنجلو سكسونية تعتبر الرقم «13» رقماً غير سعيد ولا يحمل خيراً، وأنا أراه كذلك لم يحمل خيراً اقتصادياً وسياسياً في السودان، بل كانت هناك إخفاقات. وزاد النجيب أن العام حمل عدم توفيق السودان في فض النزاعات بالطرق السلمية وفق مجلس السلام العالمي، بجانب ارتفاع معدلات التضخم إلى 46% والعطالة إلى 26% وانخفاض محلوظ في معدل النمو إلى 15% فيما تزايد التفكك الاجتماعي.. النجيب يتوقع أن لا تقام انتخابات ولا دستور إلا إذا نفذ المؤتمر الوطني رؤيته بتجاوز القوى السياسية في ذلك.. وتوقع أن يستمر حسب تعبيره الحكم والقبضة على السلطة بسياسة الأمر الواقع من الوطني وعدم الاستقرار الاقتصادي مع عدم توفيق في حلحلة مشاكل السودان مع مؤسسات التمويل الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين والمفوضية الأوربية، وسيعجز الاستثمار الخارجي ذلك الوهم الكبير، حسب توصيفه، عن توفير مناخ ملائم لاستقطاب موارد خارجية.. وإن ما يجري في مصر مؤشر إيجابي للسودان من جهة سقوط النموذج، مشيراً إلى أن البلاد ستتأثر في 2014 سلباً بأحداث الجنوب، سيما على الصعيدين الاقتصادي والأمني، بجانب ما يحدث في أفريقيا الوسطى من تحولات ستبرز مخاطرها مطلع العام المقبل.

وأشار النجيب إلى أن تصنيف جماعة الإخوان بمصر كجماعة إرهابية ومحظورة سياسياً سينعكس سلباً على المؤتمر الوطني باعتباره حليفاً لتلك الجماعة مما سيشكل رأياً عاماً وحركة وعي داخلية ضد المؤتمر الوطني.

الشعبي.. ترتيب الصفوف للعام الجديد:
الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر لم يوافق النجيب الرأي بشأن إخوان مصر الذين دافع عنهم وقال إن من يدفع فاتورة الحكم العسكري هو الشعب المصري وسيجني ثمار النظام الاستبدادي، واستدرك في مقارنة بين الواقعين المصري والسوداني، قال عمر رغم الانقسامات بين الإسلاميين في السودان إلا أن الأجدر منهم والأقوى يبقى ويوجد في حزبه.

كمال عمر بدا متفائلاً بأن العام 2014 سيكون عام الحسم والخلاص من الوطني، وأضاف أهم ما سيميز العام القادم هو فراغ المعارضة من تنظيم صفوفها، وشكلت أرضية الواقع بعد إسقاط النظام وإيجاد البديل لحكم الوطن. وقال إن بروفة أكتوبر وسبتمبر ستحول الواقع في 2014، خاصة وأن الوطني شهد تصدعاً كبيراً في صفه وانقلابات وخروج لقادة مما جعله أضعف ما يكون.

البعث.. عام الهزات:

وصف حزب البعث عام 2013 بعام الهزات بالوطني لدرجة أنها عصفت بمن لم تعصف بهم مذكرة العشرة ومفاصلة رمضان من عرابي الحركة الإسلامية معتبراً إياها بالمقدمات للتعديلات الأخيرة في محاولة تجميل الوجه ووضع مكياج جديد بعد فشل الوطني على كل الأصعدة، وقال القيادي بالبعث عثمان إدريس أبو رأس إن أكبر فشل للوطني بعد خطابه في 30 يونيو 1989 هو تقديمه الجنوب في طبق من ذهب للحركة الشعبية باتفاقية نيفاشا، مردفاً نيفاشا تلك الخطيئة التي ارتكبها الوطني في حق الوطن كانت جريمة في حق الشعب السوداني، وذكر أبو رأس أن الوطني قد قال في السابق إن الانفصال سيخلصنا من الترلة، ولكن تفاجأوا بعد ذلك أنهم هم الترلة وليس الجنوب. مضيفاً على الوطني أن يعلم بأننا مربوطون بهذه الترلة بسب القضايا المعلقة، وقال أبو رأس إن أكبر إخفاقات عام 2013 هو قرارات رفع الدعم

الانتخابات «حدوتة» يرددها الوطني حسب ما يقول أبو رأس ولا مجال لمشاركة الأحزاب فيها، ذاكراً بأن الندوات ممنوعة بأمر الحزب الحاكم ولا مجال للمشاركة فيها، وأضاف في خاتمة حديثه أن ما يحدث الآن وما حدث في عام 2013 من علامات زوال المؤتمر الوطني في عام 2014.
المؤتمر السوداني.. عام «لا» للحوار:

حزب المؤتمر السوداني يرى أن اتساع دائرة الحرب في البلاد في وقت توحدت فيه الحركات المسلحة في كيان الجبهة الثورية وأحداث العنف التي وقعت في سبتمبر الماضي أدى إلى تمايز الصفوف داخل قوى الإجماع الوطني، وقطع أي حوار مع الحكومة بإبعاد حزب الأمة القومي ووصول الإجماع لتفاهمات مع الجبهة الثورية. وقال الناطق الرسمي باسم الحزب أبوبكر يوسف إن خروج الإصلاحيين من الوطني والتشكيل الوزاري الأخير ومحاولة إعادة تسويق عدد من قيادات النظام والأزمة الاقتصادية وفشل النظام في تقديم أي حلول لها، كانت جزءاً من جملة أسباب زادت الغضب الشعبي على الوطني ورفعت الوعي لدى العامة بشأن الأوضاع الراهنة. مؤكداً أن قوى الإجماع الوطني ستشرع في إنزال ما تبقى من خطط وبرامج التحالف لإسقاط النظام ومخاطبة جذور الأزمة بعد أن اكتمل الاصطفاف حسب قوله بين معارضة الداخل والخارج وتوسيع جسم التحالف، بحيث يشمل مزيداً من الداعمين والمتبنين خيار الاسقاط مردفا خاصة اننا لا نتوقع في العام المقبل أن يقبل الوطني بوضع انتقالي والإتيان ببديل ديمقراطي كمدخل لمعالجة مشكلات الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي وزاد أبو بكر أن بروز تيارات تنتمي أيدلوجياً للنظام في محاولة للعب دور المعارضة الناعمة ما هي إلا إخفاق وفشل من النظام في التعامل مع الأزمة، مردفاً ونحن ندرك ذلك المخطط تماماً.

الشيوعي.. إحباط:

الحزب الشيوعي كان الأكثر إحباطاً من العام 2014 وقال إن مدخله قاتم ومظلم وحالك السواد، لأن هناك مزيداً من التعنت والتضييق على الشعب السوداني، وذلك بتطبيق الحزمة الأخيرة من البرنامج الاقتصادي الثلاثي. ولكن يعود الناطق الرسمي باسمه يوسف حسين ليقول إن هناك بصيص ضوء في نهاية النفق بقدوم التغيير الذي قال إنه تشكل في دواخل الناس، مؤكداً أن الإجماع أعد كل المعاول والبدائل بعد سقوط الوطني متوقعاً مزيداً من الاختناقات التي ستجابه الوطني خلال العام المقبل سيما داخلياً وإقليمياً ودولياً و اقتصادياً، بجانب تأثيرات ما يجري في جنوب السودان وأفريقيا الوسطى على السودان، وسيصبح النفط في «كف عفريت»، بجانب تأثير ما يجري على إسلاميي مصر السياسيين، مردفاً نحن مع إعلان جماعة الإخوان في مصر جماعة إرهابية، لأن الإسلام السياسي أصبح آلية من آليات الإمبريالية الحالية.

الحزب الاتحادي.. لا بشريات:

أبو الحسن فرح القيادي بالحزب الاتحادي لا يرى بشريات للعام 2014، إذ حسب رأيه أن البشريات تتقدمها مؤشرات ما تفتقده جل الأزمات بالبلاد بجانب عدم استعداد الوطني تقديم تضحيات من جانبه تحدث تغييراًَ أساسياً، بجانب الأهداف الداخلية التي يعاني منها والتي حسب قوله كثيرة وأزمنت وتفجرت. قاطعاً بأن الوطني لن يستطيع تزوير الانتخابات هذه المرة لأن المجتمع الدولي صمت على ذلك في السابق، لأنه كان يريد الإبقاء على السلطة حتى يمرر لهم الاستفتاء على فصل الجنوب أما الآن فإن تزويره سيواجه بفضيحة كبرى لأن الوطني أصبح غير مرغوب فيه.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]