رأي ومقالات

رشا التوم : ” الكسرة ” كلاكيت تاني مرة

[JUSTIFY]لا أعلم ما هو سبب الارتباط الوثيق بين بعض وزراء ونواب البرلمان في حزب المؤتمر الوطني في إطلاق تصريحاتهم الغريبة واتفاقهم على (فهم واحد) بأن على الشعب السوداني التقشُّف وعدم الإسراف والتوجه لأكل الكسرة وهي مقولة أطلقها وزير المالية الأسبق علي محمود وأثارت الكلمات وقتها حنقاً وسخط الكثيرين سواء كانوا موظفين أو عمال من قطاع الشعب العريض، وأمس الأول أعادها النائب البرلماني عن حزب المؤتمر الوطني بالجزيرة العضو أحمد هجانة والذي طالب الشعب السوداني بالتقشُّف، وزاد هذه المرة أن على الشعب (أكل الكسرة بالطماطم) والحمد لله (ما قال أكلوها بموية). والسؤال الذي يحيرني بشدة من أين يأتي هؤلاء الوزراء والنواب بأفكارهم وعلى ماذا تبنى؟ فهل يعلم أحمد هجانة أن (الكسرة) التي تحدث عنها أصبحت بالنسبة للشعب هي حلم آخر يصعب تحقيقه في ظل ارتفاع متصاعد لأسعار الدقيق فربع الدقيق الأبيض يكلف مبلغ «26» جنيهاً و(الفتريتة) «22» جنيهاً وكيلو الطماطم مبلغ «10» جنيهات، فإذا جمعنا المبلغ ربما يصل إلى «32 أو 36» جنيهاً لكسرة يوم واحد (وتعوسها) ربة المنزل لعدد أفراد غير معلوم ربما يكون ما بين «3 أو 4» أفراد أو العدد مضاعف، ولم يحدثنا النائب هل يتناول الشعب الكسرة بالطماطم في وجبة واحدة فقط أم الوجبات الثلاث لليوم بكامله؟ وسؤال أُوجهه للنائب مباشرة هل ستأكل أنت وأسرتك مع الشعب نفس الكسرة أم ستجري بعض التعديلات وإضافة اللحوم والأسماك وغيرها من (الوجبات الدسمة) لتكون الكسرة عودة للأصول القديمة فقط؟ ـ أي وجبة بلدية في وسط زخم كبير من الأطعمة، فالشعب السوداني تقشَّف لحد يصعب وصفه وكثرت عليه المعاناة والرهق من أجل (لقمة العيش) حتى أصبحت الكسرة التي تنصحوه بها تكلفه أكثر من شراء (الرغيف) رغم صغر حجمه وخفة وزنه، وأصبح الشعب السوداني (المسكين) يستمع كل مرة لنصائح تُقدم إليه للتعايش معها بدلاً من أن تبحث الحكومة ونوابها عن بدائل حقيقية توفر سبل العيش الكريم للشعب؟ فهل فعلتم بدلاً من إطلاق تلك التصريحات المستفزة لمشاعرنا وكرامتنا؟ وحال أمَّنا بنصيحتكم تلك فمن أين لكثير من الأسر بمبلغ الـ «36» جنيهاً فقط للكسرة ناهيك عن مصاريف المدارس وشاي الصباح واللبن والسكر والبصل والمواصلات وغيرها من متطلبات؟ (فعواسة الكسرة) عملياً تدفعنا لاستهلاك مزيد من حطب الوقود أو الفحم وهي بالطبع زيادة تكاليف ومصاريف على ربات البيوت وأربابها ونحن في خواتيم العام «2013م» وكلنا أمل في قدوم العام «2014م» بأن يحمل إلينا بشريات بأن القادم أفضل وإذا لم يستطع الوزراء والنواب التوصل لنظريات حديثة تدفع بزيادة الإنتاج والإنتاجية (وتصلح الميزانية) وتوسع رقعة المساحات الزراعية لتوفر لنا قمحاً وذرة وتعمل على زيادة اعداد الثروة الحيوانية (لنأكل الكسرة بالطماطم واللحم) وإلا فليصمتوا ويكفوا عنا تصريحاتهم الجوفاء ونصائحهم التي (وجعت قلوبنا).

صحيفة الإنتباهة[/JUSTIFY]

‫2 تعليقات

  1. [COLOR=#FF000F][FONT=Arial][B][SIZE=6]

    يكسر كرعيهم كلهم من اولهم لاخرهم[/SIZE][/B][/FONT][/COLOR]

  2. الموضوع باختصار شديد هم دايرين الناس تصرف النظر عن مساعدة ودعم الحكومة عشان تبقى لهم لوحدهم !!!! دايرين كل واحد يزرع دقيق “كسرته” وطماطمه براااااااااااااو. يعني نحن – اي الحكومة – ما عندها ليك اي حاجة.

    وحتى لو عملها الشعب والله ما بخلوه في حالة. يجو يتفننوا في انواع الهمبته والضرائب والقلع من الناس. دا اصلا لو رضت الناس ترجع لي مائة سنة للوراء عشان تزرع كسرتها.

    الله يعينك يا بلدي.