تحقيقات وتقارير

الجنوب من حرب المدافع إلى حرب الفساد

[JUSTIFY]بعد المعارك بالأسلحة المختلفة الثقيلة منها والخفيفة بين رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت ونائبه السابق الدكتور مشار بدأت حرب الفساد، فاتهم سلفاكير مشار ومجموعته بالمفسدين الذين سرقوا أموال الجنوب وبنوا بها عمارات بالخارج، فكثيراً ما يلجأ الساسة لمثل هذه الاتهامات لقتل الروح المعنوية لدي الطرف الآخر، ففي السياسة كل شيء ممكن، فإذا لم تستطيع أن تهزم خصمك بالوسائل المختلفة بالسلاح أو غيره تلجأ لقتله أحياناً بالاتهام في الشرف، وهذه كثيرة جداً ونلاحظها حتى بين الساسة في الشمال، فأحياناً تساق الاتهامات في شرف الرجل أو المرأة وإذا فشل في ذلك لجأ إلى السرقة، والسرقة محاولة لقتل الشخصية السياسية وأحياناً السرقة أو الفساد المالي، لا أحد استطاع أن يثبته ونادراً ما يحاكم سياسي بسبب السرقة أو نهب أموال الشعب.

إن الرئيس سلفاكير ربما يكون محقاً في اتهام خصومه بسرقة أموال الجنوب وإيداعها في البنوك الخارجية أو بناء العمارات الشاهقة ولكن تصبح اتهامات ما لم يأت بالدليل الذي يؤكد صحة إدعائه.

إن الناظر لمثل هذه الاتهامات والفساد الذي طال أبناء الجنوب خاصة المثقفين منهم وليس البسطاء من عامة الشعب لأن البسطاء لا يجدوا ما يأكلونه، فكيف سيبنون العمارات الشاهقة وقد شهدناهم بأطراف ولاية الخرطوم قبل الانفصال وهم يقطنون في بيوت من القش أو الصفيح أو الطين، أما الذين اتهمهم سلفاكير ربما ينطبق عليهم القول، وقد ساعدت الحكومات السابقة الساسة الجنوبيين على الفساد فكلما حاول السياسي الجنوبي التمرد على الشماليين دفعت له الحكومة مالاً طائلاً وأحياناً يدعي هذا السياسي بأن أبناء دائرته في حاجة إلى بناء مستوصف أو صهريج ماء فيأخذ تلك الأموال ويحولها إلى حسابه الخاص خارج أرض الوطن، إذن الشمال ساعد أولئك الساسة على الفساد ولذلك ليس مستبعداً ما قاله رئيس حكومة الجنوب سلفاكير بنهب أموال الجنوب بواسطة أولئك الساسة.

أذكر قبل أن يتم الانفصال كان هناك سياسي جنوبي يتولي منصباً رفيعاً في الدولة حاول أن يخمش كمية من الأموال فاتصل بواحد من المسؤولين الشماليين الذي يجلس أيضاً على كرسي رفيع فطالبه بتقديم تصديق له ولأبناء عمومته في مورد مهم ولا يخسر أبداً وأمواله مضمونة ألف في المائة ولكن المسؤول الأمين والصادق والنزيه رفض له بشدة رغم أن المسؤول الجنوبي يجلس في موقع بإمكانه أن يقيل هذا الرجل ولكن لان فعلته كانت سيئة وفساده كان واضحاً لم يستطع أن يفعل شيئاً … ومسؤول جنوبي آخر طلب إجراء إعلان بإحدى الصحف وبعد أن صدر الإعلان وكان يستهدف به شخصية مرموقة في الدولة عند الدفع بدأ يماطل وبعد مطالبات قاد الشخص إلى مكان تجاري شممت رائحة الفساد فيه ودفعه ناقص ولكن في النهاية دفع قيمة الإعلان مجبراً وكان يريد الاستمرار في المماطلة، وهناك وقائع كثيرة بالفساد، والدولة تعلم بفساد أولئك الساسة قبل أن يكتشفهم سلفاكير، إذن حرب الفساد بين الجنوبيين ستكون أقوى من الحرب بالأسلحة.

صحيفة المجهر السياسي
صلاح حبيب[/JUSTIFY]

تعليق واحد