تحقيقات وتقارير

ابعاد زيارة الرئيس البشير لجوبا ولقائه رئيسها سلفاكير


[JUSTIFY]توقيت الزيارة التي قام بها الرئيس السوداني المشير عمر حسن احمد البشير امس على رأس وفد رفيع المستوى من التنفيذين والوزراء لعاصمة دولة جنوب السودان جوبا ولقائه بالرئيس سلفاكير ميارديت تنبئ عن متانة العلاقات المتميزة بين الرئيسين والمواقف الداعمة للبشير لخطط واهداف سلفاكير وتأكيد وقوفه بجانبه ابان الازمة الطاحنة التي تواجهها بلاده على خلفية الاحداث الدامية التي تشهدها مدن الجنوب واريافه من نزاع مسلح يقوده نائب سلفاكير الاسبق الدكتور رياك مشار تنج والاستيلاء على مواقع النفط التي تستفيد السودان من عائدته بالاضافة لدعم الموقف التفاوضي لحكومة الجنوب بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا غير واضحة المعالم حتى الآن.

ذورة الأزمة

ابان ذروة الازمة الجنوبية اجرى الرئيس البشير اتصالا هاتفيا في اليوم الثاني مباشرة لانداع النزاع المسلح بجوبا بالرئيس سلفاكير لتأكيد موقفه الداعم للحكومة الجنوبية وكذلك كان نائب رئيس السوداني الفريق اول بكري حسن صالح اجرى اتصالا مماثلا بنائب سلفاكير الفريق جيمس واني ايقا لتأكيد ذات الموقف الداعم للحكومة خاصة في ظل التقدم الذي احرزه الجانبين في المفاوضات المباشرة حول القضايا العالقة بين البلدين والتوصل لنقاط إلتقاء في كثير من القضايا الخلافية وبموجبها وجهت الحكومة السودانية الجهات ذات الصلة بملف الجنوب لفتح المعابر وارسال بعض مواد الاغاثة لشعب الجنوب.

الاوضاع في الجنوب

السودان ظل بعد انفصال دولة جنوب السودان في العام 2011م على صلة شبه دائمة بالاوضاع في جوبا وخاصة حينما اقال الرئيس سلفاكير نائبه مشار وبعض القيادات التنفيذية في الحكومة وحزب الحركة الشعبية قابلت الخرطوم الخطوة بالتهليل والاعجاب لحسابات تحسبها الحكومة السودانية لصالحها وحزبها الحاكم بافتراض ان القيادات التي اطاح بها سلفاكير كانت تقف حجر عثرة في تقدم العلاقات الثنائية بين البلدين لمواقفهم التي يعتبرونها متشددة بعض الشئ لا سيما كبير مفاوضي جوبا حينها الاستاذ باقان اموم اكيج الامين العام للحركة الشعبية الذي يصفه الرئيس سلفاكير الآن قيد الاعتقال او الاقالة الجبرية بمنزل وزير الشباب بحكومة الجنوب السابق.

مواقف الخرطوم

كان القيادي بالحركة الشعبية الاستاذ ياي جوزيف الكاتب الصحفي عضو وفد التفاوض الحكومي باديس ابابا كشف بالخرطوم قبيل توجهه للمفاوضات عن ان الرئيس البشير والحكومة السودانية رفضت طلب من قائد المجموعة التي تحارب حكومة جوبا الدكتور رياك مشار المساعدة بمده بالعون والسند الا ان الخرطوم رفضت ذلك الطلب واجرت اتصالات بحكومة جنوب السودان واعلنت دعم الموقف الحكومي في جوبا ويرى متابعون للشأن الجنوبي ان زيارة البشير امس لجوبا تأتي تأكيدا لذلك الود الداعم للحكومة الجنوبية.

الهدف الخفي

يرى مراقبون ان زيارة البشير لجوبا يقف ورائها هدف خفي غير معلن بندرج تحت الاجندة الخفية للزيارة بأعتبار ان هنالك شبه تدخلات اقليمية وعلى وجه الخصوص من التقارب الشديد بين كمبالا وجوبا في ظل العداء الكبير بين حكومة الرئيس اليوغندي يوري موسفيني والحكومة السودانية بقيادة المؤتمر الوطني لا سيما التقارير الاعلامية التي ظلت تنفيها حكومة جنوب السودان على الدوام بأن الجيش اليوغندي يشارك عبر عدد من وحداته في الصراع الجنوب سوداني وفقا لقائد المجموعة التي تحمل السلاح ضد جوبا مشار فان الرئيس البشير ذهب لجوبا للوقوف على حقيقة الامر والاستماع للرئيس سلفاكير حول تلك المزاعم وانه يريد ان يقف مع جوبا على بعد نفس المنطقة التي تقف عليها كمبالا ان لم تكن ابعد نسبة للانعكاسات التي تعتبرها الخرطوم سالبة تجاهها في حال اتخذت الحكومة السودانية جانب الحياد في احداث جنوب السودان لا سيما ان يوري موسفيني يلعب دور الداعم الاكبر لحكومة جوبا في حربها ضد مشار والدليل على ذلك زيارته الاخيرة الاسبوع المنصرم لجوبا واعلانه صراحة الحرب الى جانب سلفاكير في حال عدم التزام مشار بمقررات قمة الايقاد الطارئة بنيروبي.

دور السودان

سفير جنوب السودان بالخرطوم ميان دوت قال الجمعة الماضية للاذاعة السودانية في برنامج مؤتمر اذاعي ان الحكومة السودانية يمكن ان تلعب دورا بارزا في حل الازمة الجنوب سودانية وبالامكان ان تجمع الخرطوم طرفي الصراع في بلاده للتوصل لحل للخلافات لاعتبارات كثيرة اهمها ان السودان بمثابة الدولة التي خرج من رحمها الجنوب بالاضافة للعلاقات المتميزة التي تجمع الخرطوم بطرفي النزاع المسلح في جوبا باعتبارهما كان قيادات في الحكومة السودانية قبل انفصال الجنوب وان الخرطوم يمكن ان تلعب دور المحايد في الصراع ولكن بحسب مراقبون ان زيارة البشير امس لجوبا ربما تنسف موقف الحياد بأعتبار ان الخرطوم تقف بجانب جوبا في صراعها ضد مشار.

الزيارة لها ما بعدها

زيارة الرئيس السوداني لجوبا امس حتما ستحدث اختراقاً كبيراً في الملف الدبلوماسي بين الخرطوم وجوبا نسبة الى ان وزير الخارجية علي كرتي كان ضمن الوفد الرئاسي لجوبا وكان وزير الخارجية الجنوب سوداني الدكتور برنابا مريال بنجامين يعتزم زيارة الخرطوم امس حاملا رسالة خطية من الرئيس سلفاكير للرئيس البشير لذات الغرض الا ان السودان رأى ان يقوم الرئيس بزيارة جوبا لبحث عدد من القضايا التي ربما يكون تم بحثها بسرية تامة بين الرئيسان بعيدا عن اجهزة الاعلام او في الغرف المغلقة.

التأثير على التفاوض

يتوقع مراقبون ان تؤثر زيارة البشير لجوبا ولقائه بالرئيس سلفاكير على التفاوض الدائر بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا بين الفرقاء الجنوبيين سواء كان سلباً او ايجاباً وتأتي أهمية الزيارة لفك الحصار شبه الدولي والاقليمي لتطور الاوضاع على الارض في ظل تواتر وقوع احداث في العاصمة جوبا وان هنالك اطلاق نار خلال اليومين الماضيين ببعض احياء جوبا والحديث عن ان مجموعة مشار تعتزم دخول العاصمة جوبا وانها تفرض عليها حصاراً وتأتي الزيارة لتؤكد ان جوبا آمنة وان رؤساء دول الجوار يتوافدون عليها.

قراءة : محمد الحلو: صحيفة اخبار اليوم [/JUSTIFY]