تحقيقات وتقارير
البشير يؤكد دعمه لجوبا.. وسلفاكير يرفض إطلاق سراح المعتقلين
برنامج آخر استضاف وزير الداخلية أليو أيانغ أليو، كال عبره الهجوم أيضاً على عدد من أجهزة الإعلام الخارجية، ودعا للعمل بمهنية بعيداً عن التهويل، وتضخيم الوقائع، موضحاً أن قوات رياك مشار تقاتل في مدينة (بور)، وليس على بعد كيلومترات من جوبا كما أُشيع.. وكان أليو هادئاً وهو يجيب عن الأسئلة، ويبث تطميناته للمواطنين في جوبا وبقية الولايات الأخرى، مؤكداً أن الأوضاع هادئة، ولا شيء يدعو للقلق، خاصة وأن القتال يدور بعيداً عن جوبا العاصمة تماماً.
وزير الداخلية الذي ظل يضحك بعض الوقت في البرنامج طالب بعدم حمل السلاح في الأسواق، وتوعد من وصفهم بالمجرمين في المدينة الذين يسعون لزرع الفوضى في أرجاء المدينة، موضحاً أن الانفلاتات التي تحدث هنا وهناك لن تؤثر كثيراً على الأوضاع الأمنية في العاصمة جوبا.
* البشير في جوبا
أكد رئيس جمهورية السودان، المشير عمر البشير، أمس (الاثنين) أن السودان لن يسمح بأي عمل ضد جوبا من داخل أراضيه، في حين رفض نظيره الجنوبي سلفاكير ميارديت مطالب المتمردين بقيادة نائبه المقال رياك مشار بالإفراج عن معتقلين سياسيين في بلاده. وقال البشير في مؤتمر صحفي مشترك مع سلفاكير في جوبا، خلال زيارة للجنوب استغرقت ساعات، إن زيارته للدولة الجارة تأتي في إطار اهتمامهم بما يدور فيها، وبحث ما يمكنهم تقديمه لإعادة الأمن والاستقرار في جنوب السودان. ونفى البشير دعمه لأي قوى معارضة في أي بلد مجاور للسودان. وقال في هذا الخصوص: “لن نسمح لأي أحد في السودان أن يعمل ضد حكومة جوبا انطلاقاً من أراضينا”. وأضاف البشير: “لقد قبلنا بتقسيم السودان لدولتين من أجل السلام، وقناعتنا الآن هي أن العمل المسلح لا يحل قضية، ولابد من الجلوس على طاولة الحوار والوصول لاتفاق”. وتابع البشير قائلاً: “نحن في السودان قررنا عدم دعم أي معارضة لأي دولة مجاورة، لأن ذلك سيساهم في تضييع المصالح، وقد جربنا دعم المعارضة لكننا اكتشفنا أنها كلها جهود ضائعة”.
وأبدى البشير استعداده لاستقبال النازحين الفارين من القتال في جنوب السودان، مشيراً إلى أن أي مشكلة تحدث في جنوب السودان تنعكس على الخرطوم. وقال إنه وجه الأجهزة الحكومية في بلاده لاستقبال العائدين من جنوب السودان داخل الأراضي السودانية ومعاملتهم كمواطنين سودانيين وليسوا لاجئين. وكان البشير غادر إلى جوبا على رأس وفد رفيع المستوى إلى عاصمة جنوب السودان جوبا، وضم وفده الرئاسي وزراء رئاسة الجمهورية صلاح ونسي، والخارجية علي كرتي، والدفاع الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين، والنفط مكاوي محمد عوض، ومدير الأمن والمخابرات الوطني الفريق ركن محمد عطا المولى.
* سلفاكير يطمئن
من جهته أكد رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت سيطرة الجيش الحكومي على الوضع الأمني في جوبا، وقال إنه سيتخلص من كل العناصر غير المنضبطة في حزب الحركة الشعبية الحاكم.
يذكر أن المفاوضات الجارية بين جوبا والمتمردين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، برعاية الهيئة الحكومة للتنمية لدول شرق أفريقيا (إيقاد)، التي تضم السودان، تشهد تعثراً بسبب تمسك المتمردين بإطلاق سراح المعتقلين في الأحداث الجارية منذ (15) ديسمبر الماضي شرطاً للدخول في تفاوض على وقف لإطلاق النار. ويسيطر المتمردون على عواصم ولايات مهمة مثل جونقلي الشرقية والوحدة النفطية، إلى جانب المداخل الرئيسة المؤدية إلى ولاية أعالي النيل شمالي البلاد. وأعلن مشار قبل يومين أنهم يستعدون لمهاجمة العاصمة جوبا من اتجاهين بعد استيلائهم على عدد من البلدات القريبة منها.
من جهته قال الخبير العسكري اللواء (م) أحمد عثمان علي عبدالله، إن السند العسكري لقوات نائب رئيس دولة الجنوب السابق رياك مشار، يأتي من قبل قوات الجبهة الثورية التي يقودها متمردون سودانيون في مناطق بعينها بجنوب السودان. وذكر اللواء أحمد عثمان لبرنامج (وجهات نظر) بثته فضائية (الشروق) أن الجنوب قُطر متعدد القبائل، وكل قبيلة لديها قائد لا يقبل التنازل. وناقشت الحلقة الأوضاع الأمنية والعسكرية بدولة الجنوب، والتوقعات المنتظرة من مفاوضات السلام بين وفدي الرئيس سلفاكير ميارديت ونائبه السابق د. رياك مشار، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأشار اللواء عثمان إلى أن بعض قيادات التمرد، رأت أن سلفاكير يريد إبعادهم من مراكز القوة، وقد كان ذلك واضحاً منذ اجتماع مجلس التحرير للحركة الشعبية. وأكد أن الإفرازات السالبة للصراع في الجنوب ستؤثر على الأمن القومي السوداني، خاصة الولايات الحدودية. ومن المتوقع أن يدخل السلاح من الدول التي تجاور جنوب السودان.
* ثأر النوير
ونفى اللواء أحمد عثمان وجود انقلاب عسكري متكامل الحلقات، لأن مشار لا يمتلك قوات خاصة به بمدينة جوبا، وأن نفوذ مشار بمناطق النوير فقط، كاشفاً عن مساندة قوات تتبع لحركة العدل المساواة التي يقودها جبريل إبراهيم، لرياك مشار بمناطق بانتيو وغيرها.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن جيش جنوب السودان، يخوض معارك عنيفة في عدد من ولايات البلاد ضد المتمردين، في وقت أفادت فيه أنباء بمقتل قائد كبير بالجيش الحكومي في كمين بالقرب من بور. وأوضح عثمان أنه ومنذ اندلاع القتال داخل الحرس المركزي بجوبا، تم قتل عدد كبير من أبناء النوير، ونتيجة لهذا القتال انتفضت القبيلة في مناطق عديدة بالجنوب وثأروا لأنفسهم من الدينكا.
من جانبه قال رئيس الجبهة الديمقراطية ديفيد ديشان، في مداخلة للبرنامج، إنه لا توجد ثقة بين سلفاكير ومشار. وقال إن إطلاق النار قد لا يتوقف الآن، مبيناً أن مستقبل الجنوب كوطن موحد مرتبط باستقالة سلفاكير من الحكم. وأضاف: “هناك علامة استفهام كبيرة حول مستقبل الجنوب الذي أصبح مهدداً بالانقسام
الخرطوم – بهرام عبد المنعم: صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]