حوارات ولقاءات

القيادي بالحزب الشيوعي صديق يوسف:الناس إذا ما عندهم قناعة بالطلوع للشارع ما بطلعوا


[JUSTIFY]يبدو أن الخلافات عميقة ومتطاولة بين الطرفين.. (حزب الأمة) من جهة، و(تحالف قوى الإجماع الوطني) من الجهة الأخرى.
(المجهر) أجرت مواجهة بين الطرفين – في حوارين منفصلين – حول محورين: أداء التحالف ودوره والاتهامات التي تصوب تجاهه من داخل التحالف نفسه.. وعلاقة التحالف بالجبهة الثورية.. تلك العلاقة الغامضة التي تزيدها تصريحات قادة التحالف غموضاً يوماً بعد يوم.
في المساحة التالية حوارنا الأول مع القيادي بالتحالف وبالحزب الشيوعي “صديق يوسف” حول ما أوردناه من نقاط.. فإلى مضابطه:
} ما تقييمك لأداء وعمل تحالف المعارضة.. هل أنت راضٍ عن دوره وعن أدائه؟
– (أنا لو كنت ما راضي عنه كنت مرقت منه).. التحالف هو عبارة عن مجموعة من الأحزاب السياسية تتوافق على برنامج سياسي، أهم ما فيه إصلاح الوضع في السودان، وأنه لا بد من زوال هذا النظام، ولا بد من التوافق على برنامج ما سيحدث بعد زوال النظام، ونحن لدينا تجربة (أكتوبر) وتجربة (أبريل)، والتجربتان لم تقودا إلى تحول ديمقراطي ولا إلى تنمية، ولن نكرر هذه التجارب. نشأ التحالف ونجح جداً في التوافق على وثيقة البديل الديمقراطي. والتحالف يعمل من خلال نشاط أحزاب، ونحن متفقون على أنه لا بد من إسقاط هذا النظام، لكن كيف يتم هذا؟ نحن في داخل التحالف متفقون على طريق الاعتصام والمظاهرات والعصيان المدني، وهذه عملية طويلة، والقرار فيها لا يكون قرار الأحزاب، بل قرار جماهير وشعب السودان، ولا بد أن نقنع الآخرين بهذه الخطوة، وهي عملية طويلة من الممكن أن نخفق فيها ومن الممكن أن ننجح، والتململ يأتي من الذين يستعجلون النتائج ويقولون (والله التحالف ما شغال).. هذا التململ لأنهم يريدون نتائج سريعة، وهذا الشعب السوداني (نحن ما بنديهو أوامر وهو ما عساكر نديهم أوامر بأن يخرجوا إلى الشارع.. الناس إذا ما عندهم قناعة بالطلوع للشارع ما بطلعوا).
} التململ واستعجال النتائج يحدث من التحالف نفسه، وهو ما دفعكم لتبني أسلوب حملة السلاح لإسقاط النظام، أنتم تحالفتم مع الجبهة الثورية لإسقاط النظام بأسلوبها؟
– بالعكس.. نحن أصلاً لم نتبنَّ العمل المسلح، لأننا لو كنا تبنيناه لكنا عملنا جيشاً ودربناه وسلحناه. (ناس الجبهة الثورية) نحن لم نعرض عليهم حمل السلاح ولم نعرض عليهم أسلوب العنف.
} لكنكم تعاونتم وتعاملتم معهم مؤخراً؟
– أصلاً لم يتوقف تعاملنا مع الجبهة الثورية، ونعتبرهم جزءاً من الشعب السوداني الذي نناضل من أجله. نحن كلنا متفقون على إسقاط هذا النظام، ونريد أن نتفق حول ماذا سيحدث بعدها، وقد أجرينا لقاءات في أمريكا العام الماضي مع عناصر من الجبهة الثورية، وعقدنا اجتماعاً في بداية العام المنصرم في كمبالا، وكان لدينا اجتماع معهم في “جنيف” لكن (نزلونا من المطار ومنعونا نسافر). هذا كله لأننا نريد أن نجتمع مع هذه الجبهة الثورية ونصل لصيغة محددة.
} ألم تتفقوا مع الجبهة الثورية على إسقاط النظام عبر العمل العسكري؟
– لا.. لا.. ما حصل.
} هل ما زلتم ترفضون أسلوبهم لإسقاط النظام.. أسلوب العمل العسكري؟
– (نحن لي يوم الليلة بنرفض)، ونعتقد أن الحرب هي كارثة هذا البلد.. الكارثة الموجودة الآن في هذا البلد هي الحرب ونحن ضد الحرب.
} لكن هناك أنباء عن أن رؤساء الأحزاب بالتحالف أقروا في اجتماع عقدوه التعاون المطلق مع الجبهة الثورية؟
– نحن متفقون معهم حول الهدف، إسقاط النظام.. هذا هدف مشترك بيننا وبينهم.
} هل هناك تعاون بين التحالف والجبهة بخصوص إسقاط النظام؟
– ليس هناك تعاون بيننا، لأنهم (هم ماسكين وفاتحين سلاح.. نحن بنلاقيهم وين؟!).
} هناك أنباء عن أن..
– (مقاطعاً بسرعة): (دقيقة.. حنلاقيهم وين عشان نتفق معاهم؟!.. ما هو إذا إنتي عايزة تتفقي مع شخص في عمل بتلتقي بيهو وتجتمعي معاهو.. نحن عشان نتفاكر معاهم حول ما سيحصل بعد إسقاط النظام.. الحكومة منعتنا نقابلهم). والناس الذين ذهبوا ليحضروا اجتماع كمبالا وبدأوا يتشاورون مع الجبهة الثورية لما جاءوا راجعين أوقفوهم.
} هل عدم التعاون لأن الحكومة تمنعكم من مقابلتهم، أم لأنكم مبدئياً ضد أسلوبهم العسكري؟
– نحن مبدئياً ضد إسقاط النظام عن طريق السلاح، هذا هو النهج الذي ينتهجه التحالف. لكن نحن لا بد أن نتواصل مع هؤلاء الناس الذين يحملون السلاح ضد هذا النظام.. لا بد أن نتفاكر حول ما سيحدث إذا سقط النظام.. (أفرضي النظام دا سقط الليلة) هل الحرب سوف تستمر؟!
} هناك اتهامات متكررة لتحالف المعارضة توجه إليه حتى من داخل الكيان نفسه ومن قياداته، مثل “المهدي” و”هالة” و”فاروق أبو عيسى” وغيرهم.. بأنه ضعيف وغير مؤهل ومضعضع… و.
– أنا شخصياً مقتنع بأن هذا التحالف نحن (ما عندنا غيره)، ما عندنا سكة غيره لإسقاط هذا النظام.
} ما فيهو عيب في تقديرك؟
– العيب يتعلق بالنشاط.. نشاط أي شخص ممكن يكون أكثر من نشاط شخص آخر.
} هل من الممكن أن نقول عنه إنه ضعيف؟
– لا.. ضعفه وقوته هذا يعتمد على قوة وفعالية الأحزاب التي تكونه. أنا أفتكر أن الحزب الشيوعي حزب فعال، (وشغال شغل تمام).
} “الصادق المهدي” كان قد قال عن أحزاب التحالف إن بعضها (طرور)؟
– كويس.. نحن حزب (طرور)!!
} حقيقة هل هناك (طرور) داخل التحالف؟
– والله إذا كان هو يفتكرنا طرور.. خلاص.. قولي ليهو شكراً ياخي.
} حتى لو لم يكن الشيوعي.. ربما هو يعني أحزاباً أخرى داخل التحالف؟
– (نحن ما بننبذ زول.. أصلاً ما بنقول إن هذا كعب ولا هذا حزب طرور. الحزب الشيوعي هذا نشأ منذ العام 1946م، وحزب الأمة نشأ في 1944م، والفرق بيننا سنتان فقط. والشتائم من هذه النوعية (ما بتخدم غرض).. (نحن ما بنتهاتر ولا نرد على من يتهاتر معنا).
} “المهدي” أيضاً كان قد وصف التحالف بأنه (ترلة) للمؤتمر الوطني؟
– (“الصادق المهدي” خليهو يقول زي ما داير)، هو يعبر عن رأي ونحن نحترم رأي أي شخص.
} لكنكم لا توافقونه وتنفون أنكم (ترلة) للوطني؟
– (هذا رأي.. مش كداً؟).
} هل ترى أنه رأي يعبر عن الواقع؟
– والله أسألي “الصادق المهدي”.
} وأسألك أنت أيضاً.. هل أنتم حقيقة (ترلة) للوطني؟
– نحن أحزاب سياسية شغالة، وحزبنا هذا له قواعد هو حزب يعمل وله صحيفة. (بعدين) نحن لسنا ملزمين بالرد على أي كلام.. وعلى (أي زول) يقول كلاماً.
} حزب الأمة قدم لكم شروطاً رهن بها استمراره في التحالف، منها عدم تعاون التحالف مع الجبهة الثورية؟
– لا.. ليس منها عدم تعاون التحالف مع الجبهة الثورية، لكن يمكنك أن تسألي منها ناس حزب الأمة.
} ناس حزب الأمة يقولون لكم (التغيير السلمي) ويشددون على ذلك؟
– لا.. لا.. “الصادق المهدي” ما يتحدث عنه (حاجة اسمها ميثاق النظام الجديد). وأنت لا يمكن أن تدخلي في تحالف وتشترطي على الناس أن يوافقوا على برنامجك. )يعني أنا الآن ما ممكن أقول لناس التحالف لازم توافقوا على برنامجي برنامج الحزب الشيوعي عشان أكون معكم في التحالف.. ما ممكن)!! التحالف هو توافق بين ناس ارتضوا بالعمل لقضية معينة. هو اشترط علينا قبول وثيقة النظام الجديد، ونحن عندنا وثيقة في التحالف متفقون عليها هي وثيقة البديل الديمقراطي، التي وقعها “الصادق المهدي” نفسه مع التحالف في 4 يوليو 2012م. حزب الأمة موقع على هذه الوثيقة فما الذي استجد لنقوم بتغييرها؟ وإذا كنت تريد تغييرها أعمل حوار وقل (والله يا أخوانا الشيء الذي وقعنا عليه زمان كان به كذا ما صحيح وكذا يحتاج لتغيير وكذا وكذا..). تحاور مع الناس.. (مش يكون شرط يا تقبلوا هذا يا بلاش..! الناس رفضت مبدأ (يا تقبلوا هذا يا بلاش). وقلنا لهم (والله ما بنقبل).

حوار – سوسن يس: صحيفة المجهر السياسي[/JUSTIFY]