رأي ومقالات

علي الصادق البصير: وزيرة الاتصالات.. هدم البرج أولاً !

[JUSTIFY]جاءت عملية التغيير الواسعة في دواليب الدولة وإعادة توزيع الحقائب الوزارية بمفاهيم تغيير السياسات التنفيذية قبل تغير الشخوص، ولعل الحزب الحاكم كان موفقاً في كثير من خياراته خاصة عندما أسندت وزارة العلوم والاتصالات إلى الدكتورة الشابة تهاني عبد الله عطية خريجة «1993م» في جامعة الخرطوم، هندسة كهربائية وحاصلة على ماجستير اتصالات ونظم المعلومات في العام «1999م»، ثم حصلت على درجة الدكتوراه في الهندسة الكهربائية «2006م» وتدرجت في العمل الأكاديمي، حتى صارت مديراً لمشروع القمر الصناعي التعليمي.

وهذا يعني أن الوزيرة على درجة من التأهيل والمعرفة التي تؤهلها لقيادة دفة العمل بوزارة الاتصالات المنكوبة، وللوزيرة جانب آخر يشهد عليه مقربون بأنها من أولي الحسم والعزم، وتتميز بقوة شخصية قلَّ أن تجدها في النساء.. أقول ذلك ولم التقها قط، واعتمدت في ذلك على ما سبق سيرتها المهنية والأكاديمية.

ووزيرة بهذه المواصفات تجعلنا نتفاءل بأن وضعاً آخر لواقع الاتصالات المتردي في بلادي يلوح في الأفق قبل عام تكليفها، وقد يدهش من يسمع كلمة «واقع اتصالات متردي» والخرطوم تتحدث بأكثر من ثمانية ملايين من الموبايلات الذكية والغبية. فالاتصالات سادتي لا تعني تخفيضات حزم مكالمات نص الليل، ولا انتشار الواتساب و«إسكاي بي»، بل تعني الأمن القومي للمعلومات وقواعد البيانات، وتعني أيضاً مشروع السجل المدني، وخطط مجلس الوزراء، وإستراتيجيات الدولة العليا، والأمن الاقتصادي، والنظم المصرفية، وسد مروي، وما تحمله أبراج شركة نقل الكهرباء، وتعني حماية الأعراض والأنساب والميراث، وتعني كل متعلقات الإجراءات الحياتية.

تأتي الوزيرة في ظل ظروف تعاني فيها الاتصالات من تحديات جسيمة وملفات بالغة التعقيد، وحتى كما يقول أهلنا في البادية «ما يروح ليها الدرب في الطين» عليها أن تتذكر بأن فترة وزارتها عام واحد فقط، وهي فرصة لتسجيل إسمها في تاريخ القيادات أصحاب المواقف الصلبة والقرارات الجريئة، ولها أن تحافظ على تاريخها وتعمل أولاً على «هدم برج الاتصالات» من خلال تغييرات واسعة، وتجري عليه عملية «كحت» بدون بنج، وذلك اتساقاً مع سياسة التغيير للأفضل وألاَّ تُبقي فيه من أهل الشبهات وأنصاف الموهوبين و«هكرجية» المواقع شخصاً، وعليها أن تشكل لجنة تحقيق رفيعة المستوى لمعرفة ملابسات الهجمات التدميرية على المواقع الحكومية وغيرها، وتعيد النظر في كل العقودات الخاصة بالهيئة وتتعرف على أطرافها وأذنابها وسماسرتها، وأن تتعامل مع الرأي العام بشفافية حتى تجد السند الجماهيري والرسمي على حد سواء.
٭ أفق قبل الأخير بحثت عن سيرة مفصلة للوزيرة الجديدة في موقع وزارة الاتصالات فوجدت موقعهم «مضروب»، لذلك اقتبست ما ورد عبر هذه المساحة من الزميلة «المجهر السياسي».
٭ أفق أخير دكتورة.. سجلي موقفاً يليق بتاريخك.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد