تحقيقات وتقارير

وطني (الخرطوم) .. تغييرات « تجميل » الصورة

[JUSTIFY]كدأبه سارع المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم بإجراء تغييرات علي مستوي قطاعات وأمانات الحزب إسوة بما تم في المركز العام ويلاحظ أن الوطني بالخرطوم ينتظر ما تسفر عنه التغييرات علي المستوي الاتحادي ومن ثم يمضي في ذات الطريق وكأنه يريد إرسال رسالة بعينها للمركز لكن الأمر المتفق حوله أن الحزب الحاكم بالعاصمة كان في امس الحاجة أن يقوم بإعمال سياسة تغيير الوجوه ليس الآن بل قبل فترة طويلة خاصة في ظل التحديات وكثير من القضايا الشائكة التي تمسك بتلابيب الولاية الإستراتيجية والتي تلقي بظلالها علي المرر وبشكل مباشر .. وإجمالاً لذلك أجري الحزب تغييرات كبيرة ، بدأها قبل فترة باختيار نائبين لرئيس الحزب .

ضربة البداية كانت بترجل نائب رئيس الحزب ، الرجل القوي وصاحب الخبرة السياسية الكبيرة د. محمد المهدي مندور وأخيه اللواء عبد الكريم عبد الله وهما أصحاب تجربة وإستوزرا من قبل واضطلعا علي ملفات علي المستوي الاتحادي لكن الحالة الصحية للرجلين لم تمكنهما من مواصلة المسيرة خاصة مندور الذي تردد لفترات طويلة علي مشافي خارج الحدود ، مما أثر علي الحزب فتمت تسميته كامل مصطفي خلفاً له وهو من شباب الإسلاميين وكان أميناً لشباب الحزب علي المستوي الاتحادي ويدير ملفات مهمة في قيادة الحركة الإسلامية مما مكنه أن يكون علي صلة وتواصل مع الكبار وظل في التنظيم لسنوات طويلة متنقلاً في عدد من الولايات ، وباختياره سيطمئن الإسلاميون علي الحزب وهو مقبل علي مرحلة البناء في أبريل المقبل وسر ذلك أن كامل معروف عنه متابعته اللصيقة لأي تكليف واهتمامه بادق التفاصيل كما انه من الشباب الداعمين لفكرة وجود مراكز دراسات تنظر للحزب والدولة ولذلك كان طبيعياً أن يكون علي رأس مركز ركائز المعرفة. تعيين كامل سيزيل كثير من الحرج عن الوالي عبد الخضر حيث كان مندور في كثير من الأحايين يترأى لك وكأنه الوالي بينما كامل ممن يحترمون التراتيب التنظيمية.

أما قطاعات الحزب الأربعة (السياسي – التنظيمي – الاقتصادي – الاجتماعي الثقافي) فثلاثة منها طالها التغيير حيث تولي عمر باسان رئاسة القطاع السياسي وكان ذلك بمثابة صعود سياسي كبير له خاصة وانه في حكومة الولاية الأخيرة أصبح أمينا عاما لمجلس التخطيط الإستراتيجي بدرجة وزير وهو علي دراية بتفاصيل حزبه حيث كان أمينا للإعلام قبل عدة سنوات عندما كان فائز عباس أمينا للحزب وعاد للحزب إبان استفتاء الجنوب وادار الحملة الإعلامية الخاصة بالاستفتاء وغادر بعدها لجامعة ويلز ببريطانيا لتلقي دراسات في العلوم السياسية والإستراتيجية وهو خريج جامعة أم درمان الإسلامية كلية الاقتصاد ويحمل ماجستير في الدراسات الإستراتيجية من الزعيم الأزهري وللمفارقة فور عودته بيومين فقط أسندت له الأمانة السياسية .. وباسان إعلامي وصحفي كان مديراً عاماً للصحيفة الموؤودة (الرائد) ورئيسا لتحرير مجلة خاصة بسد مروي. ولذلك كان أحد الناطقين الرسميين باسم الوطني علي المستوي الاتحادي. ورغم تركيبة باسان الإعلامية والسياسية والإستراتيجية والهدوء الذي يتسم به إلا أن مهمته ليست يسيرة سيما وانه خلف مرة واحدة ابرز رجلين في الحكومة السعيد عثمان محجوب وفي الحزب د. نزار خالد اللذان كانا يملكان خبرة كبيرة في استقطاب المال وتسيير عمل الحزب.

وفي القطاعات تولت د. أمنه محمد جودو وخلفت د. امنة مختار في رئاسة القطاع الاجتماعي والثقافي والتي عينت معتمد برئاسة الولاية .. وهو قطاع حيوي والولاية محتاجة أن تدار ثقافيا للتنوع الكبير الذي يوجد فيها وأمنة من القيادات النسوية المعروفة في الحركة الإسلامية ولها طاقة كبيرة وتمتلك خبرة واسعة في العمل الاجتماعي والطوعي ولها مشاركات خارجية كبيرة وهي عضو امانة العمل الطوعي بالحزب بالمركز العام وعدد من المنظمات المجتمعية. خلف كرم الله حامد ، الشاب محمد عبد الله شيخ إدريس لظروف الاخير الصحية في قطاع التنظيم وقد قفز كرم الله بالزانة حيث تواجد في الحزب قبل نحو عام بينما احتفظ الماحي خلف الله بموقعه في رئاسة القطاع الاقتصادي.

علي مستوي الأمانات كان أبرزها إسناد السياسية لامين الثقافة والفكر عبد السخي عباس عضو تشريعي الخرطوم الذي يعد من اكثر النواب حركة ونشاطا ولا يترك شاردة ولا واردة الا وتصدي لها بنقطة نظام وهو من الشباب المجاهدين ومن أبناء الخرطوم مما خلق له علاقات واسعة وقديمة بالقوي السياسية ورموزها وهو من اشهر الكوادر الخطابية في الجامعات ويمتلك قدرات سياسية وتنظيمية عالية وهو ليس بغريب علي الأمانة حيث سبق ان شغل منصب نائبا لأمينها.. كما جئ بمعمر حمد أمينا للإعلام وهو من الشباب عمل في الاتحاد الوطني للشباب نائبا لامين العلاقات الخارجية لدورتين وهو عضو أمانه شباب الأعمال وشخصية نشطة لكن من الصعوبات التي ستواجه معمر انه مشغول إلى حد كبير بأعماله التجارية الخاصة والإعلام تحديدا يحتاج لتفرغ إلى حد كبير سيما وان الحزب مقبل علي مرحلة البناء والمشاركة في الدستور والاستعداد للانتخابات وبالمقابل كان خروج أمين الإعلام السابق والأستاذ الجامعي د. نضال عبد العزيز من قيادة الحزب مثار دهشة وتساولات سيما أن نضال كان حلقة وصل بين الحزب والحكومة وكان قريبا من الجميع وهو صاحب فكرة تواصل الوالي مع الأعلام التي أطفأت كثيرا من النيران ورسمت صورة إيجابية للولاية كما انه شخصية قوية ومصادمة ومجاهد قاد الحملة الإعلامية للحرب في كردفان وهجليج وشارك في معركة تحرير الأخيرة وهو كادر طلابي متمرس ، ولذلك ربما كان الوالي يدخره لمهمة جديدة .. أيضا من ابرز المغادرين د. نزار خالد الذي ابلي بلاء حسنا في الأمانة السياسية ويتوقع أن ينتقل لأمانة أصحاب العمل وهو رجل أعمال له استثمارات في الحقل الصحي.

وتولي المعتمد السابق الصادق باشاب أمانة الاتصال التنظيمي وكان نائبا لرئيس الوطني بمحلية الخرطوم وخلافا لما هو متوقع احتفظت ابتسام بأمانة المرأة وانتقل النجومي البشري من الخدمات التي تولاها الفاضلابي للأمانة الاجتماعية خلفا للمعتمد السابق والسياسي المخضرم كمال الدين محمد عبد الله في إطار سياسة إفساح المجال للشباب.

ومهما يكن من أمر فان الوالي الخضر رتب الحزب إلى حد كبير وهو تغيير بمثابة تجميل الصورة بعد تعرض حكومته للعديد من المطبات فيما يلي ماكل وترحيل الناس (الخبز والغاز والوقود والمواصلات) وهي ملفات تحتاج أن يفكر معه الحزب ويبقي التحدي أيضا في التواصل السياسي مع الأحزاب بشكل حقيقي.

صحيفة آخر لحظة
أسامة عبد الماجد
ت.إ[/JUSTIFY]