تحقيقات وتقارير

الملاريا الشتوية.. قلق يضاف إلى قائمة الأمراض

[JUSTIFY]الملاريا من الامراض المستوطنة والمنتشرة بصورة كبيرة رغم الجهود المكثفة التي يقوم بها البرنامج القومي لمكافحة الملاريا، إلا أن معدلات الاصابة تتزايد من يوم للآخر، خاصة في فصلي الخريف والشتاء. فالمصادر التي اكدت ذلك، ارجعت الاسباب الى انتشار الحشائش والمستنقعات المائية خلال فصل الخريف، كما افادت بأن زيادة المعدلات في فصل الشتاء وصفت بالشيء الطبيعي نسبة لكمية (المواسير) المكسورة. أليس لهيئة المياه دور في هذا الجانب؟ اين الحملات التي تعمل على رش الحشائش والبرك المائية التي لا يخلو منها أحد الاحياء. أين الحملات المنزلية المكثفة التي تعمل على القضاء على البعوض والحشرات المنتشرة في المنازل؟.
«الوطن» اجرت تحقيقاً وقفت خلاله على الاوضاع الصحية داخل وخارج ولاية الخرطوم فإلى مضابطه:

المطالبة بحملات مكافحة البعوض:
مواطنو محلية شرق النيل يجأرون بالشكوى من زيادة انتشار كميات البعوض التي ادت الى الاصابة بالملاريا، خاصة الاطفال. وقد ارجع المواطنون الاسباب الى عدم وجود حملات لإبادة البعوض مكافحته في«دورات المياه»، وانتشار الحشائش التي تمت في الشوارع نسبة لوجود المياه الراكدة التي نتجت عن كسر المواسير وسط الشوارع، كما اكد المواطنون بأن الاطفال اكثر عرضة للاصابة بالمرض. ومن جانبهم ناشدو الجهات المختصة بالاسراع لايجاد حلول جذرية للحد من انتشار المرض، وطالبوا الجهات المسؤولة بضرورة تحقيق العلاج المجاني لمرضى الملاريا خاصة الاطفال فوق سن الخمس سنوات.

ارتفاع معدلات الإصابة بالملاريا:
اشتكى مواطنون من ازدياد معدلات الاصابة بالملاريا وكثافة انتشار البعوض في محليات جبل اولياء وام بدة وكرري. والتقارير الرسمية التي صدرت من وزارة الصحة، اكدت بأن هناك زيادة ملحوظة في معدلات الاصابة بالملاريا خلال الثلاثة اسابيع الماضية بولاية الخرطوم، واشارت الى انها تلقت شكاوى من قبل المواطنين بازدياد معدلات الاصابة بالملاريا في فصل الشتاء. وارجع الاسباب الى عدم الاهتمام بتجفيف مياه الصهاريج والمكيفات والمزارع، ووجود المصطحات المائية، ومن جانبهم وجَّه المواطنون رسالة الى وزارة الصحة والبرنامج القومي لمكافحة الملاريا لانطلاق حملات رش المبيدات الحشرية للحد من انتشار مرض الملاريا.

ولاية النيل الأبيض والجزيرة تعاني:
اكد عدد من المواطنين من ولاية النيل الابيض «كوستي» وولاية الجزيرة«مدني» خلال محادثات هاتفية «للوطن» ان نسبة انتشار مرض الملاريا خلال فصل الشتاء الحالي، فاقت المعدلات المعروفة خلال فصل الخريف، مشيرين الى أن فصل الخريف هو الفصل المعروف والمألوف لانتشار المرض، نسبة لكمية الحشائش والمياه الراكدة. وقد ابدى المواطنون قلقهم من ان تصبح الملاريا الشتوية شيء طبيعي رغم برودة الجو، وطالبوا الجهات المختصة بالعمل على تضافر الجهود للقضاء على المرض والحد من انتشاره. واضافوا بأن انتشار كمية النفايات المتراكمة في الشوارع ساهمت في تكاثر الذباب والبعوض.

تقريب الأداء خلال 2009-2015م:
وجاء تقرير الاداء لبرنامج مكافحة الملاريا خلال 10 اعوام سابقة ان نسبة الاصابة بالمرض بلغت 3.3% للعام 2012م مقارنة بـ«1.8% العام 2009م، وقد صنفت ولايات القضارف وجنوب دارفور وغرب دارفور بحضور الشركاء الوطنيين ووزارة الصحة الاتحادية. واكد التقرير حدوث انخفاض في نسبة الاصابة بالملاريا 36% وانخفاض الوفيات الى 46% مقارنة مع البرنامج مع العام 2009م وتدني نسبة الاصابة بالملاريا وان البرنامج في طريقه للوصول الى اهدافه. كما نوَّه الى ظهور حالات الملاريا «الفيفاكس»، واشاد التقرير الى ان الاستراتيجية القومية لبرنامج مكافحة الملاريا للعام 2011-2015م، ان تصل التغطية للمعيار العالمي في برنامج المكافحة وتوصيل الخدمات وتوقع التقريب ان تصل نسبة خفض الملاريا الى 50% بحلول العام 2015م وان يتم التبليغ بنسبة الاصابة بالملاريا 100% وان يتم علاج الحالات بنسبة 80%.

29 مليون مواطن معرضون للإصابة:
وزارة الصحة الاتحادية كشفت عن تعرض 29 مليون مواطن لخطر الاصابة بمرض الملاريا بنسبة 80% من عدد 34 مليون نسمة. ومن خلال التقارير التي صنفت ولاية القضارف وجنوب وغرب دارفور انها الاكثر اصابة بالمرض، وتراوحت نسب الاصابة ما بين 8% الى 10% كما اكدت بأن الولاية الشمالية والبحر الاحمر ونهر النيل اقل درجة للتعرض بالاصابة، ووقَّعت الوزارة اتفاقية الوثيقة المرجعية لبرنامج الملاريا مع منظمات الامم المتحدة وشركاء دحر الملاريا في القطاع الخاص لمرجعية اداء البرنامج خلال 10 سنوات والالتزام ببرنامج المكافحة، وذكر دكتور فهد عوض المنسق الوطني لبرنامج مكافحة الملاريا خلال تصريحات سابقة عقب توقيع الاتفاقية ان جملة الدعم العالمي لبرنامج المكافحة في الجولات الثلاث، قاربت الـ30 مليون دولار واكد وجود تحسين في مؤشرات الاداء لبرنامج مكافحة الملاريا خلال 10 اعوام سابقة وتحسين جودة اداء المعامل وزيادة التغطية السكانية بالتدخلات الصحية والزيادة بالتغطية بالناموسيات المشبعة الى 72% وتغطية كل المؤسسات الصحية بالفحص السريع والعلاج المجاني وتفعيل لمكافحة الاطوار اليرقية للبعوض في المدن.

توقعات مصادر:
توقعت مصادر ان يتم استعراض وضع الملاريا من قبل المعتمدين بالمحليات في اجتماع مجلس الوزراء في الوقت ذاته تخوفت من ان يتفاقم الوضع وعودة وباء الملاريا الى المربع الاول وارتفاع معدلات الوفيات خاصة ان مقاومة المواطنين ضعيفة لخلو الولاية من المرض لاكثر من 12 عاماً.

تحقيق/ عائشة عبدالله: صحيفة الوطن
[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. البعوضة جاءت الى الخرطوم من ولاية نهر النيل – وخاصة مدينة عطبرة _ ولو كان للبعوض ثمن – لفازت ولاية نهر النيل وأخص مدينة عطبرة بأكبر عطاء ولزودت خزينة الدولة بمليارات الدولارات واليورو على فكرة هذا اذا كان سعر المليون بعوضة ب واحد سنت ، اما اذا اصابها ما اصاب السوق من غلاء فابشروا بأمارة خليجيه