تحقيقات وتقارير

عرمان وعقار يشعران (بحياء سياسي نادر) إزاء إنهيار (مشروع (السودان الجنوبي) دعك من (مشروع السودان الجديد)!

قالت أنباء ورادة من العاصمة الإثيوبية أديس الأسبوع الماضي إن كل من عرمان ومالك عقار شوهدا فى الأنحاء القريبة من مقر المفاوضات الجنوبية الجنوبية المنعقدة فى الخامس من يناير الجاري. ولم تتوفر أية مؤشرات مؤكدة أو غير مؤكدة عن (أسباب وجود الرجلين) فى مكان لا صفة لهما فيه!
غير أن مصادر دبلوماسية غربية قالت الخميس إن الرجلين كانا يحاولان القيام بدور بين طرفيّ الصراع خارج مقر المفاوضات باعتبارهما (رفقاء سلاح)! غير أن المفاجأة كانت -كما أوردتها المصادر الدبلوماسية الغربية- أن طرفيّ الصراع لم يكونا يتحليان بذات القيم والتقاليد السودانية المعروفة والتي كثيراً ما كانت تندهش لها الأطراف الوسيطة. فقد تعذر حتى إلقاء التحية والسلام بين طرفي الصراع دعك من أن يتحادثا خارج مقر التفاوض.
العبوس والغلظة فى التعامل والفظاظة حتى في الالتقاء وجهاً لوجه كانت أبرز سمات اللقاء الأمر الذي أربك الوسطاء من إثيوبيا وكينيا إرباكاً كبيراً لدرجة تعذر فيها عليهم وضع أجندة مأخوذة من مواقف كل طرف تمهيداً للبناء عليها لاستمرار المفاوضات.
الوسطاء ظنوا تماماً مثلما ظن كل من عقار وعرمان أن التقاليد الموروثة عن السودانيين ربما ما تزال تنبض فى عروق الفرقاء الجنوبيين وأن بالإمكان التحدث الى بعضهما خارج مائدة التفاوض كما كان يجري بين وفود سودانية وجنوبية فى السابق قبل اتفاقية سلام نيفاشا 2005 وبعدها.
ويبدو أن إخفاق عرمان وعقار فى إحراز أدنى تقدم ولو بالجمع بين الطرفين على (مائدة طعام أو شاي) جعلهما يسارعان بالتواري عن الأنظار. غير أن الذي يستوقفنا هنا هو ليس هذا الاخفاق غير المتوقع من جانب المتمردين عقار وعرمان فهي نتيجة بالنسبة لنا كمراقبين كانت متوقعة على أية حال؛ ولكن الذي استوقفنا بحق هو، ما هي أهداف الرجلين اللذين سارعا بالذهاب الى أديس بهذه السرعة وبكل ذاك القدر من التخفيّ؟
الواقع بإمكاننا قراءة الأمر من عدة وجوده، ففي الوجه الأول فإن من المؤكد أن عرمان وعقار وجدا نفسيهما فى ورطة، وهي ورطة وببساطة شديدة تتمثل في (انهيار الحائط والجدران) التى كانوا يتكئون عليها فى حربهم الضروس ضد الخرطوم.
الصراع الجنوبي الدائر أطاش سهام عقل قطاع الشمال أيما طيش إذ أنه وفضلاً عن كونه غير معروف النتائج والمآلات فهو بمثابة (قضاء مبرم) على القطاع والثورية وتركهما لقمة سائغة لدى الجيش السوداني حيث لم تعد جوبا بما هي فيه تملك ترف تقديم الدعم لهذا التمرد أو ذاك، هي تحتفظ بقوتها الآن للدفاع عن وجودها ومعركة البقاء هذه معركة لا مجال فيها لخوض معارك آخرين.
الوجه الثاني عرمان يريد هو وعقار أن يميلا ميلاً سياسياً بدرجة معينة باتجاه طرف من الأطراف فهما يخشيان -بعد إنجلاء المعارك- أن يلقيا اللوم من الطرف المنتصر أنهما لم يساعداه ولم يسانداه رغم المساعدة المساندة المقدمة لهما على طبق من ذهب من جوبا. عرمان وعقار لو كان بيديهما لمالا إتجاه مشار ولكن لا أحد يعرف كيف ستنتهي الأمور!
الوجه الثالث أن عرمان وعقار يشعران (بحياء سياسي نادر) إزاء إنهيار (مشروع (السودان الجنوبي) دعك من (مشروع السودان الجديد)! وهما يحاولان -ولو عن طريق الحلم- تجاوز هذا العراك بأسرع فرصة للعودة سريعاً لمشروع السودان الجديد! ولكن هكذا هي أقدار السياسة لمن يضع البيض كله فى سلة واحدة، إذ لا بد له أن ينظر إليه وهو يتكوم أسفل السلة وقد تكسر وتشقق ولم يعد كما كان!
سودان سفاري

تعليق واحد

  1. ليت البيض وحده تكسر … و لكن الغريب ان الدجاجة نفسها قد (تمعط) ريشها و قد عافتها الديكة …فلن تبيض كما كانت في الماضي …بعد اليوم!!!!!!