قير تور
صاحبة السمسم والثعلب
وضعت السيدة يدها داخل وعاءها وأخرجت قدر الكف من الحبوب وأعطته للثعلب الذي تناول العطية بكل فرح وصار يدعو للسيدة بكل خير، وأكل ما عنده ثم ذهب مكرراً الوعد والشكر للسيدة.
تحرك الثعلب بسرعة وهو يجري حتى تكون هناك مسافة شاسعة بينه والسيدة التي تركها وراءه، ثم قدر المسافة فجاء على الطريق طالباً من النمل التجمع حول فمه حتى يبدو ميتاً وأخبر النمل بالغنيمة التي ستشاركه عندما تأتي السيدة وترفعه إلى داخل وعاء الحمل الذي يسميه الدينكا (ديانج). بعد قليل وجدت السيدة نفسها أمام حيوان على الأرض والنمل متجمع حول فمه مما يدل على أنه ميت، وفعلاً تناولته السيدة على أساس أنه من حظها العثور على هذا اللحم فالدينكا تأكل الميت وليس حراماً عندنا هذا الشئ.
المهم الثعلب داخل الوعاء الذي وضع فيه فعل ما أراد وإنتهى من كل الحبوب بل أنه تعدى إلى السمن ثم نام متظاهراً بالنوم ليبدو ميتاً.وعندما وصلت المرأة البيت أخبرت أهل بيتها بالغنيمة فأستقبلوها يريدون رؤيتها وفعلاً جاء الرجال وأنزلوه وذهبوا إلى مكان معين يريدون سلخه، وكان الثعلب قد حدد مقدماً كيفية سلخ اللحم فيجب غمسه داخل سمن وبعد ذلك يسلخ… وعندما هم صاحب الدار بالسكين يريد قطع رجل الحيوان الذي ظنته ميتاً إنتفض الثعلب وجرى وتحير الموجودون الذين فقدوا حبوبهم وضحيتهم التي أرشدهم إليها النمل.
تذكرت القصة أعلاه والخرطوم تشهد قدوم عدد من الشباب يحملون الأسلحة الثقيلة ويدخلونها بالسيارات الحديثة، وبغض النظر عن إتفاقي معهم أو معارضتهم، فأنا حزين على فقد هؤلاء الصغار الذين راحوا ضحية هدف لم أعرفه حتى الآن: هل كان مطلوباً منهم الإنتحار؟ أم تحقيق شئ معين وما هون فلم يسيطروا على هدف عسكري واحد ولم يستولوا على الحكم ولا القيادة العامة بل يجهلون الخرطوم تماماً؟.
تذكرت القصة أعلاه لأنني أتخيلهم وعدوا بأن الحالة في الخرطوم (تمام التمام) وبمجرد دخولهم فالسيطرة تؤول إليهم ولا مقاومة تذكر تلاقيهم.. وهذا واضح جداً في حديث الناطقين باسم حركة العدل والمساواة اللذين أكدا بأن السيطرة على الخرطوم مسألة وقت ليس أكثر.أو أن قائد العدل والمساواة يراهن على عنصر رد الفعل البطئ الذي ينتج عن فشل العملية وهو بالتالي يعرف نتائج العملية (الفشل) لكنه يدرك بأن ردود الفعل ستكون عنيفة على العرقية التي تتكون منها حركته وهو بذلك سيجبر الكل على إتباع الإثنية في التعاملات وبذا حقق هدفاً بعيد المدى.[/ALIGN]
لويل كودو – السوداني – 2008-05-13