جماهير تقلي خيّبت ظن الفلول واصطفت خلف الأمير لاستقبال الوالي
مبررات التحريض والسعي لإفشال الزيارة كان يستند بالأساس على احتجاجهم على طرد أحمد المنصور من وكالة إمارة تقلي بعد قرار الوالي الذي جاء درءاً للفتنة التي ظل ينفخ في قربتها الوكيل المطرود، ومنها إثارة نعرات عنصرية وتنسيقه المتواصل مع الحركة الشعبية لضرب النسيج الاجتماعي المتماسك منذ مئات السنين، وتبني أفكار هدامة، وهذا في تقديري ليس هو السبب المباشر لهذه الدعوات الهوجاء فحسب، وإنما هذا السبب هو «قميص عامر» الذي لبسوه للإيهام، لكن السبب الحقيقي الصدمة غير المتوقعة التي تلقاها أنصار الحركة الشعبية والطابور الخامس وتجار الحرب بسبب الهزائم المتوالية للحركة الشعبية في المنطقة والانتصارات الكبيرة التي حققتها القوات المسلحة والمجاهدون من خلال عمليات الصيف الساخن، التي طهرت المنطقة من فلول الخوارج والمتمردين، هذا هو السبب الحقيقي وراء هذه الحملة والتباكي الذي نراه ونسمعه هذه الأيام. لم تجد دعوة مقاطعة زيارة الوالي إلى العباسية أذناً صاغية من قبل المواطنين، وإنما حدث العكس تماماً، حيث زحفت الجماهير باعداد وفيرة من ريفي العباسية والمحليات الأخرى وذلك لأن الناس هناك قد ملوا من فوضى الحركة الشعبية وشعاراتها «الفالصو» واكتووا بنيران حربها ونهبها وما احدثته من خراب ودمار في بنية المنطقة الشرقية بمحلياتها الثماني، والآن أدركوا نعمة الأمان والسلام بعد أن رأوا الموت والشر حُمر أظافره.. تدفقت الجماهير رجالاً ونساءً وشباباً وطلاباً إلى الميدان الكبير وسط المدينة في حشد غفير لاستقبال الوالي وعدد كبير منهم خاصة الشباب والطلاب والنساء كانوا يحملون علم السودان ويلوحون بالسلام.
هبط الوالي مطار العباسية على رأس وفد كبير شمل تقريباً كل حكومة الولاية.. حيث شمل وفد الوالي الدكتور بابكر أحمد بابكر وزير التربية والتعليم، والمهندس إبراهيم حامد جقر وزير التخطيط العمراني، والمستشار علي دقاش مستشار الوالي للحكم المحلي وتنمية الموارد البشرية، والمستشار محمد آدم تكلوم، والمستشار على مؤمن موسى ومعتمدي الرئاسة الثلاثة خالد مقدم جودة، بيلو محمد صالح، وحسين جمعة مؤمن، ومفوض الشؤون الإنسانية هرون، ولجنة أمن الولاية المكونة من اللواء هبيلا مقدم هبيلا مدير الشرطة والعميد النقي مدير جهاز الأمن، والعقيد إدريس مدير الاحتياطي ، وقائد الدفاع الشعبي، وكان في مقدمة استقبالهم معتمدو المحليات الشرقية بقيادة معتمد العباسية تقلي سعادة اللواء ركن «م» عبد الله عبد الصمد عبد الله ومعتمد محلية التضامن محمد يحيى الإمام ومعتمد ابوجبيهة بابكر محمد شريف ومعتمد الليري الشيخ بوش، ومعتمد تلودي علي دفع الله، وقائد القيادة المتقدمة بالعباسية ومدير جهاز الأمن ومدير الشرطة ومنسق الدفاع الشعبي والقاضي المقيم والشيخ مختار آدم جيلي أمير إمارة تقلي وأمين أمانة المؤتمر الوطني بمحلية العباسية عبد القادر أحمد عبيد الله «التلب» وأركان حربه ود. ياسر ميرغني وعدد من قيادات الشباب والطلاب والمرأة وشيوخ الطرق الصوفية وقرشي إبراهيم شجر وإبراهيم عوض المأمون، وأبوعبيدة الحاج عبد الله، والنور عبد الله محمد نور، ومختار أحمد النور «شنان» وإبراهيم محمد المك «وأحمد السيد أقومي، وإبراهيم محمد ابراهيم الأمين السياسي، ملازم شرطة منذر ابراهيم البدوي مدير مركز الرقم الوطني بالعباسية وزميله ملازم شرطة محمد البدوي علي الزبير ولجنة الإعلام بقيادة الأستاذ آدم الطالب التي أبدعت في التقديم وإدارة الاحتفال، وقيادات المرأة بالمحلية والإخوة المعلمون والمعلمات والتلاميذ.
إدارة الاستقبال ولجان التنسيق برئاسة المعتمد نجحت في حسن الاستقبال والتنظيم والإدارة وكرم الضيافة بصورة جعلت الاحتفال سلساً ومرتباً نال الاحترام والتقدير في وقت وجيز من إعلان الزيارة، الأمر الذي يؤكد أن جهوداً مقدرة قد بُذلت بالتعاون مع وفد أبناء المحلية بولاية الخرطوم بقيادة عيسى أزيرق وعلي ابراهيم ترك، هذا وقد غطى فعاليات الزيارة وفد إعلامي كبير من صحافة وإذاعة وتلفزيون ووكالة السودان للأنباء.
إبراهيم محمد إبراهيم الأمين السياسي للمؤتمر الوطني بمحلية العباسية تقلي ثمن انتصارات القوات المسلحة، وقال إن هذه المحلية تمثل عمقاً استراتيجياً بنسيجها الاجتماعي، ودعا إلى أهمية تنظيف طاسي والجبل من التمرد، وقال إن هذه الحرب لا علاقة لها بالصراع القبلي، ولكنها موجهة ضد الإسلام والسلام الاجتماعي، وأكد قيام مؤتمر للإدارة الأهلية بإمارة تقلي، وحث على أهمية تنظيم العلاقة بين الرعاة والزُراع، وأشار إلى أهمية الوقوف مع نازحي إدارية الموريب وسوق الجبل، وقال: هناك خريطة طريق لتنمية المحلية، وشدد على أهمية اكتمال الطريق الدائري، ولفت النظر إلى أهمية الاستفادة من مشروع حصاد المياه، وأشار إلى أهمية سدي جرواية وسوق الجبل، وهنا نضيف أيضاً أهمية سد «أم دحليب» بالموريب، وطالب الأمين السياسي بقيام كلية للتنمية البشرية بالمحلية، ودعا إلى الاهتمام بالمستشفى الذي يعاني نقصاً في الأشعة وغرفة الحاسوب ووابور إضاءة، وأشار أن بالمحلية 150 مدرسة بها أكثر من 1000 معلم ومعلمة، ولذا طالب بدعم التعليم ودعم كهرباء المدينة، وقال: نطالب بوصول التيار الكهربائي القومي، وتطرق إلى نقطة في غاية الأهمية وهي أن حركة النزوح بسبب الحرب عطلت الزراعة، لذلك طالب بتوفير مخزون استراتيجي لسد حاجة المواطن، ودعا إلى رعاية المرأة والشباب وايجاد فرص للتمويل الأصغر، وأكد أهمية استقرار جنوب السودان بالنسبة للولاية عامة، وهنأ الوالي بفوز طلاب الولاية بالدمازين من خلال الدورة المدرسية، وشكر أهل القرى والأماكن النائية الذين جاءوا لاستقبال الوالي، حيث جاءوا من الموريب بقيادة النور عبد الله محمد نور، ومن أم مرحي بقيادة الشيخ الأمين الشيخ الخليفة أحمد أبو القاسم وآدم عبد الرحيم «يايا»، ومن طوطاح بقيادة محمد علي بليلة ومن محليتي الرشاد والتضامن وسوق الجبل ومناطق أخرى.
العمدة آدم عمر اسماعيل «الدّولَتي» تحدث باسم امارة تقلي وممثلاً للإدارة الأهلية، قال: نرحب باسم الامير والإمارة بكم في هذه الزيارة التي جاءت متزامنة مع احتفالات البلاد بأعياد الاستقلال، وقال: نحن في هذه الامارة منذ 5 قرون نعيش لا فرق بين تقلاوي وهلباوي وكناني ومسيري وداجاوي وفلاتي وكاهلي وبرقاوي وغيرهم، وقال: سوف نقيم في قادم الأيام مؤتمراً للتعايش السلمي والاجتماعي.. كلام العمدة آدم عمر هذا يكتسب أهمية من كونه متحدثاً باسم امارة تقلي وبحضور الأمير الأمر الذي يدحض افتراءات وتوجهات أحمد المنصور العنصرية التي اكتسبها من الحركة الشعبية ويعزل الجماعة الضالة التي تتاجر هنا في الخرطوم باسم امارة تقلي وتنشر البيانات الفاسدة، وقد أكد الأمير نفسه أنه بريء من هذه الجماعة، وهذه الجماعة هي من فلول الشيوعيين وبقايا الحركة الشعبية والطابور الخامس.
اللواء الركن «م» عبد الله عبد الصمد معتمد محلية العباسية تقلي بدأ حديثه بقوله في سبيل الله قمنا نبتغي رفع اللواء، وقال: هذه أول زيارة للأخ الوالي لمدينة العباسية تقلي، وتقلي نموذج للتعايش بين النوبة والفلاتة والكواهلة والمسبعات والتعايشة وأولاد حميد والمساليت وبرقو وكنانة، وهذا النسيج أحد رواد الحركة الوطنية أيام النضال ضد الاحتلال، وقال: نثمن جهود أمير تقلي الذي ظل يعمل صامتاً لخير هذه المنطقة، وقال فيما يلي المحلية: هناك ثلاثة محاور الأول المحور الأمني أهم ما فيه دخول الحركة الشعبية كالنج والموريب وطاسي وام مرحي، حيث جندوا الأطفال قسرياً وآذوا الكبار والآن طهرناهم وهناك جيوب من الخونة والمارقين في الجبل الغربي وسنطهرهم قريباً.
ثانياً: المحور الاجتماعي فيه نتلمس الارتقاء بحياة مواطني المحلية، ثالثاً المحور الخدمي وفيه وفرنا المياه بحفر آبار في عدد من القرى و صيانة المضخات، وحققت المحلية كثيراً من النجاحات في الدورة المدرسية، وأكد أن محلية العباسية تقلي غنية بالزراعة والغابات والحيوان والمراعي، وقال المعتمد: ندعم مشروع الزواج الجماعي بالمحلية، وسنحارب الجهوية والقبلية وندعم السلام الاجتماعي، وأكد ـ أيضاً ـ قيام مؤتمر الإدارة الأهلية لبناء ما هدمته الحركة الشعبية، ودعا أبناء المحلية من حاملي السلاح إلى تحكيم صوت العقل وحيّا القوات المسلحة والمجاهدين والدفاع الشعبي على الانتصارات التي تحققت هذه الأيام، وقال: نأمل أن تنعم المحلية بالأمان والاستقرار، وجدد ترحيبه بالوالي ووفده.. ومن خلال حديثي مع الأخ المعتمد بدا مسروراً وراضياً عن ما حققته الزيارة من مقاصد واستقبل الوفود بشجاعة وابتسامة وتواضع وقد رأيته يشرف على ضيافة الوفود بنفسه.
الحضور الجماهيري كما أشرت كان حاشداً وكبيراً تمرد على دعوات الفلول بمقاطعة استقبال الوالي، بل إن الجماهير تفاعلت كثيراً مع خطاب الوالي الذي اتسم بالجدية وجاء ملبياً لأغراض الزيارة وأكثر فيه الوالي من توجيه الاسئلة مباشرة إلى الجماهير كسؤاله من الذي أوقف العمل في الطريق الدائري؟ من الذي هدم المساجد في طاسي وبنى كنيسة؟ من الذي فطر الناس في نهار رمضان في طاسي؟ من الذي ذبح الناس في الموريب في شهر رمضان؟ من الذي اغتال المعلمين في مدرسة كالنج؟ وغيرها من أسئلة كثيرة طرحها الوالي الأمر الذي فجر الشجون والمآسي في نفوس الجماهير التي هتفت باحلال السلام وطرد الفلول ودعم القوات المسلحة ومحاصرة الطابور الخامس، واصطفت خلف امير تقلي الذي كرم الوالي وآخرين، وهذا ما نتناوله مفصلاً مصاحباً لتفاصيل خطاب الوالي في مقال تالٍ بإذن الله تعالى.
صحيفة الإنتباهة
وقيع الله حمودة شطة
العباسية تقلي، هي أمدرمان كردفان عموم، زرتها أكثر من مرة لأخ عزيز (د.صلاح ياسين كوكو) وأخوانه، أسأل الله أن تنعم دائما وأهلها بالسلام الدافئ