تحقيقات وتقارير
باولينو يحنّ إلى رفاقه: حقّ الخوة والجيرة..

جدلية الموت والحياة تبدو كما جدلية العبور إلى داخل حدود السودان القديم، حيث عاشت أكثر من ربع قرن، قضتها هنا تحمل الجواز (الأخضر)، باعتباره شارة مرور.. غاب حين حاجتها الماسة إليه، أو غيب بفعل صناديق، اختارت الفراق ذات صباح..
اعترفت القادمة من الجحيم بأنّها أحد الذين اختاروا تغييبه وإبداله بآخر.. واقفة أمام الخط وكأنها تستبق عبارة المكلف بالحراسة “نحن اخترنا الانفصال.. هي غلطتنا التي يجب علينا دفع فاتورتها الآن”.
الآلاف من العالقين جنوب الخط الفاصل في منطقة جودة الحدودية يرافقهم سؤال ظن الجميع أن الإجابة تمت عليه بمجرد عملية التسليم والتسلم (للرايات) نهار التاسع من يوليو في العام 2011، وبقي الكل في بحثه عن دولتين قابلتين للحياة قبل أن تقطعها الحرب المشتعلة بين (سلفا ومشار).
* يمّة السودان انفصل
متكومون في أحزانهم يرهقهم أكثر الانتظار لقرار سياسي يفتح لهم باب الولوج إلى السودان، أو قرار سياسي آخر يمهره المتصارعون في جوبا، يعلنون من خلاله الوصول إلى ميس السلام، فيعودون إلى الديار التي تركوها خلفهم. راهنهم يقول: (السد أمامك والحرب خلفك) فقط اختر مكانك ثم احترق.
الشابة في حديثها لـ(اليوم التالي) بدت ناقمة على خيار الانفصال ولكنها مجبرة، كما الجنود في الخط على التعاطي مع مترتباته، كما يفعل ذلك النظامي حين وصوله لمحطة الحافلات في جودة، وهو ينظر لو أن ثمة متسللا حتى تتم إعادته من حيث أتى؛ ثمّة احتجاج من سيدة في الخمسين من عمرها تحاول إثناءه عن فعله يرد عليها سريعاً: “يمة السودان انفصل والجنوب بقي دولة قائمة بذاتها ونحنا بنأدي في واجبنا”.. اكتفت بصمت غير المقتنع بما آلت اليه الأوضاع..
عموما مشهد الأحزان المنقول من العالقين جنوب الخط الفاصل ينقل معه مشهداً آخر يتعلق بالسؤال حول ما حدث في السودان القديم؛ هو نفسه سؤال الانفصال بمتعلقاته السياسية وبأبعاده الاجتماعية.
* هو اللي اختار دنيتو
أحد الناقمين على الزحف الجنوبي باتجاه الشمال في الخط نفسه يعتبر أن ما حدث في الاستفتاء كان حاسماً لكل القضايا وعلى الجنوبيين (أن يلولو محن جنياتهم) بعيداً عن السودان! لربما كان حديث الرجل (الواقعي) يرتسم في وجوه أخرى بدت غير قادرة حتى على الحديث مع الجنود في الخط، وهم يبحثون عن مبرر لدخولهم. في المقابل فإنّ اختيارهم الرحيل شمالاَ نفسه خيار قد يقرؤه البعض في أحاديث ما قبل الاستفتاء، وهم يشيرون إلى أن الجنوبيين صوتوا بأقدامهم (للوحدة)..
في تفرّسك في الوجوه هناك ربما تنظر حالة من عدم الرضاء عن المشهد كله؛ فالبعض كان ينظر إلى حديث البشير في جوبا بأنه مدماك في جدار الوحدة الجديدة، بعد أن تحطم القديم، وهو ما يبرز في صور أخرى، قام بها الذين يقطنون هناك.
* أوان الجري
أحد شباب جودة قال لـ(اليوم التالي) إنّهم سيقتسمون لقمتهم مع الآتين مع النيل الذي يزرعون الأرض على شواطئه وكأنّه يستعير عبارة امبيكي: “إن النيل لن يغير اتجاه جريانه”، لذا قالت تلك الأربعينية وهي تحاول اللحاق بأسرتها في الخرطوم إنها “حين جاء أوان (الجري) لم تجد سوى الاتجاه الشمالي”، فهنا يوجد الأمان الذي تم تبديله في وقت سابق.
حالة الإحساس العام بالأزمة التي يعيشها العالقون هناك تخبرك بأن المصير السوداني ما زال يتألم بامتداد النيل، وأنّ مبادرة “حقّ الخوة والجيرة”، في حقيقتها لم تكن سوى مبادرة (للخوّة) فقط وأنّ الثوب الملفوف في انتظار شارة الدخول هو نفسه تعبير عن سودانيّة أخرى.
* المضطر يركب الصعب
الحرب التي عادوت اشتعالها والأرقام التي تجاوزت الأرقام التي سقطتت طوال سنوات الحرب بين الشمال والجنوب وغياب الأمن والاستقرار وحالات السلب والنهب ومعها الأزمات الاقتصادية، كلها ربما تجعل الكثيرين يلعنون اللحظة التي اختاروا فيها المغادرة لقيام دولتهم الخاصة بعيداً عن حضن السودان الكبير..
سيدة أخرى تخبرك بأن العيش لاجئا وبسلام في الشمال أفضل من أن تكون نازحاً أو حتى مواطناً في الجنوب، لكن آخر يأتيك بصوت مختلف، وهو يعتبر أن قيام دولة خاصة بهم، كان حلماً تحقق، وأن عودتهم الآن تأتي في إطار أن (المضطر بيركب الصعب)، وهو أمر يضيف سؤالا: لماذا لم يختر سوى الاتجاه شمالاً؟ ليردّ بدارجية سودانية بدت محبّبة له: “جناً تعرفوا ولا جناً ما تعرفوا”!
دع كلّ ما سبق جانباً؛ استمع لقصّة باولينو بسنوات عمره الثماني عشرة.. اليافع تبدو حكايته مختلفة عن الكل؛ فالصبيّ القادم من فلج التي لم تصلها الحرب حتى وصوله حين سألته عن سبب اتجاهه شمالاً، قال إنّه يشتاق لزملاء الصبا في شوارع الحاج يوسف، وحين سماعه بنبأ فتح الحدود انطلق سريعاً يحمله الشوق إليهم، وربما الحنين لأيام الوحدة الخوالي!
إلى هنا انتهت القصص القادمة من هناك دون أن ينتهي جدل التاسع من يوليو الذي يأتي حتى والسدود تقف أمام الداخلين وهو ذات الجدل الذي يعيدك إلى نقطة ما قبل الوصول إلى الصناديق بعد أن فشل السودانيون في منح التاريخ فرصة ربما كانت ستكون فرصة في مستقبل خال من الحروب المتدثرة برداء القبيلة
جودة – الزين عثمان: صحيفة اليوم التالي
[/JUSTIFY]
[FONT=Arial Black][SIZE=5]رغم الماساة لا اجد نفسي متعاطفا معهم….فقط اتمني لهم كل الخير وادعو الله ان تتوقف الحرب حتي لا تهدر دماء الانسان…لكن خلاص (خالتك وخالتي واتفرقو الخالات)[/SIZE][/FONT]
براااااهم انفصلو
شعب انانى جدا ظن انه سوف يتمتع بالبترول لشرب المريسة وعمل الموبقات
وسمع كلام موسفينى ان الجلابة سبب بلاكم
ومادرى موسفينى انهم هم سبب البلاوى من قتل الى اللون
اتمنى ارجاع الزغاوة الى الصومال بلدهم الاصلى
وان نعمل سلك شائك مكهرب بيننا وبين صناع الخمور لاننا مافاضين ليهم زاتو
موسفينى ايدتموهو واهو قتلكم وسودان جديد
موسفينى الان ضم ارضكم الى اوغندا يارعاع
[B] [FONT=Wingdings]لن أتعاطف معهم … بالرغم من أننا شعب عاطفي حتى النخاع
ولن ننسى مرارة … باي … باي سودان …. باي …. باي
خرطوم … الأيام دول … والوطن الكبير كان حاميهم … فقط أتمنى
لهم السلام … والأمان … حتى حرب الجنوب التي إمتدت أكثر من خمسين
عاماً … لم تشهد هذا التقتيل … والتنكيل والدما ر
براي سويته في نفسي … وعلى نفسها جنت براقش … كانوا آمنين
في الجنوب والشمال والشرق والغرب … في بيتهم الكبير السودان
وعندما ظهر البترول … أرادوا أن يستأثروا به …ونصحهم
كبارهم من أشباه المتعلمين بالتصويت للإنفصال .. وما دروا ما هو
الإنفصال[/FONT] ؟[/B]