تحقيقات وتقارير
جوبا والخرطوم.. دقّت ساعة القلق
تحقيق المجازر
بعد أن أعلنت الوساطة الإفريقية (إيقاد) عن تسلم الطرفين لوثيقة نهائية لإيقاف إطلاق النار وأعطتهم المهلة ليومين لتوضيح موقفهم من القضايا المطروحة قيد التفاوض، في خضم ذلك قرّر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، تشكيل لجنة تحقيق حول مزاعم الانتهاكات الإنسانية في دولة جنوب السودان، وتعهد بتقديم كل من يثبت تورطه في انتهاكات للمحاكمة والعقوبات، وأقر عقد قمة طارئة في 29 يناير الجاري حول الجنوب. وبحسب بيان أصدره المجلس فإن حكومة الرئيس سلفاكير ميارديت، والمتمردين بزعامة نائبه السابق رياك مشار، يتحملان مسؤولية حماية السكان المدنيين، وفي ذات السياق يأتي إعلان الأمم المتحدة عن تشكيل لجنة تحقيق في مجازر جماعية تمت في جنوب السودان، بجانب أن الاتهام بتجنيد الأطفال للقتال الدائر يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة تحيط بالموقف. وبحسب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إيفان سيمونوفيتش، في ختام زيارة لجنوب السودان، فإن “فظائع جماعية ارتكبت من قبل الطرفين”، وأضاف أنه تلقى خلال زيارته لجنوب السودان تقارير عن مجازر جماعية وإعدامات ميدانية واعتقالات عشوائية وإخفاء قسري وعنف جنسي وتدمير واسع للممتلكات واستخدام للأطفال في النزاعات. وعلق سيمونوفيتش على الأوضاع في البلاد قائلا إن شهراً من النزاع أعاد جنوب السودان -الذي انفصل عن السودان قبل ثلاثة أعوام- عقداً إلى الوراء، مضيفاً أن الأزمة التي بدأت سياسية أخذت بعداً عرقياً داخلياً، ويرى مراقبون أن دور الأمم المتحدة التي تعتزم القيام به رغم أهميته يصطدم بعقبة تخوف الأطراف من سيناريو المحكمة الجنائية الدولية، التي تعرض القادة لتساؤلات، وهي أزمة قد تعوق إحراز التقدم في التفاوض، كما أن المشهد النهائي للأزمة يعوق إمكانية التوصل لتسوية سلمية.
معارك النفط
على الأرض لا زالت المدفعية هي العامل الحاسم في مآلات الصراع في جنوب السودان، ولم تنجح الإيقاد في ضغط الأطراف للتوصل إلى إيقاف إطلاق النار على الأقل، رغم مرور أكثر من شهر على اندلاع الحرب، فقد نجحت قوات الجيش الشعبي في استعادة السيطرة على بور وبانتيو من قوات مشار، لكن حقق مشار تقدماً من نوع آخر، عندما سيطر على مدينة (ملكال) عاصمة أعالي النيل، التي تعتبر أكبر منتج للنفط بحوالي 200 ألف متر. ويقول فيليب أقوير إن الجيش الشعبي دخل مدينة بور التي تبعد حوالي 200 كلم شمال العاصمة جوبا، مشيراً إلى أن “قوات جيش جنوب السودان هزمت أكثر من 15 ألفاً من رجال رياك مشار”.
تقرير: محمد حمدان
صحيفة السوداني
[/JUSTIFY]