رأي ومقالات

ثقافة بيع الحلفاء في السياسة الأمريكية

[JUSTIFY]امتاز هنري كسينجر وزير الخارجية الأمريكي الأسبق بالسخرية والهزل والدهاء في آن واحد ومن رأسه خرجت فكرة” الوجود الأمريكي” في الخليج العربي ” بشكل مستمر” . هنري اليهودي الأصل تحدث مع الصحفي المصري المعروف محمد حسنين هيكل حول الدور الأمريكي في المنطقة والمصالح التي تغذي ذلك الدور وتكسبه الحيوية والاستمرارية .. ولا تراعي فيه أمريكا أحياناً كثيرة خصوصيات وتركيبة المنطقة وتاريخها ومعتقداتها..

هنري رد علي هيكل قائلاً: ” لا تحدثني عن دين أو تاريخ أو خصوصيات أو غيرها من أشياء فهذا يتضاءل كله أمام مصالح أمريكا..!!

لم يكن هنري في حاجة لان يقول ما قاله فاقل الناس دراية بالسياسة الخارجية لأمريكا يعلم ان أمريكا ” الدولة العظمي” لا تهتم كثيراً بشئ اسمه “أخلاقيات” الفعل السياسي بل ان سياستها برمتها تسقط الأخلاق وتضع المصالح بديلاً لها.
أمريكا تدمي آذان الدنيا بحقوق الإنسان وهي التي تنتهك هذه الحقوق في أي مكان في الدنيا تطأ عليه قدماها والتاريخ المعاصر مملوء بالفعال السيئة التي انتهكت بها أمريكا حقوق الإنسان والكتاب الأسود لهذه الأفعال يئن آلاف الصفحات التي تحكي جرائم أمريكا ضد حقوق الإنسان.

احتلال فلسطين وما يفعله الإسرائيليون ضد الشعب الفلسطيني حقائق دامغة تثبت كذب أمريكا في قضايا حقوق الإنسان والحرب ضد العراق وأفغانستان ” نموذج حي” آخر و القنص بالطائرات بدون طيار والتصفيات التي تطال التنظيمات الإسلامية في كل الدنيا ” شاهد آخر” .. و.. ما تعرفه البشرية بأكملها!!

وأمريكا تدعي ريادة العالم في الحريات والديمقراطية الليبرالية وفي ذات الوقت تشارك في قتلها في دول كثيرة وما حدث في الجزائر ” حقيقة تاريخية” باقية في الذاكرة العربية وما يجري في مصر الآن ” يفضح” الادعاء الأمريكي وأنشطة مخابراتها الأخطبوطية (C.I.A) علي نطاق العالم تكفي وحدها لدحض الكذب الأمريكي.

كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة ساهمت بقوة في كتابة التاريخ الأسود للسياسة الخارجية لأمريكا وكل إدارة تتفوق علي سابقتها في الأفعال السيئة ولم يكن في مقدور رئيس أمريكي واحد أن يخطف إعجاب شعوب العالم ولو لفترة أسبوع واحد كأنما هم متفقون ألا يسجل للبيت الأبيض أو تعلق علي جدرانه مفردة اسمها “احترام” تكون صادرة من سكان الأرض لذاك الرئيس الذي يجلس داخل البيت الأبيض.. السياسة الخارجية لأمريكا لا تعترف بالدين والتاريخ وحقوق وحريات الآخرين.. تماماً كما شهد هنري بذلك للتاريخ الإنساني .. وأمريكا أيضاً لا تحترم علاقاتها مع من تسميهم “الحلفاء أو الأصدقاء” في أي مكان في العالم..لان الحلف والصداقة في مفهوم أمريكا تعني المصلح ولا شيء غير المصالح وهي تمتاز بالسرعة الفائقة في التخلص من الحليف أو الصديق متي ما وجدت آخر غيره تتوفر لديه مصلحة اكبر من سابقه..

أليست هي أمريكا التي أشاحت بوجهها عن شاه إيران محمد رضا بهلوي حليفها الأكبر في الشرق الأوسط والخليج وأهانته بعد سقوط نظامه؟! أليس هي أمريكا التي لفظت عملاءها الذين جاءوا علي دباباتها الي كابل بعد سقوط حكم طالبان ؟! أليس الحال البائس الذي ينعم به حامد كرزاي في كابل يدل علي شكل الوفاء الأمريكي ؟!

وأين حلفاءها الذين دخلوا بغداد في زفتها بعد سقوط صدام حسين؟! الم تقدم العراق علي طبق من ذهب لإيران؟!
وهي ذات أمريكا التي تخلت عن حليفها وصديقها نميري وهي ذات أمريكا التي نفضت يديها عن حسني مبارك ثم تفرجت علي ذهاب د. مرسي علي وقع دبابات السيسي ولم يحزنها ان تجهض ديمقراطية 25 يناير في مصر!!

والآن تذهب أمريكا في هجرة مريبة الي إيران وتكاد تشطب من مفكرتها علاقاتها التاريخية مع دول الخليج العربي؟!
سوق غريب تبيع فيه أمريكا علاقاتها وأحلافها وتري وتصمت علي ما يحدث في سوريا من مذابح ضد الإنسانية وتترك تهديداتها للأسد بعد أن ضمنت تجريده من سلاحه الكيميائي وتضع يدها في يد روسيا لمنع انتصار الثورة الشعبية في سوريا..
أمريكا لا تريد الديمقراطية في المنطقة العربية خوفاً من الإسلام لكنها لا تصرح بذلك.. رغم ان المسلمين لم يذهبوا في يوم من الأيام ليقاتلوا أمريكا في وطنها بل هي من يأتي ويقاتلهم؟!

أمريكا سكتت علي تدخل حزب الله في سوريا ولم توصمه بالمنظمة الإرهابية!! أمريكا تفشل في المصداقية أمام شعوب العالم ولهثها وراء مصالحها قتل فيها ميزة الدولة العظمي المثالية أمريكا تخدع كل إنسان حتي إن ناولها مصلحة بيده اليمني طائعاً مختاراً..

أمريكا الآن لا تصلح ان تكون شيئاً جذاباً في أي شيء!!

صحيفة ألوان
فتح الرحمن النحاس
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. ليها حق تعمل الدايرو في ظل الانبطاااااااح العربي و خصوصا السعودية و الدولة العميلة مصر
    العرب خذلو فلسطين و اولهم مصر
    العرب خذلو صدام و اولهم السعودية و اليوم بتمنو وجود صدام حسين
    العرب خذلو السودان و اولهم مصر و ليبيا القذافي و السعودية
    اذا كان العرب يتأمرو على بعضهم امريكا ما ليها حق تعمل حسبت مصلحتها في المنطقة