شال المادة

ينقصونه درجاته بحجة أنه إذا أحرز طالب الدرجة الكاملة في مادة ما.. فهذا يعني أن الأستاذ مُقصر في وضع امتحانه.. القليل فقط من الأساتذة لم يقع في فخ التطفيف هذا.. والغريب أن المقياس في بعض الجامعات أنه كلما سقط في المادة طلاب أكثر.. هذا يعني أن الأستاذ ممتاز.. والعكس هو الصحيح.!
لا أتحدث عنهم بعدم احترام أستاذة الجامعات الأجلاء.. فمنهم من درستُ على يديه.. واستفادت من علومهم أجيال هم الآن قوام البلاد.. ولكن لابد من التنبيه لأمر جد مهم.. إنقاص طالب ما -ولو واحداً- درجة من درجاته بغير حق.. يعتبر ظلما وتطفيفاً للميزان.. إذا أن المطففين الموعودين بالويل (وقيل أن الويل هو وادي في جهنم والعياذ بالله).. المطففون ليسوا هم فقط الذين ينقصون وزن السكر أو مكيال الدقيق أو ما شابه ذلك.. بل نقص درجات الطلاب يدخل في ذلك.. والله أعلم.. وسيأتي هذا الطالب ويقف مطالباً بدرجته التي خُصمت بغير حق في يوم لا ينفع مال ولا بنون.!
إذا وقف الأمر على طالب واحد أو إثنين أو حتى ثلاثة فالأمر هين.. المصيبة قد تجد أستاذاً في جامعة ما يقوم بإسقاط دفعة كاملة طلابها وطالباتها بالمئات يسقطهم في مادته.. ويتسبب في إرجاع كثير منهم سنة أو أكثر إلى الوراء.. ومنهم من يترك الجامعة بسبب ذلك.. والذي يعيد العام الدراسي.. يتعب أهله مرة أخرى في مصاريف دراسته.. في زمن صار المرتب فيه لا يكفي لكل مصاريف البيت.. إلا إذا كان ما نعنيه هو بيت شعر جاهلي.!
من المنطقي أن تكون الأسباب التي يُسقط فيها الأستاذ طالبه هي أنه ضعيف في المادة.. ولكن منهم من يسقطه لأسباب شخصية.. منها أن بعضهم يسقط طالبه لأنه إعترض رأيه في مسألة ما.. وفي جامعتنا كان لدينا دكتور يسقط أي طالب يجده ماشياً أو جالساً مع فتاة جميلة.. فتأمل.. أحد زملائي كان (يباري) حسناوات الكلية.. كل يوم تجده ماشياً مع فتاة أجمل من سابقتها.. صاحبي سقط في مادة الدكتور.. وبلغة الجامعة (شال المادة).. بعد أن شال الريد.. وشال ودّو.. تخرجنا في العام 2006م وهو حتى كتابة هذه السطور لم يتخرج.. وأفادني بأن تخريجه سيكون في العام 2013م.. ولعل ذلك نتيجة لنقل الدكتور لجامعة أخرى.. والله أعلم.!!!

اسامة جاب الله