ضياء الدين حسين.. القيادي في “حركة الإصلاح الآن”: حوارنا مع “الوطني” نسمع به من الصحف
**
* نبدأ أوّلاً بسؤال عن طبيعة تكوين حركة الإصلاح الآن؟
– الذي يتبادر لأذهان الكافّة بمجرّد ذكر اسم حركة الإصلاح الآن هو صورة د. غازي صلاح الدين، حسن رزق، أسامة توفيق، د.فضل الله أحمد عبد الله.. إحداث هذا الربط التلقائي بين (الإصلاح الآن)، وبين الحركة الإصلاحيّة، والمؤتمر الوطني، وصحيح أن هذه المجموعة هي صاحبة مبادرة الإصلاح التي فجّرتها في المؤتمر الوطني، وهي فكرتها، لكن الحركة الآن تعبّر عن حزب جماهيري، وتيّار عريض يشمل في عضويته كل أطياف الشعب السوداني؛ من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وأؤكّد أنّ نسبة عضوية المؤتمر الوطني ومن لديهم خلفيّات إسلامية ضمن مؤسّسي حركة الإصلاح الآن لا تتعدى الـ(10 %). والحركة تخاطب قضايا جوهرية تهم الإنسان السوداني، لذلك حقّقت استجابة كبيرة من الشعب السوداني، بكل تيّاراته ومن غير المنتمين.
* هل المرجعية الخاصة بالحركة هي مرجعيّة إسلاميّة؟
– وثيقة تأسيس الحركة هي التي تحدد مرجعيّة الحركة، لتلزم الإنسان، وكافلة كلّ حقوقه وحقّه في العيش الكريم، ولا توجد أيّ أيديولوجيات سواء أكانت إسلاميّة أو يساريّة أو غيرها.
* من العسير القول بعدم وجود تأثير للدكتور غازي ومجموعة القيادات الإصلاحيّة، وتاريخه وخلفيّته الإسلامية.. ألا يؤثر ذلك على انتشار الحركة؟
– لابدّ أن يكون هناك تأثير للمجموعة، لكنّه لا يصل إلى مرحلة الرؤية التي حدّدها المؤسّسون لحركة (الإصلاح الآن)، وذلك لأنّ للحركة رؤيتها الواضحة، فهم يؤثّرون من خلال خبرتهم التراكميّة السابقة، التي اكتسبوها في العمل السياسي، لكن لا تأثير لهم في الرؤية التي اشترك الجميع في صياغتها، وجعلها منفستو وميثاقا للحركة.
* أحيانا تخرج بعض التصريحات، وتقول بوجود حوار مع مجموعة الإصلاحيين لأجل عودتهم، فيكون الآخرون الجدد بين خيارين؛ إما خارج الحسابات، أو صحبة العائدين؟
– أوّلاً أودّ أن أؤكّد عدم وجود أيّ حوار واتصالات مع المؤتمر الوطني، وهذا نسمعه فقط من خلال أخبار الصحف، ومن إعلام المؤتمر الوطني، وحركة الإصلاح الآن غير مرتبطة بالمؤتمر؛ لا من قريب، أو بعيد، وهي تمثل حركة جديدة مستقلة، أما تاريخ قيادات الإصلاحيين وخلفيتهم الإسلامية فهذا واقع لا نستطيع نفيه ولا محوه، لكن الحقيقة إنها مرحلة من مراحل هذه القيادات الشخصيّة، والحياتية، وتجاربهم في العمل السياسي، والحركة حزب جديد، والتاريخ لا يُمحى لكن لا يشكل بالضرورة طريق المستقبل فهم قد توصلوا بعد سنوات من العمل داخل مؤسسات المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية إلى قناعة أن الجسم السياسي السابق لهم لم يعد يلبي طموحاتهم ولا مطالب واحتياجات الشعب السوداني، فخرجوا منه وبدأوا السير في طريق جديد هو حركة الإصلاح الآن.
* ولكن يتعرّض قادة الإصلاح الآن من الإسلاميين إلى نقد يتصل بتجربتهم السابقة، ولماذا خرجوا بعد ربع قرن من السلطة؟ فيتعرض غير الإسلاميين من مؤسسي حركة الإصلاح الآن لهذا النقد، بدون أن يكونوا جزءاً من هذا الماضي، وتكون جريرتهم فقط أنهم انخرطوا في هذا الحزب الجديد.. هل تشعر بهذا الأمر؟[/B]
– هذا أمر متوقع، وذاكرة الشعوب لا تنسى الماضي، وهذا تاريخ هم أنفسهم لم ينكروه، ولا حركة الإصلاح الآن غير منتبهة له، لكن هذه طبيعة الفكر البشري الإنساني، وتطور تجاربه؛ فكارل ماركس كان من أنصار الإقطاع في روسيا لكنه تمرد على هذا الواقع، وأخرج النظرية الماركسية الاشتراكية للتاريخ البشري، عاشت التجربة، وانفتحت صفحة جديدة، واستمرّت لأكثر من سبعين عاماً حتّى ظهور الرئيس السابق للاتحاد السوفيتي، غورباتشوف، وأطروحته الجديدة (الجلاسنوست)، التي حولت جمهوريات الاتحاد السوفيتي لناحية الدول الرأسمالية.. والمهم د.غازي ومجموعة الإسلاميين يمثلون بتجربتهم السابقة إضافة حقيقية لتجربة حركة الإصلاح الآن، ويجب ألا نحاسبهم لماذا بقوا كل ذلك الوقت، ولدينا مقولة (أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي) فهم قد وصلوا إلى قناعة أن الطريق الذي يسيرون فيه لا يوصل إلى شيء.. لذلك أرى أنّ محاولة البعض ممن يرمون حركة الإصلاح بتاريخ البعض، هذا تفكير قاصر وظلم، وحركة الإصلاح الآن تتبني قضايا الشعب السوداني جميعها، وهي ليست حزبا بالفهم التقليدي نحن حزب فقط للإجراءات القانونية، الخاصة بأغراض التسجيل، لكننا حركة بمعنى وجود ديمومة، لا تتوقف في المسعى من أجل تحقيق رؤاها، وهي لا تمتلك مطبخاً سياسياً تديره رؤوس وزعامات، تقوم بوضع الرؤى، وتنزّلها إلى القواعد.. نحن حركة تفاعلية والأفكار فيها والرؤى تأتي من كل المستويات من عضوية الحركة، يشارك في صنعها الجميع، ويتوافق عليها الجميع.
* ما هو الجديد الذي تحاولون الإتيان به؟
– الجديد هو القيام بترويج فلسفة الحد الأدنى من التوافق، وأن نلتقي جميعناعلى الثوابت الوطنية، التي تحقق سيادة القانون، ومساواة الجميع أمامه، ومحاربة الفساد، والإعلاء من شأن حقوق الإنسان المختلفة، ونرى أن الأحزاب السودانية تلتقي في 80% من هذه الرؤى، ولا تختلف إلا في 20 %.
* أنتم لستم جزءاً من التكوينات الحزبية المختلفة؛ كتحالف قوى الإجماع أو أحزاب الوحدة الوطنية أو تجمع الأحزاب الإسلامية وغيرها؟
– حتى الآن نحن لسنا جزءاً من هذه التكوينات، ذلك لأن الانضمام والاصطفاف مع أي كيان منها يحد من مساحات الحركة وانسيابها عبر الكيانات السياسية المختلفة، ويؤدي إلى زيادة تعقيدات الحالة السياسية بشكل عام.. لا تنس أننا نتحدث عن الحد الأدنى، والإجماع بين كل القوى السودانية.
* كيف ترى المستقبل؟ وما هو برهان هذه الرؤية المستقبلية؟
– نحن واثقون أن الطرح الخاص بالحركة يمثل البديل الجاهز والمقبول للمؤتمر الوطني، وذلك لأننا من خلال إشارات واستقراءات كثيرة توصلنا إلى أننا نحقق معدلات كبيرة في الانتشار في جميع الولايات، ونرى أن حركة الإصلاح ستكون المخرج للسودان من أزمته، لأنها لبت طموحات الآلاف من الواقفين على الرصيف، وشجعتهم على التفاعل بقوة من أجل صناعة المستقبل.
صحيفة اليوم التالي
أحمد عمر خوجلي
ع.ش