حوارات ولقاءات

الوجه الآخر لسفير السودان في الأمارات بعيداً عن السياسة قريباً من الدبلوماسية

[JUSTIFY]الاستاذ احمد يوسف محمد الصديق سفير السودان في الامارات شخصية محبوبة وظلت شعبيته وسط ابناء الجالية السودانية متزايدة يوماً بعد يوم بتواضعه وشخصيته الودودة وتواصله مع جميع ابناء الجالية السودانية في كل مدن الامارات وازداد ابناء الجالية السودانية تأكيداً انه منهم واليهم وفي خدمتهم

قبل وصوله ابوظبي وتقلده هذا المنصب كان يحمل الكثير من التقدير لدولة الامارات العربية المتحدة وبرر ذلك وعدد الاسباب وعندما طلبت اليه اخر لحظة اجراء هذا الحديث رحب بذلك فكان اللقاء بحثا عن الوجه الاخر لسيادته بعيدا عن السياسة ولكن قريبا من الدبلوماسية فكانت هذه الحصيلة من الافادات:

أهدافي ومقاصدي

٭ كان السؤال الأول الذي وجهته لسعادة السفير كيف قابل خبر تعيينه سفيراً للسودان في الإمارات وكيف كان رد الفعل تجاه هذا الخبر؟

– فكان سعادة السفير يرد قائلاً: أريد في البداية أن أوضح شيئاً في غاية الأهمية هو إنني أحد الذين يعتبرون العلاقات السودانية العربية أمر في غاية الأهمية ويجب أن ندعمها ونعض عليها بالنواجز فما تقوم به بعض الدول العربية والإمارات على رأسها تجاه السودان يعد أدواراً خاصة مستحيل تقييمها أو تصنيفها بسهولة ويكفي أن سبعين بالمائة من الاستثمارات في السودان عربية سواء كان ذلك في شكل قروض أو استثمارات مباشرة منها الاستثمارات المتدفقة في سكر النيل الأبيض وتعلية خزان الروصيرص وسد مروي وهي استثمارات شملت كل المجالات الزراعية والصناعية وغيرها وهذا غير مواقفها الداعمة للسودان في جامعة الدول العربية وفوق كل هذا وذاك فأن في الإمارات واحدة من اضخم المراكز التجارية حيث تأتي دبي مباشرة بعد سنغافورة وهونج كونج من حيث التجارة المنتعشة والجاذبة.

ومضى سعادة السفير يقول وطبقاً لهذه التقديرات كانت سعادتي كبيرة بأن أعمل في الإمارات وأن يدور اهتمامي انطلاقاً من هذه المفاهيم وأن اتحرك في هذا الإطار والوعاء ودافعي في ذلك تفعيل هذه العلاقات لأبعد وأعمق مدى وإلى آفاق أوسع.

صادفت الكفر والوتر

ويمضي سعادة السفير وهو يقول من حسن طالعي إن انطلاقة وبأكورة عملي سفيراً صادفت حدثين مهمين فالحدث الأول تمثل في زيارة المريخ للمنطقة الغربية في الإمارات وإجراء مباراة مع فريقها وهو فريق الظفرة وخسر المريخ رغم عراقته وفاز الظفرة رغم حداثته مقارنة بالمريخ ولم تكن التداعيات ومردود الفعل حزناً على الخسارة أو فرحاً بالفوز ولكن ما حدث بقيام المباراة في حد ذاته كان في خدمة توجهاتنا وأهدافنا وتقوية صلاتنا مع الأشقاء في كافة المجالات ثم صادف بداية عملي سفيراً المبادرة المدهشة لرئيس الجالية السودانية في الإمارات بقيام مهرجان المحبة الإماراتية والسودانية حيث شاركت باقة من الفنانين السودانيين وعلى رأسهم بلال موسى وندى القلعة حيث شاركوا مع نخبة من الفنانين الإماراتين فغنوا للبلدين بمحبة زائدة وتفاعل حقيقي فحملت مبادرة رئيس الجالية السودانية في طياتها الكثير من المعاني والأماني التي نعتبرها ضرورة لتقريب الصلات ودعم العلاقات.

خدمة الناس هدفي

ويضيف سفير السودان في أبو ظبي العاصمة الإماراتية أن أكثر ما أسعده أنه وجد نفسه في بلد تتواجد فيه جالية سودانية تضم خبرات وكفاءات غير مسبوقة وأنا بطبعي تواق لخدمة الناس بعد خوضي لتجربة مماثلة مميزةة في السعودية ولعل الأمر الذي وجدته هنا وكان رائعاً أن وجدت الجاليات السودانية في كل مدن الدولة لها أنديتها ودورها الذي تمارس فيه كل أنشطتها الثقافية والرياضية والاجتماعية وهذا يؤكد نظرة الأشقاء لنا ومعاملة وصلت درجة نادرة المثال.

حدث اماراتي

سألت السفير عن اجمل حدث عايشه منذ توليه سفارة بلاده بدولة الامارات؟

وجاءت اجابته: انه يعتبر فوز الامارات بحقوق تنظيم معرض (اكسبو) حدثا مهما وتاريخيا وقد كان لسفاراتنا السودانية في كل انحاء العالم دورا بارزا ومؤثار في دعم الأشقاء الاماراتيين حتى يصلوا الى مبتغاهم وامنياتهم في استضافة هذه التظاهرة العالمية ونحن على ثقة في الامارات على تحقيق النجاح المنتظر عن هذه الفعالية العالمية الكبرى.

هكذا نتشابه مع الأشقاء

طلبت من سعادة السفير الحديث عن أوجه الشبه التي وجدها بين الشعبين السوداني والاماراتي فكان يرد بسرعة قائلا هناك عادات اصيلة مشتركة انطلاقا من عروبة البلدين والرابط الديني بينهما ويتشابه الشعبان في الكرم كعادة متأصلة في الشعبين ويتشابهان ايضا في روح المودة الأصيلة والترحيب الحار الذي يبادر به السوداني والاماراتي للضيف والشعب الاماراتي جبل على حب الخير للآخرين ونجدة المحتاج وتفاعله مع أي نداء انساني ولا انسى انه وكلما شاهدني اماراتي بعمامتي السودانية وزينا الوطني المميز الا وسارع للترحيب بي والمسارعة للاشادة بأخلاق السودانيين وهكذا فان الأخوة في الامارات يتعاملون معنا بحب وحميمية واقولها بالصدق ان هذا الحب زرعه الرعيل الأول من السودانيين الذين عملوا في الامارات والذين عملوا بأعلى درجات الاخلاص والكفاءة واستطاعوا ان يقدموا النموذج والمثل للخلق السوداني الرفيع وأعتقد ان ما قام به هذا الرعيل لو اقيمت أربعين سفارة لما تحقق ان تقدم وتعكس ما قدمه هؤلاء وأنا أعتقد ان ما قاموا به امانة في أعناقنا والجالية مطالبة بمضاعفة الجهود للمحافظة على هذه السمعة الرائعة.

الشيخ زايد النهج والقيادة

سألت سفير السودان عن الفكرة التي اختمرت في ذهنه عن سمو امير البلاد السيخ خليفة بن زايد آل نهيان فكان يرد قائلا : حقيقة ان القيادة الاماراتية قيادة واعية ومتميزة وسمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة سار على درب الرئيس المؤسس الراحل سمو الشيخ زايد ال نهيان ومشى على خطى رجل عبقري وفريد زمانه فكان ان افرز ذلك قيادة مدركة وواعية متمثلة في سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الذي قاد البلاد بذات النهج والاسلوب فكسب تقدير كل دول العالم ويظهر ذلك جليا من خلال الاحترام والثقة العالمية التي كسبتها هذه الدولة الشقيقة التي احرزت تقدما مذهلا في كل الاتجاهات

كلمات اشادة لا تنسى

قلت للسفير هل تذكر ماهي اول الكلمات التي استوقفتك وانت تقدم اوراق اعتمادك سفيرا للسودان في الامارات فرد قائلا: كان ذلك على دفعتين في المرحلة الاولى عندما قدمت صور لاوراق اعتمادي لوزارة الخارجية بعد يومين من وصولي فكان وكيل الوزراة يقول لي مع ابتسامة صافية ( الظاهر ان والدتك رضيانة عليك ) ومضى يقول لي اراك قد وجدت الطريق ممهدا وكان غيرك ينتظر لشهور طويلة حتى تتاح له فرصة تقديم اوراقه لرئاسة الدولة اما انت فستكون محظوظا وستتاح لك فرصة تقديم اوراق اعتمادك مع 15 سفيرا جديدا بعد يومين، وعندما قدمت اوراق اعتمادي لسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة كان يقول لي السودان دولة حبيبة وصديقة وشقيقة وكلنا نحبها واتمنى لك كل التوفيق ونحن على استعداد لدعم العلاقات معكم وشكرت سمو الشيخ ومقامه الرفيع على هذا الترحيب الحار.

حوار : هساي: صحيفة آخر لحظة [/JUSTIFY]