عالمية

مدن في سوريا محاها الأسد.. وأخرى حوّلها لأطلال


[JUSTIFY]لم تكتف الحرب في سوريا بأنها خلفت أكثر من 130 ألف قتيل، بل إنها دمرت العديد من الأماكن التاريخية والتراثية المدرجة على لائحة اليونسكو. واستخدم النظام السوري القنابل لتدمير أحياء سكنية بأكملها ومحوها من على وجه الأرض.
واتهمت منظمة “هيومان رايتس ووتش”، اليوم الخميس، نظام الرئيس السوري بشار الأسد بـ”معاقبة” السكان عبر هدم آلاف المنازل في دمشق وحماة، مطالبة مجلس الأمن الدولي بإحالة هذه القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية.

وقال التقرير إن “صور الأقمار الصناعية وشهادات الشهود وأدلة مستمدة من مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية، جميعها تبين أن السلطات السورية قامت عمداً ودون وجه حق بهدم الآلاف من المباني السكنية في دمشق وحماة في عامي 2012 و2013”.

ولم تسلم الأماكن الأثرية من جرائم النظام، فالحواري والأزقة والأسواق التي عاش فيها السوريون وارتادوها في حياتهم اليومية، وكذلك المساجد الشهيرة التي أقاموا فيها صلاتهم، كلها أصبحت الآن مدمرة جراء الحرب التي لم تكتف بإبادة جيل بأكمله، بل أبادت مناطق تاريخية وتراثية كانت صامدة منذ فجر الحضارة.

فقد نجحت الحرب التي دخلت عامها الثالث، في تدمير حضارة وتراث عاش لأكثر من 5000 عام، وذلك حسب ما تم استعراضه في تقرير نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية نشر مطلع هذا الأسبوع، حيث تم استعراض أشهر الأماكن التي دمرتها الحرب السورية.. كيف كانت هذه الأماكن التراثية قبل اندلاع الحرب منذ ثلاث سنوات وكيف أصبحت الآن.
لقد خلفت الحرب السورية أكثر من 130 ألف قتيل، بينما اضطر أكثر من مليوني شخص لترك منازلهم والاستقرار في دول مجاورة باحثين عن الأمان، بينما ظل أكثر من مليوني لاجئ سوري مشردين على حدود الدول المجاورة، يأتي ذلك فيما حدث انهيار للصناعة والاقتصاد السوري.

والصور التي تظهر بالتقرير توضح الفرق الشاسع بين سوريا التي عكست حقباً طويلة من السنين والتي كانت تدرس بكتب التاريخ بأصالتها وعراقتها، وسوريا اليوم التي لا تعكس سوى الدمار ورائحة الدم.

فعلى سبيل المثال، سوق حلب القديم، الذي مثل أحد أقدم الأسواق في العالم، أصبح اليوم مدمراً بالكامل، حيث إن أزقته الضيقة شهدت معارك عنيفة على مدار الـ18 شهراً الماضية، إضافة إلى القصف الجوي الذي لم يبال بالقيمة التاريخية لذلك السوق.

ولم تسلم قلعة الحصن بحمص، إحدى أهم القلاع التي بنيت في العصور الوسطى، من الدمار الذي لحق بأجزاء كبيرة منها جراء القصف الجوي.

ومدينة حمص نفسها، التي كانت تتميز بشوارعها الجميلة المليئة بالأشجار، والتي أصبحت اليوم مدمرة، فبدلاً من رؤية السيارات التي كانت تصطف على جانب الطريق مظللة بالأشجار، أصبحت الشوارع المدمرة تصطف بها الدبابات.

يأتي ذلك فيما يستمر القصف والتدمير في سوريا بمدنها وأحيائها وشوارعها وأزقتها ومساجدها وقلاعها، ولا تبدو أي بادرة أمل في الخروج من ذلك النفق المظلم في وقت قريب.

العربية.نت

[/JUSTIFY]