رأي ومقالات

إبراهيم عيسى البيقاوى : نحتاج لتصحيح أسلوب السودانيين في التخاطب عبر المواقع الإسفيرية

[JUSTIFY]الأمّة السودانية تمتلك حزمة من القيم الرفيعة المتصلة بمكارم الأخلاق. ويقول الرسول صلي الله عليه وسلّم “إنّما بُعِثتُ لِأتمّم مكارم الأخلاق”. وبما أن السودان دولة مسلمة, فلابد أن ينعكس إسلامها علي المعاملات بين أفراد الأمة فيما بينهم, وكذلك ما بينهم وبين أفراد الأمم الأخري. ويقول سيدنا النبي صلي الله عليه وسلم “الدين المعاملة”.

ولقد وصف الله سبحانه وتعالي رسوله في سورة “القلم” بقوله “وإنّك لعلي خلق عظيم”, وقالت السيدة عائشة أم المؤمنين عن رسول الله صلي الله عليه وسلّم, أنّه “كان خلقه القرآن”.

المطّلع علي كتابات بعض السودانيين علي الصفحات الإسفيرية, يجد كثيرا مما لا يرضاه الدين القويم ولا العرف السمح ولا النفس المطمئنة ولا الذوق السليم. يلاحظ القاريء في بعض هذه الكتابات حالات من ضعف البنية التربوية الأسرية الدينية التي تربّي في الإنسان ملكة الكلام الطيب وتمنع عنه فاحش القول, “ليس المسلم بطعان ولا لعان ولا بفاحش ولا بذيء”.

يختبيء كثير من الكتاب وراء أسماء مستعارة تمكّنه من استخدام لغة سمجة سحيقة الإنحطاط في التعاطي مع الشأن العام. وتمتد كلماتهم الجارحة لتطال الشخصيات العامة بطريقة لا تليق بالذوق العام ولا يقبلها المسلم البسيط الذي يعلم فقط ظاهر القول من الآيات التي تعني أن الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة وأن الكلمة الخبيثة كالشجرة الخبيثة. وكذلك ما جاء في أحاديث النبي الأمي محمد صلي الله عليه وسلّم : “وهل يكب الناس علي مناخرهم يوم القيامة في النار إلّا حصائد ألسنتهم”.

أعتقد أنها فرصة عظيمة للجامعات وخصوصاً الجامعات الإسلامية وهي تعمل من أجل مصلحة المجتمع, لدراسة هذه الكتابات المريضة وتحديد العلل التي فيها والسبب من ورائها والعمل علي معالجتها كظاهرة اجتماعية مؤسفة ومرفوضة.

وليس بعيداً عن هذا المعني أيضا مسألة الجرائم الإلكترونية المختلفة من نشر للصور الفاضحة واقتحام (تهكير) لمواقع الغير سواء كانت حكومية أو مملوكة لأفراد , …الخ. وهناك ضرورة ملحّة لتقوية وتعزيز نيابة جرائم المعلومات للقيام بدورها المنوط بها خير قيام, ونسأل الله لهم التوفيق والسداد.

الشكر كل الشكر لرجال ونساء سوداتل الذين أحدثوا ثورة الإتصالات في السودان وأرسوا بنياتها التحتية للهواتف الثابتة والنقالة (الجوالة )والتحية لمن تلاهم من الشركات الاخري في تقديم خدمات الإتصالات الراقية للمجتمع السوداني.
والتحية للجهات التربوية التي منعت استخدام الهواتف الذكية بواسطة الأطفال في المدارس وذلك منعاً لتدهور الاخلاق وتعميق الجراحات النفسية التي قد تحدث للأطفال (بل حتي بعض الأساتذة) الذين لا يملكون الهواتف الذكية.

سادتي الكرام: إن موضوع الأخلاق والتربية الدينية داخل الأسرة قبل المدرسة, أمر في غاية الاهمية, وإذا لم يتم تداركه فسيقدم لينا جيلاً من الفاقد التربوي والفاقد الأخلاقي الذي سيتكفل بتدمير سمعة السودان ويذهب تلك القيمة الاخلاقية العالية التي تميز بها الإنسان السوداني في جميع المحافل المحلية والإقليمية والدولية.

يقول الشاعر المصري شوقي: إنّما الأمم الاخلاق ما بقيت *** فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا. والأهم من ذلك كلّه تربية الأم: الأمُّ مدرسة إذا أعدتها *** أعددت شعباً طيب الأعراق.

والله المستعان.

أعدّه المهندس/ إبراهيم عيسي البيقاوي.

النيلين

[/JUSTIFY]

‫6 تعليقات

  1. [SIZE=4]التحية الأخ الكريم بيقاوي

    أقرب الناس إلى الرسول”صلى الله عليه وسلم” مجالسا يوم القيامة أحاسنهم أخلاقا .
    والمثل يقول “نِعمَ المربي ولو كان حمار ”
    ومن لم يربهِ أهله ربته الليالي

    فعلا نحتاج إلى دروس وكتابة في موضوع القيم والمثل حتى لا تندثر[/SIZE]

  2. أخي ابراهيم …. لك الشكر …لقد تطرقت اليوم الى ما ينفع الناس و المجتمع حقا و يقودنا بلا شك نحو الافضل !!!! و على الرغم من اننا لا نحجر على اراء الاخرين و لا ندعو الى ذلك الا اننا نناشد اصحاب المواقع الاسفيرية هذه الى وضع بعض الضوابط الاخلاقية فيما يكتب زوارها و حتى عاشقيها من مرتاديها الدائمين !!!!! نحن يجب علينا ان ننتفع بما سخره الله لنا و( صنعه الغرب ) لنهتدي من خلاله و نرتقي …نحن امة خلقها الله و اختارها لتضئ للاخرين طريق الهداية و الرشاد ….باذن الله .

  3. هناك فرق بين حرية الرأي و الأساءة للأخرين ، لذلك انا أري أن إدارات المواقع و الصحف الإليكترونية عليها مسئولية كبيرة في ضبط ما ينشر بها من مواضيع و مقالات و تعليقات ، يجب عليها أن تراجع كل ما يرسل إليها مراجعة شاملة ، فاذا أحتوي الموضوع ، المقال أو التعليق علي إساءات و بذاءات فلا تنشره و بذلك تحد كثير من هايف الكتابة التي نطالعها بين الحين و الآخر و نعمل بما أوصانا به الرسول صلي الله عليه و سلم من سمح القول و الفعل . جزا الله الكاتب ألف خير علي هذا المقال النصيحة .

  4. الأخ المحترم ابراهيم عيسى لك التحية والاحترام ، لا أدرى ماذا اصابنا نحن كسودانيين لقد فقدنا كثيرا من القيم الحميدة وانا لاحظت هذا فى مواقف عدة وافتقدنا ثقافة الاعتذار وعدم احترام الكبير وتوقير الصغير وهذا كله بسبب بعدنا عن الدين الاسلامى .انا قبل يومين لاحظت احد الشباب يتكلم مع رجل فى مقام والده بطريقة فيها نوع من قلة الادب ،والمؤسف ان هذا يحدث من الشباب الذى يدعى انه متعلم ، فلا ادرى ما فائدة التعليم اذا لم يزين بالادب والتواضع .اخى اتمنى ان نلتقى قريبا لان الكلام كتير.اخوك مدثر أبوتريمة

  5. [B][COLOR=#0AFF00]جزيت خيرا كفيت ووفيت وليتنا نعي ونسمع وكما قال الشاعر

    ومامن كاتب إلا سيفنى ويبقي الدهر ماكتبت يداه فلا تكتب بكفك غير شيئ يسرك في القيامة…

    وايضا حديث رسولنا الكريم متمم الأخلاق في السنة السيئة والسنة الحسنة (((من سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئا)) خرجه مسلم في صحيحه.

    فما يتنشرة أي انسان منا محاسب عليه يوم العرض وسيتحمل وزر من عمل به ووز من نشره أيضا لانه هو المصدر واذا تم تداول هذه الاشياء فأوزار من عملو بها إي قيام الساعة تكون معلقة بنا … ارجو ان نتعظ وننشر الحسن لنلقى الحسن يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من اتي الله بقلب سليم ..

    جعلنا الله وأياك وجميع القارئين مم يأتي الله بقلب سلم

    هذه مسئولية عظيمة والحمد لله الشعب السوداني فيه الخير ولكنا نحتاج الي التذكير جعلنا الله من قال فيهم (وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)[/COLOR][/B]