منوعات

ولاية الخرطوم في بحر من النفايات

[JUSTIFY]أصبحت النفايات في ولاية الخرطوم لا تخطئها العين أي أصبحت ظاهرة للعيان ملأت الشوارع والميادين وأمام المنازل والمطاعم والبقالات والمدارس والمستشفيات أي في كل مكان لا يستثنى منه مكان هذا ما يراه المواطن العادي الذي لا حول له ولا قوة إلا بالله ولا ترع عين المسؤول الذي يجلس في برج عاجي كما يقول المثل أي أنه في عالم الأبراج ولا يريد أن ينزل إلى الشارع ليرى بأم عينيه أي بنفسه ما وصلت إليه عاصمة البلاد التي هي من المفروض أن تكون عنوانا لكل عواصم الأقاليم فأصبحت أقذر عاصمة في العالم رغم أن النظافة علامة من علامات التحضر وأن القذارة واحدة من علامات التخلف هذا التخلف المتمثل في هذا الثالوث الفقر والجهل والمرض فكل من خرج خارج البلد أو كما يقولون بلا بره سواء العربية والأفريقية ولن أقول الأوروبية والآسيوية فنحن نقارن مع جيراننا الأقربين على سبيل المثال وليس الحصر كل من ذهب إلى أديس أبابا عاصمة أثيوبيا أو حتى جارتنا صغيرة الحجم إريتريا وعاصمتها أسمرا الذي يذهب إليها العرسان لقضاء شهر العسل فكل من حضر من هناك حدثنا بمشاهد من النظافة على الطرق الأوروبية فلماذا لا تتأثر بتجربتنا ولا نكون موضوع مقارنة غير متكافئة بيننا وبينهم.
لماذا لا نعطي نظافة ولاية الخرطوم لشركة أجنبية كمجال استثماري فقد قرأت بأن مصر الشقيقة اتفقت مع شركة صينية لنظافة مدينة القاهرة حيث إن في هذه النفايات ما يصلح لإعادة الصنع مثل البلاستيك وغيرها من المواد النافعة كفوارغ المعلبات أو ما يسمى بتدوير الصناعة أتعرفون المبلغ الذي سوف تدفعه الصين لمصر مليار دولار أي يساوي دخل قناة السويس أو كما يقول أشقائنا في شمال الوادي يطلع من الفسيخ شربات وبأن الله لم يخلق شيئاً عبثاً وكل شيء خلق بمقدار وبهذا نكون قد أدخلنا موارد للدولة بعد أن خرج البترول من الميزانية وكذلك الذهب ولا نريد أن ندخل في السياسة ولكن حفاظاً على سمعة بلادنا فإن لم يكن أمامنا فليكن أمام الأجانب ونحن لا نرضى لأنفسنا وبلادنا المهانة.
فعلى السادة المسؤولين أن يضعوا الحلول التي يرونها أما المذكور أعلاه فهو واحد من الحلول، تجد في السابق يركزون على رسوم النفايات من المنازل ويتركون الشوارع والميادين فكل فرد من أفراد الشعب السوداني يجب أن يجعل بيته نظيفاً.
وعلى اعتبار أن ولاية الخرطوم هي بيتنا الكبير بما فيها من شوارع وميادين وعمارات وخلافه هي بيتنا الكبير فلماذا لا يتضافر المجهود الرسمي مع المجهود الشعبي لحل مشكلة النفايات وأن توضع براميل كبيرة أمام المحلات والمطاعم وخلافه لرمي النفايات بها بدلاً من إلقائها في الشوارع والميادين
بل إن ديننا يدعوننا إلى النظافة باعتبار النظافة من الإيمان نظافة المكان والجسد والملبس أرجو أن يصل حديثي هذا لمن يهمه الأمر لأن كل راعي مسؤول عن رعيته وأن سيدنا عمر لام نفسه لأنه لم يسوي الطريق لبغله في أرض العراق ولماذا لا يعمل نفير بهذا الخصوص وكان هناك في زمن الرئيس الراحل جعفر نميري يوم يسمى يوم الخدمة العامة لنظافة الوزارات والمصالح ومن بعده ساعة سمر للعاملين وعلى رأسه المذيع عمر عثمان في هذا الزمن الجميل كنت موظفا بوزارة الداخلية.
وبالله التوفيق

صالح أحمد محمد صالح:صحيفة الوطن [/JUSTIFY]