حوارات ولقاءات

عبد المحمود أبّو: أخذت من كل بستان زهرة

[JUSTIFY]عتبة أولى
الخلوة وحفظ القرآن الكريم، في باكر صباه كان لهما دور كبير في تشكيل شخصيته.. فيما بعد لمع نجمه إثر ممارسته للنشاط السياسي في جامعة أمدرمان الإسلاميّة، كادراً خطابياً مميزاً لكيان الطلاب الأنصار، وحزب الأمة بالجامعة، يشار له بالبنان في بدايات الأنقاذ الأولى تسعينيات القرن الماضي، يعرفه جميع الطلاب الذين عاصروه وقتها بالمدافع الصلب عن أفكاره، وطيب المعشر والخلق في معاملاته، خطيباً مفوهاً يقارع خصومه السياسيين بالمنطق.. وقتها كان طالبا في كلية الشريعة والقانون.
عبدالمحمود أبّو كان يقارع النظام في الوقت الذي كانت فيه معارضته من الداخل أمرا صعبا للغاية، الأمر الذي اضطر المعارضة السودانية للانتقال إلى خارج البلاد لممارسة النشاط السياسي المعارض تحت مظلة التجمع الوطني الديمقراطي والمظلات والواجهات الأخرى.. في ذلك الوقت كان أبّو يقول (لا)، في وجه من قالوا (نعم) في أركان النقاش بالجامعة ومنبر الأنصار في مسجد ودنوباوي، الذي كان يتوافد له الناس من كل فجّ وصوب لسماع خطبته.
(اليوم التالي) التقت به وطرحت عليه عدّة أسئلة ربّما جميعها تتعلّق بهيئة شؤون الأنصار وحزب الأمة والثنائية بين الأنصار والحزب وأسرة المهدي وخلافاتها الداخلية، فضلا عن رأيه في رئيس الحزب الإمام الصادق المهدي وطريقة إدارته للحزب وجمعه بين رئاسة الحزب وإمامة الأنصار، وطرحنا عليه عدداً من الأسئلة التي استمع لها الرجل بكل احترام وتقدير، ورد عليها بكل طيبة نفس وأريحية وموضوعية وكانت حصيلة ردوده هذا الحوار.
* عبد المحمود أبو..
– اسمي بالكامل عبدالمحمود أبو إبراهيم عبدالمحمود، ولدت ونشأت في غرب كردفان في (غبيش) عام 1964م، وترعرت في ذات المنطقة ودرست بها جميع المراحل الدراسية ودراستي بدأت بالخلوة وانتهت بجامعة أم ردمان الإسلامية.
* وتفصيلات المراحل التعليمية؟
– درست مع الوالد في خلوة (غبيش) ثم واصلت الدراسة في خلاوى متعددة في وسط السودان مثل خلوة ود الفادني والشيخ الياقوت وشمال أم درمان وحفظت القرآن في منطقة الفكي هاشم ثم التحقت بمعهد الخليفة يوسف ودبدر بأم ضواً بان لعلوم القرآن وهو متخصص في علوم التجويد وعلوم القراءات ثم انتقلت لمعهد شروني بالخرطوم وبعد اجتياز الشهادة الأهلية تخرجت في جامعة أم درمان الإسلامية كلية الشريعة والقانون، ثم أحرزت الدبلوم العالي في معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة وفي هذا العام أكملت رسالة الماجستير بجامعة أم درمان الإسلامية عن (التنوع ودور الشورى في إدارته في المجتمعات الإسلامية المعاصرة) ومتزوج وأب لعدد من البنين والبنات والحمد لله.
* أبّو هذا هل هو أبّو حمد المشهور بمدينة الفاشر أم اسم آخر..؟
– اسم على اسم، ووالدي هو أبّو إبراهيم مولود في منطقة (جبل حلة) التي تتبع لمحلية أم كدادة وانتقل منها إلى منطقة (غبيش) وأسس خلوة لتحفيظ القرآن الكريم، والوالدة من منطقة كردفان ولا توجد بينها وبين الوالد صلة رحم وإنما الزواج بينهما كان أيديولجيا حيث جمعتهم الأنصارية وعلى ضوء هذا كنت أنا ثمرة هذا الزواج.
* ما مدى تأثير الخلوة على حياة عبدالمحمود؟
– أعتقد أن معظم أبناء السودان ترعرعوا في الخلوة وهي جزء من الثقافة السودانية وهي فضلا عن تعليم القرآن الكريم مؤسسة للتربية وتعلم الإنسان التواضع والانتصار والاحتكاك بالآخرين والزهد في الدنيا، وهي تقوم بغرس الجانب التربوي في الإنسان ولا يوجد شك في أنها لعبت دورا كبيرا جدا في تشكيل شخصيتي منذ أن كنت طفلا صغيرا وأدرس بخلوة الوالد وحينها كنت أسكن مع التلاميذ في الخلوة كجزء من التربية، وخلوة والدي كانت تضم طلابا من معظم مناطق السودان، وهنالك حدث الاحتكاك مع بيئات مختلفة، فضلا عن أن منزلنا يعتبر من بيوت الدين في المنطقة، وعدد الزوار الذين يأتون من جهات وبيئات مختلفة ترك في أنفسنا مبدأ الانفتاح على الآخرين وثقافاتهم وتراثهم ثم الانتقال إلى الخلاوى المتعددة كان فيه أيضا نوع من التربية والنضج المبكر، ولذلك الخلوة مهمة لكل إنسان وفي السودان لها دور أساسي في التربية والتعليم.
* حديثا نشأت الروضة.. هل ثمة فرق واضح بينها وبين الخلوة؟
– أعتقد أن الروضة مهمة لاعتبار أنها تهتم بالأطفال في سن مبكرة لإعدادهم للدخول في المدارس التعليمية النظامية، وإذا حدث دمج بين التعليم الديني وبين التعليم المدني يمكن أن يكسر هذا الأمر حاجزا كبيرا حول الثنائية التي تحدث في السودان، والخلوة نفسها تحتاج إلى تطوير في الأساليب القديمة كي تواكب حركة المجتمع والحياة، والآن الأطفال وعيهم مبكر وانفتاحهم على وسائط الاتصالات أصبح كبيرا جدا وإذا حدث دمج بين الخلوة ورياض الاطفال والتعليم المدرسي يمكن أن يخرج لنا هذا نموذجا لإنسان معاصر ومتدين.
* عبدالمحمود بلا شك أنصاري كارب ويقرأ الراتب.. هل أخذت الأنصارية بالقناعات الذاتية؟
– الأنصارية تربينا عليها في منزلنا لاعتبار أن البيت بيت أنصاري والوالد أنصاري ووكيل للإمام المهدي، وغرست فينا المعاني الأنصارية ونحن صغار حيث كانت المجالس تتحدث عن بطولات المهدية وإنجازات الإمام المهدي وهذا الجانب غرس فينا معنى الأنصارية، وفي وقت لاحق بحثت عن الأنصارية ودرستها وأكدت الدراسات تلك القناعات، والتربية والتنشئة وثقت بالدراسات والأبحاث وتوصلت لقناعة أن الأنصارية يمكن أن تحقق للإنسان إنسجاما ما بين وجدانه وما بين معايشته للمجتمع ككل وبالتالي هي في تقديري مفيدة جدا.
* كيف دخلت لعالم السياسة مع العلم أن الأنصارية هي طريقة وكيف انتميت تنظيميا لحزب الأمة القومي؟
– أنا كنت عضوا في حزب الأمة وليس نشطا في مجال العمل السياسي وربما في فترة الدراسة الجامعية جئنا في وقت كانت الإنقاذ في بداياتها وكانت أركان النقاش في الجامعات والنشاط السياسي موجودا وفي الجامعة كان لدي نشاط في إطار تنظيم الطلاب الأنصار وحزب الأمة في جامعة أم درمان الإسلامية، ولكن وأنا في الجامعة توليت أمانة الدعوة والإرشاد في هيئة شؤون الأنصار وأصبح نشاطي في مجال الدعوة، وفي فترة تغييب الأحزاب والعمل السياسي كان المنبر الذي أعتليه منبر السيد عبدالرحمن في ودنوباوي والقبة هذا المنبر كان يعبر عن الموقف الديني والموقف الوطني وربما ارتبط اسم عبدالمحمود أبّو في أذهان الإعلام بأنه شخص سياسي لكن في الواقع أنا عملي جميعه في هيئة شؤون الأنصار وفي النشاط الدعوي والسياسة أتطرق إليها في المنابر في صلاة الجمعة وخطب الأعياد للاهتمام بأمر المسلمين، ولكن السياسة كاحتراف في العمل لست محترفا فيها، ولكن بحكم مقولة السيد عبدالرحمن المهدي كل أنصاري حزب أمة وأنا في هذا الإطار عضو في حزب الامة.
* أبرز بصمات الآخرين في حياتك؟ وما هي الشخصية الملهمة التي أثرت في تغيير مجرى حياتك؟
– الوالد لعب دورا كبيرا جدا في تشكيل شخصيتي لأنه بحكم موقعه كقيادة دينية في المنطقة وبحكم وجود البيت كمنزلة لعدد من الضيوف ومنه تعلمت الرضا وتعلمت منه الصبر على كل الشدائد وتعلمت منه الهدوء والتسامح والوسطية في المواقف وتعلمت منه عدم الميل للعنف، والوالد لعب دورا كبيرا جدا في تشكيل شخصيتي وأسأل الله له الرحمة والمغفرة.
* شخصيات ملهمة أخرى من بعد الوالد عليه رحمة الله..
– في مجال الدراسة الشيخ الذي تعلمت عنده القرآن الشيخ أحمد عبدالغفار وهو من منطقة (ودالفضل) وكان شيخنا في منطقة (الفكي هاشم) وكان رجل القرآن عنده أسلوب حياة ولا تجده إلا تاليا وذاكرا لكتاب الله ويمتاز بالطمأنينة وأسأل الله له التوفيق في حياته دائما، وفي معهد أم ضواً بان الشيخ يوسف عباس الذي كان مدير المعهد وكان يفسر القرآن ودموعه تسيل من تعايشه مع القرآن الكريم، وهناك شخصيات كبرى أمثال سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) ومن صحابته الرجل الذي أثر في شخصيتي تأثيراً كبيراً وأردد حديثه دائما هو الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأعتقد أنه استطاع أن يضع منهجا للدولة وإدارة الحكم والتعامل مع الناس وامتاز بالرفق والشدة، والإمام المهدي مؤمن به إيمانا لا يدخله الشك وعطاؤه وانجازه الذي قام به في ظرف خمس سنوات كان كبيرا، والإمام الصادق المهدي له تأثير كبير في شخصيتي وتشكيلها وهناك شخصيات كثيرة كان لها تأثير وأخذت من كل بستان زهرة ورغم ذلك لدي شخصيتي المستقلة المعبرة عني.
* كيف تنظر لجدل المهدي المنتظر؟
– هذه قضايا خلافية حول إثبات عقيدة المهدي المنتظر وهي محل خلاف بين المسلمين، ومفهوم النظرية نفسه.. العلماء يقولون الحكم على الشيء فرع من تصوره، والتصور الذي وضعه الفقهاء والعلماء والطوائف عن المهدي المنتظر، الإمام المهدي في السودان جاء بمفهوم مخالف له ومهديته المنتظرية هي ليست المهدية التي تصورها الشيعة وليست المهدية التي تصورها كتاب من أهل السنة في أنه مهدي آخر الزمان وليست المهدية المربوطة بآخر الزمان ولا التوقيتية، هي مهدية وظيفية مهدية وظيفة إحياء الدين وملء مقعد خلافة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وبهذا الفهم هي مهدية منتظرية سنية تختلف عن تصورات الفقهاء والطوائف والجماعات عن المهدي المنتظر، والمهدي نفسه لم يركز على هذا الجانب.
*حسناً؛ لكن الصفات والعلامات نجدها لم تتوفر في الإمام المهدي..؟
– الصفات العامة متوفرة فيه من حيث تطابق الاسم مع اسم الرسول (صلى الله عليه وسلم) واسم والده مع إسم والد الرسول والوظيفة، وهو نفسه لم يقف عند هذا الجانب وقال المهدية علمها علم غيب والغيب لا يعلمه إلا الله وربنا تعالى علمه لا يتقيد بضبط القوانين ولا بعلوم المتفننين وإنّما لكل وقت ومقام حال ولكل زمان وأوان رجال، والجانب الشكلي المتعلق بالاسماء والصفات نجده مطابقا، وهذه قضية لا تصلح لعلم المنطق ولا للجدل، وإنما هي قضية تبنى على قناعات الإنسان وإيمانه بالشخص مثل قضية الحب بصفة عامة، ولذلك الجانب المهم في المهدية هو الجانب الوظيفي وظيفة إحياء الكتاب والسنة المقبورين حتى يستقيم وهذا الجانب الوظيفي أعتقد أن كل المسلمين يمكن أن يتفقوا عليه.
* هناك بعض الأنصار لديهم قناعات بأن الإمام الهادي لم يمت.. كيف تنظر لهذا الأمر؟
– فكرة الرجعة موجودة وتسربت من اليهودية للنصرانية للمسلمين وحتى الآن الشيعة يعتقدون أن المهدي المنتظر موجود وغاب ويأتي وبنفس المنطق بعض الناس ربما لتشابه وظيفة المهدي مع مهدي الشيعة وتشابه الأسماء بعض المفاهيم ربما تكون تسربت لمجتمعنا، والجانب المتعلق بالمحبة والعلاقة الوطيدة بالإمام الهادي والأحداث التي حدثت بغموضها جعلت كثيرا من الناس يعتقدون أن الإمام الهادي لم يمت، ولكن هذه المفاهيم تظل محصورة عند أشخاص محدودين في عمر محدد لأسباب محددة، والإمام الهادي بالنسبة لنا استشهد في أشرف موقف بطولي ونقل رفاته ودفن الآن في قبة الإمام المهدي عليه السلام.
* بعد خروج المهدي في تهتدون للمعارضة عبدالمحمود كان يلعب دوراً محورياً وشكل محور تماسك للمعارضة الداخلية.. لماذا تراجع هذا الدور كثيراً؟
– السبب تحول الظروف، وفي مرحلة خروج الإمام الصادق المهدي، كان المنبر الوحيد في السودان، يجهر بكلمة الحق ويتصدى للتشويه الذي يمارسه النظام ويدافع عن حقوق المواطنين هو منبر هيئة شؤون الأنصار وهو ليس ملكا لعبدالمحمود أبو أو غيره، وإنما هو منبر للأنصار والخطاب الذي يقدم يتفق عليه من قبل المؤسسة، في تلك المرحلة لوجود هذا المنبر المحوري كل الناس كان يلتفون حوله لاعتبار أنه لا يوجد منبر غيره وهو كان يتصدى للقضايا، وهذه المرحلة تحولت عندما فتح النظام المجال لكل القوى السياسية كي تمارس نشاطها بحرية وأتيحت الحرية النسبية للصحافة كي تمارس عملها وأصبحت هناك منابر متعددة والذين كانوا يلتفون حول المنبر أصبحت لهم منابرهم وتحولوا إليها، ولذلك لا توجد ضرورة لعبد المحمود أبو ولا لهيئة شؤون الأنصار لاعتبار أن العمل الأساسي للهيئة متعلق بالدعوة فقط في (الجمعة) وفي الخطبة الثانية نتعرض لقضايا الوطن وفي تلك الفترة كان النظام قد أقفل كل الأبواب ولذلك من الطبيعي أن يكون الضوء الوحيد الموجود في (ود نوباوي) هو الذي يشع على كل السودان والآن الأضواء انتشرت وأصبحت الحرية متاحة للناس والنشاط السياسي أصبح موجودا والقضية ليست في تحول المنبر عن أداء وظيفته وإنما في تعدد المنابر وأصبحت الأحزاب السياسية تمارس نشاطها بما فيها حزب الأمة وبالتالي هيئة شؤون الأنصار لازال خطابها هو نفس الخطاب وتتناول قضايا الوطن وليس التحول في موقف الهيئة وعبدالمحمود وإنما التحول في موقف النظام.
* هل كانت هناك تأثيرات من قبل السلطة سواء كانت بالترهيب أو الترغيب؟
– نحن تربيتنا قائمة على عدم الخوف والترهيب وهي قناعات والحق يقال كما هو وأي إنسان الآن يطلع على آخر خطبة قيلت في (ود نوباوي) ويقارنها بآخر خطبة قيلت في التسعينيات يجدها نفس الخطبة وكلمة الحق نقولها ولا نتلقى دعما ماديا من هذا النظام وأعتقد أن هذه تهم يقولها من يكيف نشاطه بالترغيب والترهيب أما نحن فنشاطنا يقوم على قناعات واضحة ووطنية ودينية وثابته ونفس الأهداف التي ظللنا نسعى إليها وهي حرية الإنسان وكرامته ووحدة الوطن وتماسكه والديمقراطية وكل الأفكار التي كانت تعتبر محرمة الآن أصبحت متبناة وبالتالي لا أعتقد أن هذه التهم في مكانها وهي تعشعش في أذهان بعض الناس والزمن سيوضح لهم الحقيقة.
* عبدالمحمود أبو عضو في هيئة علماء السودان.. كيف تبرر لدخولك لهذه الهيئة الحكومية التي تتبع للنظام؟
– في السابق الأنصار كانوا لا يشاركون في أي مؤسسة من مؤسسات الدعوة في السودان وفي مرحلة من المراحل قررت هيئة شئون الأنصار أن يكون صوت الهيئة موجودا في كل المؤسسات التي تخدم أمر الدعوة في السودان، وهيئة علماء السودان مؤسسة نبعت من الجبهة الإسلامية القومية وكانت تتصدى للقضايا من وجهة نظر الجبهة الإسلامية القومية ونحن وجهنا نقدا كبيرا لها وطالبنا بإصلاحها ومشاركتنا كانت تكون بمواقفنا. وهيئة شئون الأنصار لها عضوية في مجمع الفقه الإسلامي وهو يضم علماء الشريعة الإسلامية والاقتصاد والقانون والطب وكافة تخصصات العمل ممثلة في هذا المجمع ويضم الجماعات الإسلامية (الإخوان المسلمين وأنصار السنة والأنصار والختمية والطرق الصوفية) وكل الجماعات النشطة في المجال الديني لديها عضوية في هذا المجمع الفقهي لأننا نريد أن لا يعبر الفقه الذي يسود في السودان عن تيار واحد ولا عن مذهب واحد ولابد من سماع كل هذه الآراء ونحن أعضاء في هذا المجمع بصفة هيئة شؤون الأنصار وليس بصفتي الشخصية.
* ……………
– أنت تخلط بين مجمع الفقه وهيئة علماء السودان، والمجمع هو مجمع متخصص في الأبحاث في القضايا الفقهية التي تطرأ وما تسمى في علم الفقه بعلم النوازل وبالتالي هو لا يدخل في قضايا السياسة مهمته أن يرشد الدولة لتهتدي للتطبيق الصحيح للإسلام ويرشد المجتمع للاتباع الصحيح للإسلام ونحن دخلنا المجمع حديثا وعضويتنا لها سنتان فقط وفي كافة الاجتماعات التي حضرناها لم يطرح أي موضوع في هذه القضايا وانما تطرح أبحاث فقهية، والمجمع يصدر فتاوى والغرض منه الاجتهاد الجماعي وأي قضية خلافية لا تصدر فيها فتوى وإنما يصدر في القضايا الأساسية ومهمته بحثية وليست سياسية.
* ذات المجمع أجاز القروض التي وسمت بالربوية، وما هي وجهة نظرك في قرض سد مروي؟
– مسألة سد مروي تمت قبل أن ندخل المجمع ونحن انتقدناها وأكدنا أن القروض الربوية لا تجوز والحاجة تكون للفرد وليست للدولة والدولة إذا عجزت عن توفير احتياجات المواطنين تذهب السلطة ويأتي من يحل محلها ولذلك لا ينطبق مفهوم الحاجة والاضطرار على الدولة وإنما ينطبق على الأفراد والجماعات وبالتالي أي فتوى تجيز أي قرض ربوي لا يجوز.
* هل تمت دعوتك للانضمام لحزب المؤتمر الوطني من قبل؟
– لا أعتقد أن هناك من يجرؤ على ذلك.. لم يحدث ولن يحدث ولا أعتقد أن هنالك أي شخص مهما كان موقفه أو موقعه يستطيع أن يدعوني للانضمام للمؤتمر الوطني لأن انتمائي محدد وقائم على قناعات لا على رغبة ولا رهبة.. حتى الآن لم يدعني شخص لهذا الجانب ولا أعتقد أن هناك من يجرؤ على ذلك لأنني أنتمي لحزب محدد وكيان محدد ولدي رؤية وحضور الأنشطة الاجتماعية جزء من تركيبة المجتمع السوداني، ونحن في هيئة شؤون الأنصار قررنا أن لا يغيب صوت الأنصار عن أي منبر وبرؤيتنا وأفكارنا وهذه المشاركة أحدثت تغييرا كبيرا جدا في أفكار الآخرين

حوار – عبدالرحمن العاجب تصوير – حسام أحمد: صحيفة اليوم التالي[/JUSTIFY]