رأي ومقالات

الصادق الرزيقي : طـاؤوس سياسي بجناح مـزيـف!!

[JUSTIFY]شعر كثير من السودانيين بالداخل والخارج بحالة من الغم والهم، لدى مشاهدتهم حلقة في برنامج «الاتجاه المعاكس» بقناة «الجزيرة» القطرية بثت الثلاثاء وأعيدت أمس الأربعاء، وضيفها قد لعب بمستوى متهافت وضعيف دور الأراجوز السياسي، فقد كان كمال عمر المحامي الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي المعارض في هذه الحلقة، بهلواناً ملون الثياب مزركشها، يتفاقز فوق حبال الحديث الممجوج ويغرد خارج السرب، وهو ينتقد خطاب الرئيس البشير، ويكرر بلا وعي وإدراك قاموس المرحلة الماضية وقد دخلت البلاد مرحلة جديدة من الحوار البناء الهادف لوفاق حقيقي بين كل فرقاء الساحة والخصام السياسي.

وخلا الجو لكمال عمر فباض وأفرخ من الترهات مستعيراً لغة شتائمية باهتة وأرغى وأزبد شتماً للنظام القائم دون أن يقدم رؤية موضوعية يعبر بها عن برنامج المعارضة البديل، ولكنه أجاد بالفعل دوره في تشويه صورة السياسيين السودانيين وصورة البلاد، بكلامه وتعبيراته المضحكة ومنطقه المهزوز وتناقضاته المخزية وهو يطلق سهامه الطائشة التي لا تعبر بدقة عن موقف حزبه اليوم، مما يعني أنه في وادي النسيان وحزبه في وادي التفاعل البناء مع جديد الواقع السياسي وبدايات الحوار الوطني، وقد أعلن المؤتمر الشعبي عن تكوين لجان للحوار وبدأ يعد نفسه لاستحقاقات هذا الحوار.

وما لا يعلمه كمال عمر المحامي أن قيادة المؤتمر الشعبي التي يظن أنه ثاني اثنين على قمتها، جلست مع قيادة الدولة والحزب الحاكم عدة مرات، وحدثت تفاهمات حول قضايا الانتخابات والدستور والحريات، وظلت تعليقاتها وأحاديثها تختلف في مظهرها ومخبرها عما قاله كمال عمر في حلقة «الاتجاه المعاكس»، وأكد كثير ممن شاهدوا الحلقة أن هذا الرجل يدور ويلف حول نفسه ويتبختر ويتباهى كطاؤوس سياسي بجناح مزيف ضل طريقه في مضمار العمل العام وسقط فجأة تحت مساقط الأضواء ولواقط الأصوات داخل استديو القناة القناة القطرية، فطفق يصفق بجناحيه ويصدر أصواتاً عالية ثم يجفل كالربداء من صفير الصافر.

ولا ندري هل أخطأ المؤتمر الوطني أم أصاب بعدم إرسال ممثل عنه ليرد في حلقة البرنامج على هطرقات كمال عمر وترك مقعده خالياً، ولعل الرسالة الأبلغ للرجل أنه لا أحد يريد أن يتقاصر إلى وحل الحديث الممجوج والمعروف عنه، وأنه ليس كفؤاً لأي من قيادات المؤتمر الوطني وكوادره وأقل قامة من أن ينازلوه على حلبة شاشة «الجزيرة»، فلا هزيمته فيها شرف ولا الغياب عن مساجلته سُبَّة.. ولذا تركوه يبرطع كما يشاء كاشفاً عن ضآلة وضحالة فكر وكثير لغو لا يفيد.

ومقابل ذلك لم يكن زميلنا وصديقنا سيف الدين البشير الذي واجه كمال عمر عبر الهاتف في حلقة البرنامج، موفقاً في ردوده على كمال عمر، فقد حاول أن يكون رحيماً به، نظيف العبارة، رقيق المعنى، شديد التهذيب، وكان يمكنه أن يقضي عليه بالضربة القاضية، لكن سيف آثر ألا يجعل من اسمه رداً شافياً على الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي الذي لا يعلم شيئاً عن توجه حزبه وعكوفه على إعداد وثيقة شاملة ومبادرة تتوافق مع مبادرة المؤتمر الوطني وشروعه في تشكيل لجان لدراسة مبادرة الرئيس البشير، وأنه ليست لديه أية شروط مسبقة للحوار حول القضايا الوطنية!!

فالسؤال إذن.. باسم مَنْ كان يتحدث كمال عمر المحامي في قناة «الجزيرة»؟ هل باسم المؤتمر الشعبي المنخرط في تقييم وتقدير معطيات المرحلة الحالية وضرورة التعامل معها بوعي وصبر وتعمق كما ظل الدكتور الترابي يقول خلال الأيام الفائتة.. أم يتحدث الأمين السياسي باسم تحالف المعارضة الذي بقيت فيه فقط الأحزاب اليسارية التي لم تفكر حتى في الانخراط في الحوار الوطني ولم تحضر في ليلة خطاب الرئيس؟؟

إذا كان الرجل يتحدث معبراً عن المؤتمر الشعبي، فالظاهر للرأي العام موقف آخر للشعبي، وإن كان يتحدث بلسان تحالف المعارضة الرافض للحوار والوفاق، فليحدد المؤتمر الشعبي من الآن الأشخاص المفوضين بالحديث عن مواقفه الحقيقية ويعالج وضع أمينه السياسي الذي «طش عن شبكة الحزب»!!

صحيفة الانتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]

‫3 تعليقات

  1. اي حلقة في الاتجاه المعاكس عن السودان زول المعارضة حسب الجزيرة ﻻزم يكون متخلف سياسيا و مريض نفسيا باسقاط النظام وحدي من الحلقات زول المعارضة قاعد برا السودان و بتكلم بدون حجة و دليل على ما اظن زول الوطني كان حاج ماجد في الحلقة دي
    نفسي اشوف حلقة وحدي زول المعارضة يكون عندو موضوع مش الحلقة كلها عبارة اسقاط فساد

  2. عندما انتقد علماء اللغة والصحفيون والسياسيون والمواطنون العاديون الاسلوب الوعر والمدغمس لخطاب الرئيس، انبرى لنا احد طباخي خطاب الرئيس (سيد الخطيب) بان المضمون هو الاهم وقلنا لا بأس طالما ان المضمون يدعو الى بسط الحريات لإجراء لحوار شفيف بين كل مكونات الوطن للخروج من هذا الواقع البئيس الذي اوصلتنا اليه سياسات المؤتمر الوثني. بذات القدر نختلف تماما مع الاسلوب الاستعلائي والاقصائي لكمال عمر والذي لا يختلف كثيرا عن اسلوب نافع او ربيع عبدالعاطي فكلهم ملة واحدة. ولكن لماذا نتجاوز مضمون كلام كمال عمر ونحصر القارئ في الاسلوبية الطاؤوسية للمتحدث. فمضمون كلام كمال عمر هو محل اجماع من كل القوى السياسية باستثناء كيزان المؤتمر الوثني. فبسط الحريات والسلام وانتشال الاقتصاد واجتثاث الفقر وترسيخ الهوية السودانية بمكوناتها الثلاثية لا خلاف عليها. أما لماذا يقفز كتبة الانقاذ وارزقيتها الى التلبيس والتغبيش على مضمون ما قاله كمال، فمرده هو ان اولى استحقاقات الحوار هي التي تصيبهم في مقتل بل وفيها فناء الانقاذ، ألا وهو بسط الحريات. بسط الحريات كاستحقاق لازم لأي حوار حر وبناء هو ما يصيب الانقاذ وارزقيتها بالذعر والهلع. فالحرية هي الترياق المضاد لكل كوارث الوطن من تمكين وفساد واحتكار للسلطة والمال والحقيقة والوظيفة العامة وظلم وتفاوت اجتماعي فاجر. ولكن بالمقابل فان كل تلك الكوارث التي حاقت بالبلاد من تمكين كافر واحتكار للسلطة والمال والوظيفة العامة والاستعلاء والظلم الاجتماعي، هي مكتسبات حقيقية للكيزان يعضون عليها بالنواجذ ولو استمر التدهور الى يفنى السودان ويجثم الكيزان على ركامه؟

  3. [SIZE=3][B]فالسؤال إذن.. باسم مَنْ كان يتحدث كمال عمر المحامي في قناة «الجزيرة»؟
    وانا اسألك ايها المنبري (احد رويبضة الطيب مصطفى منتحل صفة المهندس)باسم من تتحدث انت وتكيل للرجل السباب وهذا الكم من الشتائم فقط لأنه قدم آراء مخالفة لسادتك في المؤتمر الوطني؟
    اتمنى من كمال عمر المحامي رفع دعوى في نيابة الصحافة ضد هذا الارزقي مش الرزيقي[/B][/SIZE]