تحقيقات وتقارير

شهر العسل .. مفاخرة وترفيه أم تقليد أعمى ؟؟

[JUSTIFY]يقال إن ما ينفقه العريس على مراسيم وتكاليف العرس دليلاً على مكانة شريكة حياته في قلبه كما أن الترف الذي يصحب حفلات الزفاف هو مقياس للمستوى المادي والاجتماعي للأسر. وعلى الرغم من تأكيد الجميع على هذه المفاهيم الخاطئة إلا أنها لا تزال شائعة مما يدفع العريس إلى الدخول في دوامة مرهقة مادياً ونفسياً واجتماعياً.. ومؤخرا ظهرت على السطح ظاهرة قضاء شهر العسل في عدد من الدول فما بين السفر الى الخارج او قضائه في احدى الولايات الغنية ظهرت على السطح قضية التباهي والتفاخر فما هي المعايير التي يقوم عليها اختيار قضاء شهر العسل«البيت الكبير» طرح القضية على عدد من الناس مستعيناً برأي علم الاجتماع وخرج بالتالي:

عادة يرى أمين أحمد معلم ان الكثير من الرجال والنساء لديهم حب المظاهر والتفاخر بشكل غريب حتى أصبح كالوباء الذي ينتشر في المجتمع، مشيرا الى انها كانت في السابق ضربا من ضروب العادة وكانت مكملة وليست ضرورية. أما اليوم فأصبحت تعد من الأساسيات والضروريات وتجد النساء خاصة يتهامسن الى اين يسافر العرسان والغريب في الأمر ان الكثير من الاسر تلجأ للكذب في هذا الامر، والمؤسف ان المجتمع اصبح خاوي الفكر وساد مبدأ التعامل مع الشخص على أساس المظهر حتى لو كان الجوهر فارغا، وصارالمظهر الخارجي والتباهي واحدة من اهم معايير التعامل في المجتمع بل وأضحت لدى الكثيرين معيارا للحكم على الأشخاص فأفراد المجتمع يضعون اهمية قصوى للشكل الخارجي أكثر من اهتمامهم بالجوهر. فالمهم ماذا يرتدي ومن أية ماركة ونوع تلفونه وهل يملك سيارة؟

محاكاة ضرب من ضروب التقليد الاعمى والمحاكاة هكذا حسمت القضية نوال ابراهيم / الطالبة مضيفة بان الفكرة تجاوزت التقليدية الى التباهي والتفاخر ففي السابق كان شهر العسل لا يتعدى منزل الزوجية ثم تطور الأمر بظهور الشقق المفروشة التي اسهمت في التقليل من تكاليف العرس أو السفر الى احدى الولايات بغرض الاستجمام والراحة وللاسف كل تلك المعاني تلاشت واصبح الناس يخططون للسفر الى خارج ارض الوطن والتنقل بين عدد من الدول كنوع من التفاخر والتباهي، واصبح الهدف منه ان يصبح حديث المدينة والمجتمعات «بت فلانة سافرت ماليزيا ومصر وغيرها» او ربما يكون هدفها تقليدا لإحدى جاراتها أو إحدى قريباتها عند تزويجهن لإحدى بناتهن.

حالة نفسية وتؤكد سعاد أيوب / موظفة ان الفتاة اليوم أصبحت تشترط وتتحكم دون مراعاة لوضع الزوج بل وتطلب من الزوج أمورا قد تكون صعبة جداً هدفها الوحيد هو المفاخرة والتباهي وفي اعتقادي ان كل فتاة لو فكرت جيدا وقدرت الأمور لكان همها أن يخرج زواجها بصورة ترضي ربها ثم خلقه لا ان تبدأ حياتها بالإسراف. وتروي قصة أحد اقربائها الذي تفاجأ بقائمة من الطلبات في يوم الزفاف منها قضاء شهر العسل في خارج البلاد الأمرالذي عرضه لحالة نفسية أدخل على اثرها الى المستشفى لتلقي العلاج النفسي.
ديون أبدية ويؤيدها في الرأي محمد مجذوب في القول مؤكدا بان البعض اتخذ قضاء شهر العسل والسفر الى خارج البلاد نوعا من التباهي خاصة بين الفتيات، فهناك من تلزم شريك حياتها بالسفر الى دولة بعينها قد تكون صديقتها او قريبة لها سافرت اليها دون مراعاة لوضعه الاقتصادي مما يدخل الزوج في ديون يصعب عليه سدادها ومن ثم تبدأ رحلة تسديد الديون بعد الزواج فتسهم في إفساد ميزانية الزوج لدهور.
إرضاء للغير الاستاذ محمد احمد المتخصص في علم الاجتماع تناول القضية موضحا بان المجتمع يمثل العنصر الاساسي وراء الركض خلف التباهي والتفاخر خاصة في الأمورالمتعلقة بالزفاف وذلك بسكوته على مثل هذا الاندفاع وأحياناً استحسانه وتقديره الأمر الذي يغري مزيداً من الناس على التورط في الدخول في تلك الدوامة إما إرضاءً لأسرة العروس أو العريس أو إرضاءً للمجتمع من خلال اتخاذهم من حفلات الزفاف مقياساً للمستوى الاجتماعي والمادي للأسر. وحتى ديننا الحنيف أوصى على لسان الرسول صلى الله عليه وسلم أن«أقلهن مهراً أكثرهن بركة». وكثير من الزيجات التى قامت على مبدأ التفاخر والتباهي كان مصيرها الفشل لأنها كانت مبنية على اساس هش لم تراع فيها الكثير من الجوانب الانسانية والأخلاقية وكان كل الهدف«العريس دفع كم؟؟ وشهر العسل وين؟».

صحيفة الإنتباهة
منى النور
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد