غازي سليمان .. ياحليلك يا « ود ام النصر »

السيرة الذاتية:
تقول سيرته الذاتية التي كتب عنها الأستاذ قاسم محمد نور في أوراق الأحد على شبكة الأيام الألكترونية إن الأستاذ غازي محمد أحمد سليمان؛ جده الفكي سليمان ووالده الأستاذ المرحوم محمد أحمد سليمان، من مواليد الكوة، أحد أبكار الخريجين وأحد رواد الحركة الوطنية ومن المؤسسين لجمعية ودمدني الأدبية التي نبعت منها فكرة مؤتمر الخريجين ذلك المؤتمر الذي قاد البلاد نحو آفاق الاستقلال، حيث ضحى والده الذي حكى عنه كثيراً وهو الأستاذ محمد أحمد سليمان، ضحى بالوظيفة الحكومية حيث كان يعمل أستاذاً بكلية غردون التذكارية، استقال من منصبه ليؤسس مدرسة بورتسودان التجارية الأهلية، وفي بورتسودان كان أحد المؤسسين لنادي الخريجين بالثغر وقد كتب عنه الأستاذ الدرديري محمد عثمان في كتابه «مذكراتي»، مشيداً بموقفه الوطني وتضحياته من أجل دعم وتطوير وتأسيس التعليم الأهلي بشرق السودان.
اقترن والده بكريمة السيد محمد الماحي «أحد أعيان مدينة الكوة» شقيقة الدكتور التجاني الماحي رائد الطب النفسي بأفريقيا والوطني المعروف، وكان شقيق غازي الأكبر الأستاذ بدر الدين سليمان الذي دخل مجال العمل الوطني والسياسة منذ كان طالباً في المرحلة الثانوية، فشب غازي في هذا الجو الأسري تحيط به الوطنيات ودائماً ما كان يفتخر بذلك ويقول إنه ود أم النصر بت الماحي في عرفان جميل من ابن لوالدته وفي، الجانب التعليمي كان من قادة الطلاب المبرزين منذ المرحلة الثانوية حيث درس الثانوي بمدرسة بورتسودان الثانوية، وانتقل بعد ذلك للالتحاق بجامعة الخرطوم كلية الآداب وبعد حصوله على البكالوريوس في الآداب التحق بكلية القانون بنفس الجامعة، حيث حصل على ليسانس القانون من جامعة الخرطوم، وكان طوال فترة وجوده بالجامعة شعلة من النشاط، حيث كان يشارك في قوائم الوسط وقوائم التجمعات الديمقراطية واليسارية بالجامعة، ولكنه اشتهر وعرف بالشجاعة والإقدام فلم يكن يهاب أياً من تلك المجموعات، وخاصة بعد انتشار ثقافة العنف الطلابي بالجامعة، وبعد تخرجه وانخراطه في الحياة العملية شارك في عدد من التيارات السياسية وخرج من السودان إبان فترة مايو وشارك في الثورة الأريترية وربطته بقادتها روابط وثيقة، وبعد الانتفاضة عاد إلى السودان وواصل عمله القانوني وفتح مكتباً للمحاماة.. فكان المكتب قبلة للمظلومين.. وعند قيام الإنقاذ تعرض للمطاردة ودخل الحراسة والسجن والاعتقال في فترات متفاوتة ولكن كان دائماً يقف كالطود الشامخ مدافعاً ومنافحاً عن الديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الأقليات والمهمشين في الأرض والمطالبة لهم بالعيش الكريم، خلال تلك الفترة تعرض لأصناف من المطاردات والملاحقات والتهديدات انتهى بعض منها بالاعتقال والسجن، ولكنه كان في كل مرة يخرج من المعتقل أكثر صموداً وأحد نبرة وأرفع صوتاً، فلم تخنه شجاعته وإقدامه وظل مع نفر قليل من زملائه يدافعون عن الحق.
وعندما سكتت الأصوات كان الأستاذ غازي سليمان المحامي الأعلى صوتاً والأكبر قامة في اللقاءات السياسية والفضائيات الخارجية، فقدم مثالاً حياً للسياسي والناشط الاجتماعي في مجال حقوق الإنسان، وله العديد من المواقف فهو تحدث في المجلس الوطني منتقداً ومفنداً بنوداً جاءت في قانون المحكمة الدستورية وقد نجح في إقناع معظم الأعضاء بتعديل بعض من تلك البنود وله كثير من المواقف حين اختلافه مع الحركة الشعبية ومهاجمته لها ولقيادتها الجديدة ووصفهها بأنهم أذناب الصهيونية، مذكراً الناس بأن د. جون فجع الغرب عندما انحاز إلى السلام كونه رجلاً سودانياً ورفض التآمر على وحدة السودان، وأيضاً تحامله الأخير رغم مرضه وحضوره انتخابات المحامين وانحيازه للديمقراطيين ضد المؤتمر الوطني.
والحديث عن الأستاذ المحامي غازي سليمان كثير ويطول بحكم تجربته الطويلة، فقد كان رقماً كبيراً في القانون والسياسة والمجتمع، ومن المحامين الذين كان لهم تأثير ومواقف.. ألا رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته و«إنّا للّه وإنّا إليه راجعون».
تقرير: عيسى جديد صحيفة آخر لحظة
[/JUSTIFY]