الشعبي … خطى متسارعة نحو الحوار !
وما يدور عن الحديث عن أن المفاصلة بين الإسلاميين لم تكن إلا تمثيلية مما يخلق تكهنات بشأن الحوار بين الحزبين يحفه غموض على الرغم من أن المؤتمر الوطني قام باتخاذ خطوات عملية لإثبات جديته في الحوار مع القوى السياسية من بينها إطلاق الحريات، وإيجاد منبر محايد يتولى قضية الحوار وأجندته، بعيداً عما وصفه بالحوار العبثي والكلام الهلامي، والقبول بفكرة الوضع الانتقالي الكامل الذي «يشارك فيه الجميع بما فيها «الجبهة الثورية» و»المؤتمر الوطني»نفسه». التصريحات أطلقها المسؤول السياسي بالحزب «كمال عمر عبد السلام» إن المؤتمر الوطني «لم يقدم لهم شيئاً حتى الآن مع أنهم «قدموا السبت» وكانوا ينتظرون النتيجة في ذات «السبت» لا «الأحد»». وأضاف: «اتضح أن «سبت الوطني» لا جديد فيه».
الكرة فى ملعب الأحزاب
إلا أن المؤتمر الوطني قد قطع بعدم وجود أي «أحد» يقدمه للمؤتمر الشعبي قبل الحوار مع القوى السياسية كافة، نافياً وجود صفقة محددة مقابل حضور الشيخ حسن عبد الله الترابي الأمين العام للحزب لخطاب المشير عمر البشير رئيس الجمهورية الأخير للشعب، مشيراً إلى أن الرئيس طرح في خطابه عموميات في قضايا السياسة والاقتصاد للحوار حولها مع الأحزاب بلا استثناء للاتفاق حولها والوصول لقواسم ومشتركات لإحداث التوافق الوطني في البلاد. وأكد د. عبد الله أحمد عبد الله القيادي بالمؤتمر الوطني ووزير الدولة بوزارة النفط في تصريحات صحفية أن الشعبي من القوى السياسية التي حضرت خطاب الرئيس، واصفاً تجاوبه مع الدعوة بالمقبول، مشيراً إلى أنه سيلتقي مع الوطني قريباً في الحوارات القادمة حول التفاصيل، لافتاً النظر إلى أن حزبه لن يقدم أية مخرجات أو تفاصيل قبل بدء الحوار مع القوى السياسية كافة، مبيناً أن الأحد بالنسبة له يكمن في لقاء القوى السياسية والحوار معها حول القضايا المطروحة وأن ما يخرج من نتائج سيكون محل التزام للوطني. وبحسب القيادي بالمؤتمر الوطني د. ربيع عبد العاطي فإنه لا توجد خطوات عملية وجادة أكثر من ذلك، ويضيف خلال حديثه للصحيفة أن هذه المطالب والشروط التي يطالب بها الشعبي هي موضوعات للتداول وليست شروطاً، فالحوار لا يتم بتصريحات ومطالبات تطلق وإنما بتحديد مناديب للأحزاب للجلوس على طاولة الحوار لكنه أردف أن الكرة الآن فى ملعب الأحزاب.
تغيير في لهجة الشعبي
ويذكر الأستاذ الصادق الرزيقي في عموده الراتب بالصحيفة أن لهجة المؤتمر الشعبي تغيرت تماماً ودبت حرارة وسخونة في خطوط اتصالاته مع الحزب الحاكم، إلا أن هناك شكوكاً كثيرة تثيرها بعض قيادات الشعبي حول جدية المؤتمر الوطني وحرصه على تعزيز روح التوافق والوصول بها إلى النهايات المتوقعة، ويمضي الرزيقي في الحديث بحسب مصادره تؤكد عقد الدكتور الترابي عدة لقاءات ما وراء الستور، مع قيادة المؤتمر الوطني خاصة الرئيس ونائبه الأول السابق علي عثمان محمد طه ومساعده السابق د. نافع وقيادات أخرى من المؤتمر الوطني، ستردف بلقاءات مع نائب الرئيس ورئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني حسبو محمد عبد الرحمن وأمين الأمانة السياسية د. مصطفى عثمان إسماعيل. كل هذه اللقاءات والحوارات هدفها الرئيس والوحيد بزوغ شمس «أحد» المؤتمر الوطني وحكومته رداً على «سبت» المؤتمر الشعبي المقدم مسبقاً، والشعبي له الحق في هذا القول.
مراقبون يرون أن الناظر إلى الخطاب السياسي للمؤتمر الوطني والمعارضة خلال الأيام الماضية التي أعقبت خطاب الرئيس «البشير»، يلحظ أن كلاً منهما يرغب في تقديم تنازلات دون أن تؤثر على تماسك عضويته وجماهيره، ووضح ذلك من الكلمات التي رددها نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب، مساعد رئيس الجمهورية البروفيسور «إبراهيم غندور» حينما قال إن دعوات حزبه للحوار الوطني مع المعارضة لا تأتي من موقف ضعف، كما أن المعارضة حافظت من خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد بدار الحزب الشيوعي على سقفها الداعي لإسقاط النظام، ولكن في كلا الخطابين يلاحظ أن كلا الفريقين يتحسس نبض الآخر في الفترة التي تسبق الحوار المباشر أو حتى إعادة تشكل التحالفات خلال الفترة المقبلة.
صحيفة الانتباهة
هنادي عبد اللطيف
ع.ش
اللت والعجن صناعة إنقاذيه بامتياز، ولكن تجاوب المعارضة مع خطاب الرئيس على علاته يعتبر فرصة لا يجب اهدارها من قبل المؤتمر الوطني باللف والدوران. ما يعلمه الجميع هو ان الحركة الاسلامية ومن ورائها حكومتها وحزبها مسيطرة على كل مفاصل الدولة من خدمة مدنية ونظامية. فالسلطة والثروة والاعلام او ما يطلق عليه الدولة العميقة هي بيدها نتيجة التمكين الذي مارسته لربع قرن كامل. فما الذي يخيفها من مطلوبات الحوار والوفاق؟ واذا كان الرئيس جادا في الخروج من دولة الحزب الى دولة السودان الوطن حيث الكل متساوون، فلا مناص ولا تملص من اتاحة الحريات للجميع دونما سقف الا ما يحدده القانون. كما ان مطلب الحكومة القومية او الانتقالية او الوفاقية برئاسة البشير لتحقيق وفاق يفضي بالبلد الى بر الامان لا يقف في وجهه الا اصحاب الاجندة الحزبية الضيقة حتى ولو كانت الحركة الاسلامية. فقد شهدنا المؤتمر الوطني يستجدي سواقط الاحزاب باثمان باهظة لا لشئ الا للتزين بالقول انه يمثل طيفا واسعا يضم الامة والاتحادي بتشكيلاتهما المصطنعة. وما الحاق ود المهدي وود المرغني وبقية الارانب المستأنسة من دقير ومسار ونهار وغيرهم ممن اخليت لهم الدوائر بالحكومة الا دليلا على مكابدة المؤتمر الوطني في اظهار نفسه بانه ليس وحيدا ولو بالتزوير الفاضح لإرادة الناخبين. فوضع البلد لا يحتمل المماحكة والتنصل من استحقاقات الحوار والوفاق وليحكم من يحكم