تحقيقات وتقارير

طائرة ميليس السودانيّة ضمن مقتنيات متحف المناضلين في احتفالات ذكرى تأسيس الجبهة الشعبية

[JUSTIFY]في أغسطس من العام 2012، وقف الفريق طيار الفاتح عروة العضو المنتدب لشركة زين، والسفير السابق للسودان بنيويورك، مخاطباً حشداً جماهيرياً مهولاً غصت به جنبات الساحة الخضراء في الخرطوم، وضمّ مجاميع كبيرة من الجالية الإثيوبية في الخرطوم، جنباً إلى جنب أشقائهم من السودان.. الفعالية كانت بمثابة تأبين لرئيس وزراء إثيوبيا الراحل مليس زناوي بعد وفاته المفاجئة.. ومما علّق يومها من حديث عروة قوله إنّه قد تشرّف بقيادة الطائرة الصغيرة التي حملت رئيس الوزراء الراحل، وقيادات الجبهة الشعبية في مايو 1991 إلى أديس أبابا، مرتدياً بزّته الميدانية، ليدخلها ميليس فاتحاً ومنتصراً، معلناً انتهاء الحقبة الماركسيّة في إثيوبيا تحت قيادة نظام الدرك والدكتاتور منقستو هايلي ماريام، إثر الهجمات الشرسة التي شنّتها قوات الجبهة على العاصمة أديس أبابا، وحاصرتها من كل الجبهات، وهو وضع لم يجد إزاءه منقستو بدّاً من الهرب إلى زيمبابوي معيّة خمسين من أفراد أسرته، حيث استضافهم روبرت موقابي، ومنحهم حق اللجوء السياسي.

الرواية بالطبع قد تكون معلومة للكثيرين، إذ أنّ علاقة الرجل -ومعه عثمان السيد، مدير الأمن الخارجي فى عهد نميري- مع وقائع وتفاصيل النضال الإثيوبي كثيراً ما وجدت حظّها في الصحف، إذ كانا يشرفان على عمل المعارضة الإثيوبية، وقد واصل عروة عمله فى ذات الملف حتى بعد محاكمته الشهيرة أعقاب الانتفاضة السودانية في أبريل 1985، وقد عاد إلى السودان، فى أواخر، بعد أن تم استدعائه من قبل الرئيس البشير، منذها ظلّ عروة مرتبطاً اسمه بالعمل مع المعارضة الإثيوبية، إذ سخر كل صداقاته وعلاقاته السابقة مع قيادات الجبهة الشعبية، وربطته علاقة خاصة جدا بملس زناوي حتى وفاته. ومما يؤثر عنه في هذا المقام أنّه قد عاب على زناوي غياب البعد الاجتماعي فى حياته، ما دفع بالأخير لأن يقول له: إنّه وهب حياته للشعب الإثيوبي.

حسناً؛ ثمّة جديد في الأمر، فالطائرة الصغيرة التي قادها الفريق الفاتح عروة، في العام 1991 -وحمل على متنها مليس صوب أديس أبابا متسلّماً حكمها وقيادتها- هذه الطائرة تقطع الآن الطريق البري بين السودان وإثيوبيا كيما تستقر في يوم (18) من الشهر الجاري، في متحف المناضلين، تجسيداً لرمزية الدعم والمساندة للثورة الفتية من السودان.

الشرف المستحق بزّت فيه العاصمة السودانيّة نظيرتها البريطانيّة، فلئن استضافت العاصمة البريطانية لندن عام 1990 الترتيبات السياسية لإنهاء حقبة منقستو، بدعم ومساندة من الولايات المتحدة، فإنّ السودان كان قد أسبقيّة استضافة المعارضة الإثيوبية، ودعمها، وتقاسم معها الأرض والماء والطعام، حتى انتصرت علي الدكتاتور مانغستو هايلي ماريام، وأصبحت الخرطوم هي العاصمة التي تحرك منها مليس زيناوي رفاقه لإستلام الحكم وتحرير إثيوبيا.. يقول الفاتح عروة في ذات الخطاب المشار إليه مطلع هذا التقرير: “أكلت مع زيناوي الإنجيرا في الديم وكسلا وبورتسودان والقضارف، وعرفته مناضلاً ثائراً في الجبال”، معتبراً إن ما حققه مليس زيناوي في العلاقات بين إثيوبيا والسودان لن يستطيع أحدٌ أن يغيّره.

بالعموم، ما زالت أسرار الدعم السوداني للجبهة الشعبية لتحرير إثيوبيا طيّ الكتمان، في صدور الكثيرين، ولم يتكشفّ منها بعد الكثير.

أنباء أديس التي تكتظ بالملفات السودانية العديدة والمتداخلة تفيد بما يشير إلى أنّ قيادة الجبهة الشعبية تقدمت بدعوة أصيلة إلى رئيس الجمهورية، لتشريف احتفالها بالذكرى (39) لتأسيسها، وهي الذكرى الثانية التي تمرّ في غياب قائدها مليس زيناوي. ومما رشح من أنباء فإنّ الرئيس البشير سيشارك في الاحتفالات في مدينة مقلي، حاضرة إقليم تقراي، يوم 18 الجاري، فيما سيشارك في الاحتفال وفد عالي المستوى من رئاسة الجمهورية، وولاة الولايات الحدوديّة؛ القضارف وبورتسودان وكسلا وسنار، بالإضافة لعدد من وزراء الحكومة، امتداداً للدعم والسند السوداني للشعب الإثيوبي، مشاركاً إياه فرحته بثورة التحرر الوطني في ذكرى تأسيسها 39.

الفاتح عروة نفسه يزور إثيوبيا هذه المرة ليس قائداً للطائرة التي حملت مليس زيناوي إلى سدة الحكم، ولكن صديقاً للجبهة الشعبية، وراعياً للاحتفالات الشعبية لشركة زين التي سيرت قافلة ثقافية، وليالي غنائيّة سيحييها في الساحرة أديس الفنان ياسر تمام.

وبحسب أبادي زمو، السفير فوق العادة، ومفوّض جمهورية إثيوبيا فى السودان فى حوار مع (اليوم التالي) يُنشر لاحقاً فإنّ الطائرة المشار إليها تنقل هذه الأيام إلى تقراي فى إثيوبيا تمهيدا لادخالها متحف المناضلين لتكون جزء من مقتنيات المتحف وسيراها الجمهور بعد (10) أيام، مبيّنا أن الطائرة لها رمزية كبيرة جداً لدى الشعب الإثيوبي، كونها توضح ما كان يقدمه الشعب السوداني لنضالات الرفاق في إثيوبيا.

صحيفة اليوم التالي
الخرطوم- أميرة الجعلي
ع.ش[/JUSTIFY]

تعليق واحد

  1. كان ما ينفذه الكولونيل الفاتح عروة والكابتن عثمان السيد خطة أمريكية رسمت في وكالة المخابرات الامريكية ونفذها عروة وقبلها نجحوا في تهريب الفلاشا… وقد كان من مصلحة السودان إسقاط منقستو ووقف الدعم الإثيوبي لقرنق …وتتخلص أمريكا من حكم ماركسي مزعج..
    فالفاتح عروة ضابط كف ومازال في المخابرات الامريكية…مما يجعل زين محل شبهات…
    وما خبرته في إدارة شركات اتصال ؟؟؟؟؟؟؟