تقنية معلومات

الفيس بوك وتويتر يعيدان برمجة أدمغة مستخدميهم الصغار

[ALIGN=JUSTIFY]في الوقت الذي سبق وأن تحدثت فيه بعض التقارير الصحافية عن أن شبكات التواصل الاجتماعي التي يأتي على رأسها مواقع الفيس بوك وتويتر وبيبو قد باتت مهددة، وينتظرها مستقبل معتم بعض الشيء نظرا لحاجة القائمين عليها إلى مصادر متجددة ودائمة للتمويل بغرض الاستمرارية في تقديم كل ما هو جديد في هذا القطاع الذي اكتسب شهرة وجماهيرية عريضة خلال السنوات القليلة الماضية، يبدو أن تحديات من نوع آخر سوف تمثل حرجا شديدا لتلك المواقع خلال الفترة المقبلة خاصة ً بعد أن تحولت إلى مادة خصبة للأبحاث الطبية والعلمية خلال الآونة الأخيرة.

وفي هذا الصدد ، حذرت الباحثة البريطانية البارزة في علوم الأعصاب، سوزان غرينفيلد، من أن تلك المواقع تسبب تغيرات مزعجة في أدمغة المستخدمين صغار السن !!

وأشارت سوزان إلى أنها خلصت من خلال أبحاثها إلى أن مثل هذه المواقع الاجتماعية تعمل على خفض مستويات الانتباه والتركيز، كما أنه تشجع على الرغبة في الاستمتاع بالملذات الآنية، وتزيد كذلك من مشاعر الأنانية لدى الأطفال صغار السن. وقالت صحيفة “الدايلي ميل” البريطانية تعقيبا على تلك التحذيرات المثيرة، إن التصريحات التي أطلقتها سوزان من شأنها أن تصيب الملايين من مستخدمي تلك المواقع بالانزعاج والضيق خاصة ً هؤلاء التي تعتمد حياتهم الاجتماعية على الدخول لتلك المواقع المفضلة لديهم كل يوم.

ومع هذا، فإن تلك التحذيرات من شأنها أن تلقى ردود فعل جيدة لدى الآباء والمدرسين الذين يشتكون من أن كثيرا من الأشخاص صغار السن يفتقدون القدرة علي التواصل أو التركيز بعيدا ً من شاشات أجهزة الحاسوب.

وقالت الصحيفة إن هناك أكثر من 150 مليون شخص يستخدمون موقع الفيس بوك كي يتواصلوا مع الأصدقاء، والتشارك معهم في الصور ومقاطع الفيديو، والقيام بنشر تحديثات لكافة أنشطتهم وتحركاتهم وخواطرهم. كما يوجد ستة ملايين شخص مسجلين في موقع تويتر، الذي يسمح لمستخدميه بتعميم رسائل نصية عن أنفسهم.

ورغم أن تلك المواقع تحظى بجماهيرية عريضة وتتميز بالعديد من المزايا والفوائد، إلا أن عددا متزايدا من علماء النفس وأخصائيي العلوم العصبية باتوا يعتقدون أنها من الممكن أن تضر أكثر مما تنفع.

وتابعت الصحيفة حديثها بأن البارونة غرينفيلد، اختصاصية علم الأعصاب في جامعة أوكسفورد ومدير المعهد الملكي، ترى أن التعرض المتكرر لتلك المواقع من الممكن أن يعمل بشكل فعال على “إعادة برمجة” مخ الإنسان. كما أكدت أن ألعاب الكمبيوتر والبرامج التليفزيونية المنوعة ذات الإيقاع السريع تمثل أيضا ً عاملا ً مؤثرا ً.

وفي حديث لها مع الصحيفة، قالت غرينفيلد :” نعرف كيف يحتاج الأطفال الصغار لطمأنينة دائمة بأنهم موجودون على قيد الحياة. وكل ما أخشاه هو أن تقوم تلك السبل التكنولوجية الحديثة بتصغير مخ الأشخاص إلى الوضعية الخاصة بأدمغة الأطفال الصغار الذين تجذبهم غمغمة الضوضاء المتواصلة والأضواء البراقة، حيث تقل لديهم مستويات التركيز ويعيشون اللحظة بلحظتها “.

كما شددت غرينفيلد على أن الأشخاص المصابين بداء التوحد، الذين يجدون صعوبة دائما ً في التواصل، كانوا يشعرون بالراحة إلى حد كبير عند استخدامهم لأجهزة الكمبيوتر. هذا وقد أكد عدد من علماء النفس أن نظم التكنولوجيا الرقمية تقوم بتغيير الطريقة التي نفكر بها
المصدر :ايلاف [/ALIGN]