القيادي الإسلامي أحمد عبدالرحمن:مبادرة رئيس الجمهورية تفتح صفحة جديدة بين القوى السياسية لمواجهة التحديات بالحوار
في لقاء الرئيس الأخير بقاعة الصداقة كان الأستاذ أحمد عبدالرحمن أبرز القيادات التي قدمت لها الدعوة للحضور للمشاركة في اللقاء.
وفي هذا الحوار الذي لا تنقصه الصراحة مع (أخبار اليوم) يدلي بدلوه حول اللقاء والخطوة القادمة ومستقبل السودان السياسي وفقًا لتداعيات خطاب الرئيس الأخير فإلى تفاصيل الجزء الأول من الحوار..
حوار: عبدالرازق الحارث إبراهيم
?{? مبادرة الرئيس كيف جاءت ولماذا؟
المبادرة التي أطلقها السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير كانت دعوة لتوسيع مواعين الشورى والقناعة، وهنالك قضايا وتحديات تشهدها الساحة السودانية لا يكون حلها إلا بالحوار.
وفي اعتقادي أن أهل السودان كلهم كانوا يتطلعون لهذه المبادرة والمواجهة التي تميزت بالشفافية والصراحة.. والمبادرة تدل على أنه حان الوقت لفتح صفحة جديدة لكل القوى السياسية بالساحة لمواجهة القضايا الحادة التي تواجه السودان وأهمية البحث عن القواسم المشتركة بين كل القوى السودانية الوطنية.
وأعتقد أن هذه هي الرسالة التي قدمها الرئيس في خطابه وأبرز ما فيها ذلك المشهد الرائع الذي تطلع إليه أهل السودان وكان أمامهم في قاعة الصداقة فكل ممثلي القوى السياسية في السودان كانوا في ذلك اللقاء.
وهذا يعني للمراقبين أن اللقاء لم يكن تلقائيًا أو عفويًا أو صدفة وإنما جاء نتيجة لجهود كبيرة جدًا من لقاءات على المستوى الثنائي تمت في الحجرات ووصلت مرحلة كان لابد من الإعلان عنها وهذا أهم شيء.
وقال لم يخطر على بال بشر أن تستجيب كل هذه الرموز لهذه الدعوة في ذلك المشهد الرائع الذي أضفى نوعًا من البهجة على المناخ العام الذي كان يشوبه قبل اللقاء قدر كبير من الإحباط. وكان اللقاء رسالة أمل لنضوج القوى السياسية قاطبة بأن الخيار الأفضل والأمثل أن يلتقوا على كلمة سواء في ما يتعلق بالقضايا غير المختلف عليها.
وقد حدد الرئيس هذه القضايا في تحسين عيش المواطن إذا كان البحث عن الحكم الراشد والاهتمام بتوسيع مساحة الحريات في مجالات التعبير والتنظيم وإيجاد علاقات خارجية تخدم مصلحة السودان والاقتصاد والسلام وهذه قضية مفتاحية.
وكل هذه القضايا لا يختلف حولها اثنان.
?{? الآن هنالك علامة استفهام لماذا لا يلتقي الناس وما المانع من مثل تلك اللقاءات؟
لابد أن يرتقي الناس لمستوى المسؤولية ويقدموا الأجندة الوطنية على الأجندة الحزبية الضيقة.
والمؤتمر الوطني يتحمل مسؤولية كبرى فهو مسؤول في هذه المرحلة التاريخية المهمة عن تجسيده لإرادة جموع كبيرة من أهل السودان على حسب نتائج الانتخابات التي جرت مؤخرًا بالسودان.
ومازلت أقول هنالك تحدٍ في هذه المرحلة التي تم فيها ما يشبه التوجه نحو التزام كل القوى السياسية برؤية موحدة لمعالجة كل القضايا حسب المراحل المختلفة والتفاهم والمنهجية والبرامج التي تشترك فيها بعد ذلك كل القوى السياسية ولا ينفرد بها حزب.
وهذا هو المحك الآن والقدرة أو المصداقية في تنفيذ كل ما ذكر وكل ما تم الاتفاق عليه.
وواصل مولانا حديثه قائلًا: كل ما تفق عليه بشكل ثنائي في فترة سابقة كان قابعًا في الملفات ولم يتم تحريكه أو تنفيذه.
ونتمنى أن يكون هذا اللقاء بداية التحدي الجديد بعد اجتماع قاعة الصداقة بحيث يصبح إرادة واسعة لجمع كل أهل السودان في صياغة جديدة لبرامج متفق عليها لتنفيذها على مراحل محددة وفقًا لفترة زمنية محددة بكوادر غير حزبية أي كوادر قومية.
وكل هذه الخطوات نتوقعها ضمن خطوات ستتم بعد خطاب الرئيس، وأنا شخصيًا متفاءل كثيرًا وعلى قناعة بأن أهل السودان قادرون على الدخول في مرحلة جديدة يحدث فيها تغيير حقيقي نحو التحول الراشد والممارسة الديمقراطية الحقيقة.
وثانيًا لقاء قاعة الصداقة أثمر حقيقة وأثبت أن أهل السودان لهم القدرة على توظيف الإمكانات الكبيرة التي حبا الله بها أهل السودان وتوظيفها في وقت قصير جدًا في مجال الزراعة على وجه الخصوص والصناعات التي تعتمد على الزراعة في تغيير هذا الواقع وهذا الحال في فترة قريبة جدًا لأننا الآن لدينا وجود كبير لمجموعات كبيرة من البشر تعمل في أعمال هامشية وهي مستهلكة.
وكل هؤلاء لا يمكن أن يتم تحريكهم للإنتاج مالم تكن هنالك إرادة سياسية موحدة.
وهؤلاء هنالك خشية كبيرة منهم لأنهم فيهم الخير لو وجدوا التوجيه الصحيح للمساهمة في الإنتاج وفلاحة الأرض وكل الأعمال.
أما إذا بقوا في العاصمة بهذه الأعداد الكبيرة مهمشين فسيشكلون خطرًا.
وأكرر قولي ثانية هؤلاء لن تستطيع جهة توظيفهم التوظيف الصحيح إذا لم تكن هنالك إرادة سياسية كبيرة.
?{? خطاب الرئيس المراقبون قالوا إنه لم يكن بحجم التطلعات السياسية.. ما هو تقييمك؟
أهل السودان من حقهم المشروع أن تكون لهم تطلعات كبيرة جدًا نحو حياة أفضل بعد مرور 58 عامًا من الاستقلال.
والسودان مثله مثل الدول التي نالت استقلالها بعده. وليس ذلك بغريب ولا مستغرب أن تكون لديهم هذه التطلعات والحزب الحاكم ينفي هذه النقطة بصورة جادة من أجل وثبة حقيقة لمستقبل زاهر لأهل السودان والحزب الحاكم لا يقدر على تحقيقه إلا باستصحاب كل قوى الخير من أهل السودان.
وأعتقد أن الرسالة التي قدمها المؤتمر الوطني للقوى الوطنية بأن أهل السودان إذا لم يفعلوا ذلك سيندمون لأن ذلك هو عجز القادرين على التمام.
واستطرد قائلًا: أهل السودان قادرون على أن يبدلوا الحال في فترة قصيرة جدًا لأفضل مما هو عليه الآن.
ما هو قائم الآن مهما قلنا إن هناك تحسنًا نسبيًا فهو لا يسر في بلد نال استقلاله منذ عام 1956م.
ولن نقول إن الوقت مضى (never late ) بل على العكس يجب أن تكون مقولتنا إن الوقت مايزال أمامنا والتحدي فنحن قادرون وهذه هي الرسالة الجديدة للقوى السياسية إن عقدت عزمها فهي قادرة على حل قضاياه دون الحاجة للخارج.
?{? أغلب قيادات القوى السياسية الذين حضروا اللقاء انتقدوا خطاب الرئيس ووصفوه بأنه خطاب حزب وليس خطاب وطن؟
لا، على العكس يمكن أن نقول إنه خطاب حزب وهذا صحيح لأن المواطنين الذين لديهم استنارة وحضارة ويستوعبون مفاهيم الديمقراطية يطلبون من الحزب الذي حاز على إرادة أهل السودان في انتخابات حرة ومراقبة أن يقود البلد وتكون له مبادرات. وليس غريبًا أن تكون هذه واحدة من المبادرات المطلوبة من الحزب أن يقدمها للأمة كلها.
لكن قطعًا هو لا يتكلم عن استنهاض الحزب وإنما نهضة البلد وهو قد أخذ التفويض لإدارتها لمدة 4 سنوات؛ ولكن أغلب أهل السودان لم يستوعبوا هذا رغم أن فيهم قوى واعية وكبيرة.
هم يعرفون أن أهل السودان أعطوا الحزب تفويضًا من أجل تقديم رؤيته للنهوض بالبلد وهذا هو المطلوب في أي انتخابات.
وإذا فشل في ذلك تأتي صناديق الاقتراع والقوى الواعية والمنظمة المطالبة بأن تكون في مستوى المسؤولية وتقوم بتنظيم نفسها حتى تحظى بثقة أهل السودان على أساس أنها ستقود المرحلة القادمة وهذا هو التبادل السلمي للسلطة.
وأنا لم أرَ الرئيس في خطابه يتكلم عن قضايا الحزب بل تحدث عن قضايا تشكل تحديات والجميع يعترفون بأن هذه هي القضايا التي تواجه أهل السودان حاليًا.
?{? هنالك أحاديث عن استبدال خطاب الرئيس في اللحظات الأخيرة؟
لا أعلم لي بهذا؛ ولكن ما أعلمه أن هذا الخطاب جاء في الوقت مناسب كانت فيه الساحة تعاني من ركود كاد أن يخيم على أهل السودان.
وقطعًا هذا الخطاب حرك كثيرًا هذا الركود.
?{? ماهي الخطوة القادمة بعد لقاء قاعة الصداقة؟
أتوقع أن تكون هنالك جهود أولها أن يكون هنالك عمل مكشوف لكل أهل السودان فيه شفافية كاملة في الارتباط والالتزام بقناعة ببرامج تفضي إلى ميثاق وطني لمعالجة التحديات التي ظل يواجهها السودان لفترة طويلة وهذا ما أتوقعه.
?{? الأمين السياسي للمؤتمر الوطني قال إن الرئيس سيقابل الصادق المهدي.. ماهي أبرز توقعاتك للقاء؟
ما استنتجته من المشهد الذي رأيته في قاعة الصداقة أن ذلك اللقاء لم يكن الأول بين الرئيس والسيد الصادق المهدي، وقطعًا أي إنسان يعرف أنه قبل اجتماع قاعة الصداقة تمت لقاءات مع كل رؤساء القوى السياسية وهذا كان واضحًا من اللقاء والقوى السياسية هي القوى الوحيدة التي تخلفت عن اللقاء.
?{? القوى السياسية قالت إن الدعوة للقاء الرئيس جاءتها قبل 4 ساعات من اللقاء؟
غير مهم متى جاءت الدعوة، وإذا كانت حريصة كان من المفروض أن تلحق بالركب لأن أي إنسان له علاقة بالسودان وولاء للسودان سيكون حريصًا على حضور اللقاء. وإذا لم يحضر اللقاء هذا العام يمكن أن يدركه العام المقبل.
صحيفة اخبار اليوم
[/JUSTIFY]