رأي ومقالات

خالد حسن كسلا : فيلوساوث وحمد الريح.. وعبد الواحد يبدأ

[JUSTIFY]احتفت صحيفة «الصحافة» يوم أمس بمشهد استخلصته من الاحتفال باليوم العالمي للراديو الذي نظمته الإذاعة السودانية، وهو تجاوب الدكتور فيلوساوث مع أغنية حمد الريح الذي كان يغني «شال هم فرقتك قلبي».. حيث قامت الصحيفة بإبراز خط عريض على صدرها يشير إلى هذا المشهد. لكن كان الأولى ـ ومازالت الفرصة قائمة ـ أن يترجم هذا العنوان ويرسل إلى كل الوسائط الإعلامية مترجماً بكل اللغات بحيث يكون «راعي كنيسة الشهيدين في السودان يعني مع فنان مسلم في الاحتفال باليوم العالمي للراديو المقام في أم درمان». وذلك حتى تأتي المساهمة منها بصورة مجدية في إرسال رسالة توعية للمجتمع الدولي، أن السودان أكثر بلدان العالم وأفضلها من ناحية التعايش الديني، ولا داعي لاستغلال كرت الدين كذريعة لإشعال الحروب فيه بدعم من البارونة كوكس أو قساوسة واشنطن. إن البلاد بالداخل لا تحتاج إلى مثل هذه الرسالات، وليت صحيفة «سودان فشن» السودانية الناطقة بالانجليزية اهتمت بنشر هذا الخبر أيضاً، وكذلك موقع المركز السوداني للخدمات الصحفية «إس. إم. سي». وموقع «سونا» وموقع سوداني سفاري الناطقة باللغة الانجليزية أو «المقروءة باللغة الإنجليزية»، ولو هذا التعبير هو الأصح. فنحن نريد أن نتعامل مع العالم باللغة الانجليزية حتى تكون رسائلنا الإيجابية واضحة.. حتى يكفينا الله شر البارونة كوكس وأخواتها وأخوانها في غير الله. ثم إن الدكتور فيلوساوث فرج قد نال هذه الدرجة العلمية العليا في علوم الأديان السماوية، ولعله أشار إلى سماحة الإسلام. ولعل ذلك يخبر العالم المتحضر بأن الدين لا يمكن الحكم عليه ببعض سلوكيات بعض الناس. وقد قاد اللورد كرومر وكتشنر ونابليون حملات احتلال البلدان المسلمة، فهل مثل هذا العدوان تقره الأديان السماوية؟! ثم إذا أراد الغرب أن يتحاور فعليه أن يجلس إلى علماء المسلمين وليس الشباب صغار السن الذين يستفزهم استمرار الاحتلال اليهودي في فلسطين والاحتلال الصليبي في أفغانستان والعراق ومالي وإفريقيا الوسطى. ورسالتنا للدكتور فليوساوث فرج بحكم أنه نال درجة كبيرة في علوم الأديان السماوية، أن يحكي للعالم غير الإسلامي قصة القبطي مع عبد الله بن عمرو بن العاص.. كمثال لاحترام حقوق الإنسان بغض النظر عن دينه.. نعم حتى الصليبيين لا يجدون احتراماً لحقوق الإنسان من إخوانهم كما يجدونه من المسلمين الذين يحكمون وفق الشريعة الإسلامية التي اطلع عليها دكتور فرج وهو يقوم بإعداد رسالة الدكتوراة في علوم الأديان السماوية.
عبد الواحد يبدأ الحوار إذن بقي الحزب الشيوعي وحده ليكون في الساحة كأمواج تصارع الصخر وتمضي دون أن تهزه، ذلك بعد أن تلفت عبد الواحد محمد نور يمنة ويسرى ولم يجد إلا طريق العودة إلى الخرطوم. وكان «الجنوب» آخر خندق لانطلاق التمرد، لكن حتى حركة العدل والمساواة التي يمكن أن تتحالف مع حركة مناوي خاصة بعد الانشقاقات التي صدّعتها.. أصبحت تزاحم حركة عبد الواحد في جنوب السودان. وكانت في عام 2005م قد زاحمتها في إقليم دارفور بعد أن اتجهت مجموعة من حزب المؤتمر الشعبي بقيادة خليل إبراهيم إلى تشكيل حركة متمردة هناك تحمل اسمها هذا.

لكن هل أراد عبد الواحد محمد نور وأحمد عبد الشافع وأبو القاسم إمام أن يلعبوا لعبة ذكية، وهم يشترطون أن يكون الحوار مع الحكومة في مناطق آمنة مثل «كمبالا ونيروبي وأديس ابابا والدوحة»؟! إن الدوحة وأديس أبابا ونيروبي يمكن أن يرفضوا فيها التفاوض، لكن هل بوسعهم رفضه في كمبالا وهم يقيمون فيها أو يغادرون إليها ويعودون منها باستمرار، ومعلوم دورها في تأجيج الصراع في دارفور وجنوب السودان؟!

إنهم يريدون أن يحددوا «كمبالا».. لكنها من ناحية ساسية تبقى هي الأخرى منطقة غير آمنة بالنسبة للسودان.
أما الدوحة فلا أظن أنها تروق لعبد الواحد، اللهم إلا إذا اضطر لإلغاء تمرده بصورة تحفظ ماء الوجه. لهذا ولذلك فإن الأنسب هي أديس أبابا، إذا كانت الدوحة المساهمة بقوة في سلام وإعمار دارفور غير مرغوب فيها من جانب عبد الواحد. ولكن «تل أبيب» إذا كانت ضمن المقترح فهي مرفوضة لأنها ستكون منحازة لعبد الواحد، ولعلكم تذكرون قصة علاقته معها.

صحيفة الإنتباهة
ع.ش[/JUSTIFY]