رأي ومقالات

هيثم الفضل :عمر حدربي.. وإستقلال الذات…. !!

[JUSTIFY]عمر حدربي.. نموذج لفنان يخطو عبر سلم منطقية الصعود إلى مصاف الفنانين الذي يودون بالفعل الإستقلالية بذواتهم الفنية عن الآخرين.. و قد بدأ عمر حدربي نشاطه الغنائي بدون استعجال ولا تلكوء، فهو واسع الخيال وصاحب موهبة ناضحة بالبديع من الفن، خطى العتبة الأولى في درب الفن بترديد أغنيات الراحل نادر خضر الذي لا يتجادل إثنان في أنه أتى بأسلوب جديد في التطريب والأداء، وقدم دلالات واضحة على أنه استقل بذاته وعبَّر عن شخصيته الفنية.. أمثال عمر حدربي من الفنانين الشباب كُثر وهم للأسف يقفون على (حائط المبكي) ذاته أو بتعبير آخر حائط ترديد أغاني الآخرين بالقدر الذي يهدد مسيرتهم الفنية ويجعلها قاصرة وفاقدة لجماليات كثيرة يحتويها التجديد وفي مقدمتها الإبهار والإقناع، الذي يستهدف به المتلقى، عمر حدربي فنان صاعد و يعزز دوماً باجتهاد وصبر مقومات استقلاله الفني عن نادر خضر.. وأظنه يجد صعوبة في أحيان كثيرة في إقناع الآخرين بذلك، فكثير من المحللين والنقاد ومقدمي البرامج هم في الأصل منجرفون في ما يسمى بالمدرسة الإنطباعة للنقد الفني والتي تقوم على الأساس على الإحساس والتقييم الشخصي….

وهانذا أدعو جميع المختصين حتى لا نهزم مسيرة التجديد وانبثاق الأعمال الفنية وولادة النجوم بقيادة كل من يحاول الاستقلال بذاته إبداعياً إلى مقصلة الأحكام السريعة المحبطة والقاتلة للآمال.. يجب أن يعلم النقاد ومن يجلسون على المنابر الإعلامية بشتى أشكالها ألا يصدروا الأحكام إنطلاقاً من رؤيتهم الشخصية أو أذواقهم الخاصة، لأن ذلك سيؤول بأمر التجديد والتحديث والاستقلال الفني للشباب إلى اتجاهين لا ثالث لهما.. الأول تكوين مجموعات سماعية شبابية مغلقة لا تتعامل مع الموروث الفني للأمة ولا تعترف به بالقدر الذي سيؤدي إلى انفصام الماضي عن الحاضر، وبالتالي تشويه الهوية الثقافية للشباب وإرتجاجها الفكري.. أما الاتجاه الثاني فهو إصابة المبدع الشاب بالإحباط والقهر الفني واعتزاله الأمر كلياً.. مما يفقد الوسط الفني بكافة مشاربه إضاءةً إبداعية ربما كانت ستكون محوراً متوهجاً يرفد مسيرة الأغنية السودانية بإمبراطور حقيقي آخر يستحق اللقب، يا هؤلاء يجب أن نشيد بكل مجدِّد يصارع ظروف الفن التي يعانيها جراء ما أصاب الوطن من ويلات، حتى وإن لم يوافق تجديده وإسلوبه أذواقنا وتوجهاتنا الفنية.. المهم أن يجنح الفنان في سن غض في إتجاه الاستقلال بذاته وأسلوبه الخاص..

ثم من بعد ذلك لنترك أمر الحكم عليه للجمهور السوداني الرفيع في ذوقه على مر الزمان، هو وحده الذي سيحكم ببقاء هذا أو ذاك.. أشد على يديك عمر حـدربي أنا أحـد المقتنـعين بأنك بالفعل على أعتاب أن تعـبِّر عـن ذاتك الفنية الخاصة أو ربما قد فعلت.

صحيفة آخر لحظة
هيثم الفضل
ت.إ[/JUSTIFY]