منى سلمان
يكبروا الصغار ويزيلوا الغبار
لاذت (رقية) بحضن أسرتها وإعتصمت بحبل مودة إخوتها مستبدلة ضل الراجل (الحالو مايل) بضل عزوة أهلها، ولاذ هو بكبريائه أو ما تبقى منه بعد (شيل الحال) الذي لحق به على يد نسابته، لذلك لم تجد مساعي المصلحين وفاعلي الخير إذنا صاغية لدى الطرفين في محاولتهم لإصلاح ذات البين … مرت الشهور وتعاقبت السنوات وسارت مركب الحياة بكل من الطرفين مسارها، فقد تزوج (قاسم) مرة أخرى بعد أن تمكن من شراء عرية تاكسي مستعملة وصار (يستحلب) منها رزقه بالبركة والتساهيل، كما اعانته القسمة بزوجة صبورة مدبرة إستطاعت أن تتدبر معيشتها وأبنائها منه على حد الكفاف عن رضا وحمد لله، وعلى الجانب الآخرإجتهدت (رقية) في تربية أبنائها الأربعة بمساعدة أخوالهم بعد أن طلقها أبوهم وتركهم لها (لحم أحمر) لا يتجاور عمر أكبرهم السبع سنوات، نذرت نفسها لخدمتهم فلم تفكر في الزواج مرة أخرى وكان ردها على كل من يراجعها في عزوفها عن الزواج ويلومها على هجر شبابها دون زوج، كانت تجيب بالإشارة لإبنها البكر (معتصم) قائلة:
أنا دايرة بالرجال تاني شنو؟؟ .. كفاي (معتصم) يبقى لي راجلي .. بكرة يكبر هو وأخوانو الصغار ويزيلوا الغبار !
صدّقت السنوات ظن (رقية) فقد كبر (معتصم) وتوفق في الحصول على وظيفة محترمة في إحدى دول الخليج بعد إكماله لدراسته الجامعية مباشرة مما جلب للأسرة المزيد من الرخاء وسعة العيش حيث تكفل بمصروفات الدراسة الجامعية لبقية إخوته بل وكافة مصاريف إعاشتهم، وبينما جادت الحياة على (رقية) وأعطتها وجه الخير وكافأتها على صبرها في تربية أبنائها، أدارت الأيام عن (قاسم) وجهها وتبدلت به الأحوال بعد أن كبر وتفاقمت معاناته بسبب المرض وتدهور ظروفه المالية، فبعد أن باع التاكسي الذي تحول مع مرور السنوات الى قطعة خردة، صار يعمل أجيرا (ركيب) على تكاسي الآخرين.
لملم (قاسم) شتات نفسه وقاوم كبريائه وتوجه لطلب العون من إبنه البكر عند عودته في إحدى إجازاته، طلب منه أن يبره بشراء عربة تاكسي جديدة ليعمل عليها أو يمول له مشروع صغير يعينه على تربية إخوته الصغار، لم يبخل (معتصم) على ابيه الذي لم يجهد نفسه يوما بحمل همهم أو الصرف عليهم بل رحب بمساعدته فورا ولكنه إشترط عليه شرطا غريبا مقابل ذلك فقد قال له:
– على عيني وراسي يا أبوي حا أشتري ليك التاكسي .. لكن أنا عايزك تكرمني بي حاجة تانية !
– قول عايز شنو يا معتصم يا ولدي؟؟
– عايزك ترجع أمي لي عصمتك تاني!
– قلتا شنو؟؟ كيف داير الكلام ده يحصل بعد السنين دي كلها؟؟ وبعدين أمك ما أظنها ترضى كلوكلو!!
– أنا عايزك ترجعا عشان هي ما تزعل لو أنا إشتريت ليك التاكسي وتعتبر إنو خيري حا يمشي لزوجتك وأولادك منها بعد تعبت فينا السنين دي كلها براها .. أرجوك رجعا عشان أنحنا محتاجين ليكم إنتو الإتنين وعشان تكرم كُبره وتعيش معززة باقي أياما.
– أنا ما عندي مانع لو هي بتوافق .. هسي بعقد عليها تاني.
– خلي مواففقتا علي أنا .. بجيبا.
لم يتعب (معتصم) كثيرا ليحصل على موافقة أمه على الرجوع، الذي رضيت به عشان خاطر عيونو، وحتى تقف مع أبيه في زواجة وزواج أخوته من بعده (وما بتخلى الحكاية من الرغبة في مكاواة الضرة التي إستحوزت على (قاسم) لمدة تقارب السبعة وعشرين عاما).
أقيمت الأفراح وتم عقد قران (قاسم) و(رقية) كأبدع وأجمل ما يكون زواج الصبيات الصغيرات رغم أن العروس قد(مشطت البيضا مع الزرقا وفقدت من فمها سن .. سنين وكم ضرس) ليصدّق الله ظنها القديم بأن:
يكبروا الصغار ويزيلوا الغبار.
لطائف – صحيفة حكايات
munasalman2@yahoo.com
الاستاذه / منى ، اسعدك الله بقدر سعادتنا بموضوع اليوم والذى ( ادمعت ) له العين حزنا وفرحا ، ذلك ان فى مجتمعنا الكثير والكثير من امثال هذه القصص الاجتماعيه بس ياريته كانت دايما تنتهى كنهاية قصتك ، وبالمناسبه فيك مشروع سينارست وحبك درامى ( بس لو تجربى ) وتتحفينا بابداعاتك على شاشة التلفاز وتعيدينا ليها بعد مامسخوها بالكلام الكتير ،،،،وتحياتى ودمتى .
يا استاذة
اليلة فلم هندي أدييييييييل كدا:D 😀 😀
هذه القصة على الطريقة الأمريكية التي عودتنا عليها هوليود ان تجعل من الأمريكي الأبيض دوما هو البطل والمخلص وصاحب المبادئ والمثل العليا… والكاتبة هنا تنحاز لبنات جنسها وتضع المرأة المطلقة هي المظلومة لكنها رغم الظلم والضعف صبرت وقامتب تربية الأبناء أحسن تربية .. وجعلت من (قاسم) الشخصية المهزوزة الضعيفة حتى أنها لم تستعرض أسباب انفصال الزوجين التي ربما يكون للزوج الحق فيها .. ثم جعلت من الزوج محل اللامبالاة بوصفه أنه لم يقم بالصرف على تربية الابناء!!! … ماذا أقول ؟! لن تكتب منى قصة تمدح فيها الرجل وتضع من قيمة المرأة بأي حال من الأحوال .. إنه طبع النساء والحنين إلى بنات جنسهن … لا بأس يا منى اكتبي ما يرضيك فلن يقرأه أو يرضى به إلا من شاطرك هموم النساء ولا أظن أن من سيعلقون على هذا المقال سيوافقونك بوضع الرجل محل اللا مسؤولية… فضلاً عن وصفك لـ (قاسم) بأنه استجدى ابنه ليشتري له تاكسي… مسقطة بذلك كل المبادئ والقيم التي يتحلى بها الابن السوداني البار الذي لا يرفع عينه على والده حتى ولو كان مخطأ… اليس نص الآية صريح (وان جاهداك على ان تشرك بما ليس لك به علم فلا تطعها) وهل اقترف (قاسم) جرماً يمنع ابنه من طاعته في تلبية طلبه بشراء تاكسي له؟! أم ان الابن بامكانه ان يرفض طلب والده لأنه طلق امه ولم يصرف عليه… اهكذا ببساطة تسقط حقوق الأب ؟!
:lool: الاخت الغالية مني سلمان ربنا يوفقك ويحفظك لي اولادك ويخليهم ليك ويفتح لك كل يوم مليون باب سعادة . ورزق لك التحية والتقدير .. بقدر ما كتبت وتكتبين