منوعات

الفتيات في غزة: التمرد على الانوثة ..من سمات بعضهن ؟!

[JUSTIFY]المعتاد عليه في مجتمعاتنا العربية ان تعترض الأسرة على زواج بناتها من بعض الأشخاص المتقدمين للزواج منهن أو ِيعلن الأب عدم رضائه عن العريس بحجة أنه ليس من عائلة كبيرة أو لا يمتلك شقة مستقلة بعيدة عن أهله أو لأنه لا يمتلك المؤهل العلمي أو الراتب الوظيفي الكافي لسعادة ابنته ,وكأن السعادة باتت تقدر بالفلوس ,بالإضافة إلى البنات التي يتقاضين راتب وظيفي يفوق راتب كبار موظفي الدولة وترى نفسها في مستوى يفوق ممن يتقدم لها من الشباب الأمر الذي أصبح يعتليها الغرور أما غير المعتاد أن تنقلب الصورة وترفع الفتاة شعار لا أريد أن أتزوج
ماذا تريد الفتاة ؟ وهل استغنت عن الرجل ؟.

بالطبع لا ,,، ولكنها بدأت تشعر بذاتها بعد حصولها على العمل المجزي ، وامتلاكها لقرارها الاقتصادي وقدرتها على توفير حياة مستقلة تنفق فيها من دخلها وتعيش من عرق جبينها ، بعدما كان الرجل هو وحده الذي يعرق ويتعب وحول هذه القضية التي تزداد انتشاراً يومأ بعد يوم .

وربما كان ذلك نتيجة لظهور بعض الأفلام والمسلسلات السينمائية التي تناقش قضايا المرأة بصورة خاطئة وتبادر إلى طرح لقطات ومشاهد كثيرة ومزعجة تعكس سوء التصرفات الأخلاقية لدى الرجل ,وطبعا نحن نعلم بأن نسبة ضئيلة من الرجال يحملون أخلاقاً سيئة فهذا ليس بمبرر ليعكس الصورة السلبية للرجل ويجعل من الفتاه أن ترفع شعارها الرافض للزواج ,كان لـ “دنيا الوطن” السبق في أن تتطرق لهذه القضية على صفحاتها وتناقشها من عدة جوانب هامة.

قالت “سحر م اسماعيل” التي تعمل في مجال المال والبنوك ان “رجال زمان أفضل بكثير من رجال اليوم ,مضيفة: “أنا عمري ثلاثون عاما ولكني لا احتاج الزواج الآن ، فلدي ما يكفيني من المال ، وأشعر انه لا شي ينقصني ,مشيرة الى ان البنت التي تبحث عن زوج بإلحاح تبحث عن ممول يصرف عليها ويلبي لها طلباتها منوهة الى ان هناك عدد من الزيجات تتم بهذا الغرض ، وتصبح مجرد زواج على الورق ، والنماذج لا تحصى .

وأضافت لـ”دنيا الوطن”: لي أصدقاء لم يجنوا من الزواج سوى المر وأنا أعلنتها للجميع :” آسفة أرفض الزواج ” …! إلى أن أجد الإنسان المناسب الذي يمنحني الاستقرار والأمان ، وأرفض من يتزوجني لجمالي أو عائلتي أو مالي .

تابعت: أنا من دون رجل أعيش في أمان أكثر و أحمي نفسي من أنانيته وتحكمه ، فلا يوجد رجل لا يقول لزوجته لا تفعلي ذلك ولا تقولي ولا……. ولا “.

فإن جاز “لسحر” أن تقول رجل زمان أفضل من رجل اليوم ، فمن حق رجل اليوم أن يقول ” بنت زمان أفضل من بنت اليوم “.
ولكننا لا نستطيع أن نجزم مطلقاً بصحة هذا التعبير ، فكلما مضت أيام العمر اختلفت مقاييس ومعايير الزواج ,فكل عصر له خصائصه ومميزاته وظروفه التي تحكمه ، فرجل زمان لم يكن يُطلب منه ” شقة ” أو المهر الباهض الثمن او ….)).

كما يتأخر الكثير من الشباب والشابات في الزواج بسب المبالغة في الاختيار فيبقون في دوامة التخيلات والتصورات ، وتجاهل الأسس الجوهرية التي يعتمد عليها أساس الاختيار وبذلك تترك العنان للمكابرة والادعاء بأنها ترفض الزواج لأسباب ما .

افضل الاكبر سنا

وتختلف الأسباب لدى “نسرين” ابنه الثامنة والعشرين التي تعمل في مجال الكمبيوتر فتقول : ” أرفض أن أتزوج ” إلا عندما أجد الحب والعاطفة التي تمتعت بها زوجات زمان، واليوم الرجل يتزوج لكي ينفس عن عقدة في النصف الآخر ويقول أنا كده…أنا طبعي كده”.

وتضيف: بعضهم لا يحتاج زوجة ، وإنما ممرضة تتحمل . والرجل الشرقي بصفة عامة يريد زوجة تخدمه وتطيعه من دون مناقشة ، وهذا غير موجود الآن .

ونوهت الى ان الفتاة اليوم خرجت للعمل وأصبح لها كيان مادي مستقل ووضع اجتماعي ، فلماذا تبحث عن رجل يزيد من متاعبها من دون كلمة شكر ، بل في أغلب الأحيان يتزوج عليها وممكن ان يكون مهذباً فيتحول الى “دون جوان” فقط . لكني ربما أتزوج لو وجدت رجلاً يراعي حدود الله ويحتويني بعاطفته ويعطيني ما تبحث عنه كل فتاة وهو الامان .

“نهال” ما زالت في الواحد والعشرين من عمرها ولكن رغم صغر سنها الا انها متضامنة مع الاكبر سنا تقول من دون تفكير : أنا أيضا ارفض الزواج طالما لا اجد من يقدر على توفير حياة كريمة لي فانا اعيش في “فيلا” و مستحيل أن اوافق على الحياة في شقة .

وأضافت: عندما أزيد الزواج لا بد أن يوفر لى زوجي أشياء غير موجودة لدى فأنا أشعر بالراحة و الأمان مع اهلي أما شغل البيت فلا أعرف عنه شيئا والوظيفة تنتظرني فلماذا أجرى أتعب وراء عريس قد لا يجلب لى سوى وجع القلب فكل من تزوجت قالت هذا الكلام، لذالك لا يهمني لو مضى قطار العمر من دون أن يأتي ابن الحلال و يكفيني أهلي و أصدقائى.

وبدوره علق الاخصائي الاجتماعي الاستاذ نادر ابو قاسم ان ما عبرت عنه “نهال” ليس مقياسا ,موضحا ان مقاييس الاختيار لدى “نهال” سطحي مباشر أكثر مما ينبغى فمن غير المنطقي أو العلمي أن يشترط على الزواج ان يوفر لها أشياء غير موجودة لديها و ان كانت تعيش فى ((فيلا)) و ترفض العيش فى شقة او بيت متواضع و هذا ان دل إنما يدل على الجهل بحقيقة الزواج و مفهوم الحياة الأسرية و التكامل الأسرى.

تأمين المستقبل أهم من الزواج

اما الرجل الذى ترضيه هنادى التى تعمل سكرتيره فى احدى الشركات السياحية والسفر زوجا لها فله شروط أخرى و كأنها تعلل السبب في عدم زواجها حتى الأن رغم اجتيازها لسن الخامسة و الثلاثين قائلة: ” لم أجد إلى الأن الأنسان الذى يتناسب مع شخصيتى فجميع من تقدموا إلى أشعر و كأنهم عيال و أنا أبحث عن رجل بمعنى الكلمة يغنينى عن جميع الرجال و يكون لى الأب و الأخ و الصديق رجل شرقى أسمر متزن و محترم لا يهمني و سامته أو ماله ,مضيفة: الشخصية هى المقياس فالمال متوافر حيث اكسب الكثير من عملى و الفتاة عندما تتخطى الثلاثين تتغير مواصفات الزوج عندها فلا تقبل إلا الرجل ذا مركز مرموق و موارد مالية جيدة تعوضها ما فاتها و ليس معنى تأخرها فى الحصول على عريس مناسب أن ترضى بمن هو أقل منها فعلى العكس أنها تنتظر شخصا يليق بها و بنسبها و حتى يقول عنها الناس أنها رضيت بأى رجل لأنها أصبحت “عانس”.

و ترى “ياسمين” التى تعمل فى المجال التأمين أن تأمن المستقبل أهم من الزواج و تقول: “لا أفكر فى الزواج الأن فالمهم تنفيذ مشروعاتي.

واضافت: “الحمد لله اشتريت سيارة معقولة و احرص على شراء مجوهرات وحلى ذهبية لتأمين مستقبلى و العريس سوف يأتى فى وقته .

تابعت: مسألة الارتباط لمجرد الزواج فقط و حمل لقب مدام أمر أرفضه فمعظم الزيجات التى تمت بهذا الشى كل مصيرها من وجهة نظري “المحاكم و القضايا و تشرد أطفال لا ذنب لهم و البنت الان تبحث عن مكانتها أولا ثم وظيفة مرموقة فلا يعقل أن أرضخ لرجل يأمرني بالاستغناء عن عملى و البقاء فى البيت لخدمته فقط” و هذا ليس مبرر كافى فإذا كانت طبيعة المهنة تفرض على الشخص أمور ليس مستحبة فى الزواج أو تؤثر فى سلوكه الشخصى لدرجة التأثير على حياته الشخصية فليس كا رجل يستطيع توفير الذهب و المجوهرات ألا بقدر استطاعته فالحياه الزوجية يجب أن تقاس على مفهوم التكامل بين الرجل و المرأة مع مراعاة عدم التفرقة فى أتفه الأشياء التى قد تؤدى فى النهاية إلى فشل الزواج.

الرجال : نرفض التمرد وخصوصا من النساء

ولكن ما رأى النصف الخشن فى موقف بنت الثلاثين و رفضها للزواج ؟
وأول رد فعل هو الاعتراض و الرفض و الأسباب كثيرة حيث يقول ” عاطف “: البنت من هذا النوع مريضة نفسيا و أى رجل يخشى الارتباط بها لأن الوضع الطبيعي هو أن ترغب البنت فى الاستقرار و تكوين أسرة .

واضاف: “لا أقبل الارتباط ببنت متمرد”

و من جهته يقول “رشدى”: ” ان الفتاه التى تكتفى بالوظيفة و القيام على احتياجاتها بنفسها هى شخصية مسيطرة و الرجل الذى يقع تحت يدها يا ويله و الزوج لا يرضى أن تعامله زوجته معاملة الند بالند فذلك مرفوض”.

ومن ناحيته يرى “عبدالله” أن البنت إذا صادفها العريس المناسب ستتزوحه فورا ومن تقول غير ذلك فهى لم تقابل الشخص المناسب أو ربما “فاتها القطار” و كلامها هذا “حلاوة روح”.

و بجراءة يقول رجل الأعمال ” ابومحمود”: بصراحة البنات عندهن حق فالرجل متعب و كثير الطالبات و البنت التى ترفض مثل هذا الزواج لأنه مسؤولية و يكفينى ما أنا فيه من مسؤولية و الحل هو العمل و الكسب أو الزواج يأتى بعد ذلك “.

الاخصائي : الرفض يؤدى إلى الاشاعات

و حول الوضع الأجتماعى و النفسى للفتاه تقول أخصائية الصحية النفسية و المجتمعية راوية حمام من برنامج غزة للصحة النفسية “لدنيا الوطن “: إن ما تقوله بنت الثلاثين وجهة نظر خاطئة فالحياة الزوجية ليست إشباع للحاجات الأقتصادية و لكنها تعويض و إشباع نفسى عاطفى فالمجتمع الشرقى لا يرحم الفتاه التى ترفض الزواج ويعتبرها ناشزا وينظر إليها على أنها غير سوية فالزواج ليس معناه الإنجاب فقط و لكنه وظيفة اجتماعية “.

و لذلك فالمجتمع يرفض تفكير هذه الفتاه و نظراتها للزواج كما يرفض الرجل الذى لا يخضع لمسؤولية الزواج و تصنيف الاخصائية راوية “ان الفتاة التى ترفض الزواج من كل راجل يتقدم لها، تجعل من نفسها محلا لإثارة الأقاويل و الشائعات التى تسىء نفسه بالنسبة إلى الرجل حتى لو كان مرموق و أنصح كل فتاه ألا تختار على أساس اقتصادى فقط فعليها أن تجعل عاطفتها تقول كلمتها ثم تحكم عقلها لكى تحصل على زواج ناجح.

وعن أسباب رفض فكرة الزواج عند بعض الفتيات يقول اخصائي الخدمة الاجتماعية ” نادر ابو قاسم” انها تتخلص فيما يلى :

أن التعليم أسهم بشكل كبير فى تغيير وجهة نظر البنات ” و للحق إنه أفاد فى حصولها على حق إبداء الرأي فأصبحت تقول أريد هذا الشخص أو أرفض الزواج من ذلك الشخص و صار الأهل لا يعترضون على وجهة نظرها و يحترمون رغبتها فى تأجيل سن الزواج ,

واضاف: لكن الشيء الذي لا يقبل هو الرفض المطلق لبناء حياة أسرية فالفتاه في هذه الحالة إنسانه مكابرة و هناك أخرى تقول حفاظا على كرمتها أن كثير من العرسان يتقدمون لها و هى التي لا توافق و هناك بنات لا غبار عليهن تقدمن فى العمر و لكنهن لا يجدن الرجل المناسب سواء فى الناحية الاجتماعية أو الفكرية ومثل هؤلاء لهن عذرهن “.

و يضيف الأخصائي إن كثير من الفئات عندما تخطب جارتها مثلا أو قريبتها الأقل سنا تصاب بإحباط و تعتقد أنها أصبحت عانسا و للأسف الأم تزيد من الشعور و تردد فى كل مناسبة “ربنا يعدلها لك يا بنتى ” و الحقيقة أن الفتاة عندما تسنح لها الفرصة لعريس مناسب على الفور تتمسك به و هناك الجميلة التى تلجأ إلى الخاطبة عندما تنقضي فترة ازدهارها و يفوتها قطار بنات جيلها فتصبح ضائعة وسط الجيل الجديد الأقل سنا و هنا قد تضطر للزواج من الأقل سنا و نضجا أو الأكبر بدرجة مستفزة.

اما أن تستغني المرأة عن زوجها فهذه كذوبة لأنها بطبعها تميل للاستقرار و لزوج يحميها و يخفف عنها الوحدة و للبنت العاملة أكثر خوفا من المستقبل و تعمل له ألف حساب وهى تعى تماما ان الأيام السعيدة وسط أسرتها لا تدوم وانت بيتها الحقيقي هو بيت زوجها التي تستطيع تشكيله وترتيبه بالشكل المناسب والائق من وجهة نظرها.

واما عن تمسكها باهلها فسوف يأتى الوقت الذى تعيش فيه من دون عائلة لتندم وقت لا يفيد الندم لذلك انصح الفتيات الا يتمادين و يرفعن هذه الشعارات الغربية عن المجتمع و المنافية للدين و العرف و العادات و التقاليد”.

دنيا الوطن
م.ت[/JUSTIFY]

تعليق واحد