عالمية

أوباما يعتزم انهاء العمليات القتالية في العراق العام القادم


[ALIGN=JUSTIFY]واشنطن (رويترز) – قال مسؤولون في الادارة الامريكية ان الرئيس باراك أوباما سيعلن يوم الجمعة سحب القوات القتالية من العراق بحلول 31 اغسطس اب عام 2010 وذلك بعد ست سنوات من الغزو الامريكي للعراق الذي أطاح بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

ويمثل الجدول الزمني الذي يمتد 19 شهرا مفترق طرق في حرب العراق التي لا تلقى تأييدا وثبت أنها مكلفة جدا بالنسبة للولايات المتحدة ودمغت فترة تولي جورج بوش الرئاسة الامريكية. وشكلت الحرب عبئا كبيرا على الخزانة الامريكية كما أودت بحياة نحو 4250 جنديا وأضرت كثيرا بمكانة أمريكا في العالم.

وقال مسؤول كبير في الادارة طلب عدم نشر اسمه “الرئيس سيعلن ان المهمة القتالية الراهنة في العراق ستنتهي في 31 اغسطس عام 2010 . وحينها ستتولى القوات الباقية في العراق مهمة جديدة مهمة اكثر تقلصا.”

ومن المقرر ان يعلن أوباما ذلك في قاعدة (كامب ليجون) التابعة لمشاة البحرية الامريكية في نورث كارولاينا حيث يرسل ثمانية الاف من جنود القاعدة الى أفغانستان في اطار الزيادة المقررة للقوات الامريكية هناك للسيطرة على الوضع الامني في البلاد.

وغطى الركود الاقتصادي الذي ترك كثيرين يكافحون لتدبير أمورهم وجعل الملايين عاطلين على قضية حرب العراق. وكانت حرب العراق موضوعا أساسيا في حملة الانتخابات الرئاسية الامريكية العام الماضي.

وقال المسؤول ان ما يتراوح بين 35 ألفا و50 الف جندي من بين 142 ألف جندي أمريكي في العراق سيبقون هناك لتدريب واعداد القوات العراقية وحماية مشاريع الاعمار المدنية والقيام بعمليات محدودة لمكافحة الارهاب.

ومع تقليص حجم القوات الامريكية في العراق تركز واشنطن أكثر على استراتيجية دبلوماسية اقليمية وبذل مزيد من الجهد لتشجيع قادة العراق على تعزيز الاستقرار السياسي الهش للحيلولة دون تجدد أعمال عنف طائفية اندلعت عام 2006 وقتلت عشرات الآلاف من العراقيين.

وقال المسؤول ان الهدف هو ألا تكون هناك قوات أمريكية في العراق بحلول نهاية عام 2011 وذلك تماشيا مع معاهدة عسكرية وقعتها الولايات المتحدة والعراق. وردا على سؤال حول ما اذا كان خفض القوات الامريكية في العراق لا رجوع عنه قال مسؤول آخر إن أوباما احتفظ بحق اعادة النظر في أي خطط اذا كان ذلك يخدم المصلحة القومية الامريكية.

لكن ستيفن بيدل من مجلس العلاقات الخارجية قال انه بمجرد بدء خفض القوات الامريكية في العراق فان الامر “سيتحرك في اتجاه واحد” مع خطط أوباما الرامية الى تعزيز الجهود العسكرية الامريكية في أفغانستان وتوفير الاموال واستخدام تقليص القوات الامريكية في العراق لخفض العجز في الميزانية الامريكية الذي وصل الى 1.3 تريليون دولار.

وأضاف “القضية الان هي خفض القوات الامريكية في العراق بوتيرة بطيئة أم بوتيرة سريعة.”

وغزت الولايات المتحدة العراق في مارس اذار عام 2003 بعدما اتهمت ادارة بوش صدام باخفاء أسلحة دمار شامل. ولم يعثر على أي أسلحة للدمار الشامل في العراق وسرعان ما وجدت القوات الامريكية نفسها محاصرة بين حركة تمرد دامية وصراع أهلي بين السنة والشيعة. وتراجعت الآن وتيرة العنف كثيرا في العراق.

وخلال حملته الانتخابية وعد أوباما بانهاء حرب العراق بشكل مسؤول وسحب القوات الامريكية من العراق خلال 16 شهرا. وطلب من أول يوم عمل له في البيت الابيض من القادة العسكريين الامريكيين وضع خطة لانهاء الوجود العسكري الامريكي في العراق.

وأكد مسؤولون في الادارة الامريكية أن الجدول الزمني للانسحاب على مدى 19 شهرا ليس قرارا سياسيا وأنه في الحقيقة توصية من وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس والاميرال مايك مولن رئيس هيئة الاركان المشتركة وغيرهما من القادة العسكريين.

وقال مسؤول “عند اتخاذ هذه القرارات أجرى الرئيس مشاورات مكثفة مع فريقه للامن القومي وبحث مجموعة من المخاطر ومجموعة من الخيارات.”

وأضاف أن راي اوديرنو قائد القوات الامريكية في العراق قلق بشكل خاص من ألا يكون لديه ما يكفي من القوات أثناء الانتخابات الوطنية المقررة في العراق في ديسمبر كانون الاول.

وقال ان وتيرة الانسحاب ستترك لرغبة القادة الميدانيين. وأضاف “سيتخذون قرارا اما بتسريع أو ابطاء الانسحاب وفقا لحاجتهم.”

وقال أنتوني كوردسمان وهو خبير في الشأن العراقي في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية “من المهم للغاية النظر الى هذا (الجدول الزمني) على أنه هدف له عدة بدائل. يعتمد كل شيء على الاستقرار السياسي. هناك الكثير من الاشياء غير المؤكدة.”

وصرح مسؤولون عراقيون في مجال الدفاع بأن وضع جدول زمني للانسحاب على مدى 19 شهرا سيكون انسحابا أسرع مما كانوا يريدون لكنه مقبول اذا استطاعت قوات الامن العراقية التي لا تزال بحاجة للكثير من المعدات العسكرية أن تعد نفسها في غضون هذه المدة.
[/ALIGN]