رأي ومقالات

عبد العزيز جبورة : بين حسين خوجلي وأهلي ببربر


[JUSTIFY]أهلي ببربر طيبون محبون للناس..إشتهروا وعرفوا بالاخلاص مع من يعيش معهم من غير أهل بربر.. والقصص كثيرة والشواهد جمة، حتى ان زوجات بعض الموظفين الأغراب كن يكتفين بوجود جاراتهن عن استدعاء واحدة من أهليهن في حالة الولادة أو المرض.. ومن الموظفين من استقر ببربر بعد انتهاء خدمته، فبنى بيتاً وانخرط بين الناس كأنه ولد بينهم.. غير أنهم يغيرون على بربرهم ولا يحتملون المساس بها حتى من احد ابنائهم «الجاحدين» ..! دعك من الشخص الغريب.

شباب بربر الطيبون .. هائجون ومائجون(يسودون) صفحات الفيس بوك هذه الأيام بهجوم عارم على الأخ الإعلامي حسين خوجلي حتى وصل الأمر الى حد الطعن في مصداقية برنامجه اليومي الذي ينتظره كثير من الناس على أحر من الجمر ليشفوا غليلهم بنقده وكشفه للحقائق المرة وعرضه لصفحات الفساد والجشع.. بل وصل بعضهم الى(روز ياكوز وديانا يا الغبيانة» والقصة تقول إن الأخ حسين خوجلي هاجم بربرا واهل بربر وسخر، واستهزأ بهم وبما اني لم أتابع حلقته التي أصاب رشاشها أهلي ببربر فقد سألت حتى لا يكون حكمي اندفاعياً فكتبت السيدة «أم كمال الدين السيد» أن احد أبناء بربر بعث للبرنامج يقول ما ملخصه- إن بربر خالية من الحدائق..

وأماكن الترفيه.. وقال آخر إنه قال أيضاً إنه يجلب «الآيسكريم» لأبنائه من عطبرة يقول إن حسين خوجلي قال في معرض رده (ناس بربر يجوا هنا، ويتعالوا علينا، ما يشوفوا بلدهم يصلحوها بالأول، و(زاد أنا عارف إنوفي ناس ما بيرضوا هذا الحديث) هكذا قال أو قريباً منه، وأعجبني أن السيدة «أم كمال الدين» بحسها الطيب قد فطنت الى ما كان يجول بخاطري من أن ما قاله حسين خوجلي لا يعدو أن يكون طرفة أو مزحة!!! فللرجل علاقات كبيرة وواسعة بأبناء بربر، وقد قدم في ندوته مرة ليلة عن بربر تحدث فيها الأخوان حسان المصباح، وصلاح أبو النجا لم تمكني الظروف من حضورها والإدلاء بدلوي لارتباط سابق بقاعة الصداقة.. وعلمت من الأخ صلاح أبو النجا أن حسين قد ذكر في حديثه- ان بربر كانت عاصمة للسودان يوماً.. وأنها مدينة تاريخية يجب ألا يهملها بنوها أو شيئاً من هذا…وأقول لمن كتبوا من بربر وأنا اقدر لهم غيرتهم على بربرنا الغالية…

ولم تعجبني الإشارة الى الشرفة والتقليل من شأنها..! كردة فعل لما قاله حسين خوجلي، وكان يكفي أن يوجه العتاب واللوم له شخصياً فلا نريد أن يجرح أهل الشرفة.. كما جرحنا «فكل أجزائه لنا وطنٌ» ولمعرفتي بحسين خوجلي وشجاعته ولباقته طلبت إليه على الفيسبوك أن يمس بأنامله الرقيقة على جرح أهلي الطيبين ببربر لتندمل الجراح.. وأتساءل لماذا بربر؟ فقد قرأت مرةً أن أحدهم كتب ضارباً المثل مستهزئاً بما معناه إن هذا الأمر كنقل جامعة الخرطوم إلى بربر يكون قرارًا سليماً يوفر للطلبة وللأساتذة المناخ النقي والمجال المناسب للتركيز والتفرغ للبحث العلمي بعيدًا عن زحمة الخرطوم وضوضائها، ويوفر للدكاترة وقتاً للراحة الجسدية والنفسية والمادية..

ولنرجع إلى بربر وكما يحدث السائل عن الحديقة الغناء الرائعة التي شيدت أمام المحلية، وإنها أهملت أو جففت وبسؤالي (الكاتب) علمت من بعض الأخوة انها جففت بحجة أن الشماسة يتجمعون..! لأول مرة أعرف أن بربر بها شماسة..! فان كان..! فلا أحسب أن موقعاً أنسب لتجمع الشماسة منها فهي تقع في الميدان المحيطة به حكومة المحلية بمكاتبها، ومركز الشرطة، ومساكن المسؤولين، فبربكم هل هناك موقع يسهل الأشراف عليه ومنع أي ممارسات خاطئة اكثر من هذا الموقع؟ وقد اتصلت بالدكتور عثمان البوصيري بجامعة وادي النيل فأفادني بقيام حديقة بمربع 15 ببربر انتهى العمل بها قبل ما يزيد عن الستة أشهر وهي بحالة جيدة ومفتوحة للجمهور..

لعل السائل الذي وجه السؤال لحسين خوجلي لم يسمع بها!!! ومن الإفرازات الجميلة أن شباب منطقة الهجانة ببربر قد شرعوا في إنشاء حديقة، وقد اطلعت على جهودهم موثقة بالصور على الفيسبوك، وجاء في الأخبار أيضاً عزم الشباب على تشييد حديقة اخرى إمام مركز التأمين الصحي.. نحن نثق في شبابنا ببربر ولكن المهم ضمان استمرارية هذه الحدائق، وهنا يقع العبء فيه على المحلية بتعيين المشرفين وذوي خبرات زراعية ليتعهدوها بالري والنظافة ومتابعة النمو بجانب الاشراف الأمني.. وأذكر ونحن صغار في زمن الاستعمار مسكن مفتش المركز الذي كان يدعى (السراية) بحي القنجارة كانت به حديقة واسعة شاسعة وريفة غناء، وكان لها عمال بإشراف عمنا عوض السيد (الخولي).. واستمر ذلك حتى السودنة عهد أحلال المفتشين السودانيين.. كان هذا من أجل أسرة واحدة وربما (خواجة) واحد عازب..!! فما بالك بحدائق عامة!؟ يؤمها مواطنو بربر ألا تستحق أن يعين لها كادر يعمل على استمراريتها .. أحييكم شباب بربر وننتظر الكثير منكم.

صحيفة آخر لحظة
ت.إ[/JUSTIFY]